يعرف كل الأطفال، والكبار أيضًا حكاية «ليلى والذئب» أو «ذات القبعة الحمراء»، للكاتب الفرنسي شارل بيرو، وعلى خلاف قيمتها الفنية الإبداعية للجميع، فإن تلك الحكاية أصبحت تشكل رمزية خاصة لدى الأطفال المقيمين في مجموعة قرى في منطقة بورزيانسك الواقعة في جمهورية باشكيريا العضو في الاتحاد الروسي. ولهؤلاء الأطفال حكاية تشبه إلى حد كبير حكاية «ليلى الذئب»، مع فارق وحيد وهو أن احتمال اعتراض الذئب طريقهم أثناء ذهابهم إلى المدرسة ليس حكاية وإنما حقيقة.
وفي تفاصيل روتها وكالة «تاس» يضطر عشرات الأطفال من تلاميذ المرحلة الابتدائية في قرى تقع في باشكيريا إلى حمل البلطات في حقائبهم أثناء تنقلهم من وإلى المدرسة، وذلك خشية من أن تعترضهم الذئاب التي تنتشر في غابات تلك المنطقة، وغالبا ما تخرج في فصل الشتاء جماعات بحثا عن فريسة تلتهما. ونظرا لعدم توفر طرق مواصلات مناسبة بين مجموعة من القرى في تلك المنطقة من باشكيريا، يتجه الصغار إلى مدارسهم سيرا على الأقدام، ويجتازون بعض الغابات، لذلك غالبا ما يرافقهم أولياء أمورهم، إلا أن الظروف قد لا تسمح دوما بتوفر المرافقة اللازمة، وهو ما جرى ذات يوم مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، حيث انتشر على صفحات الإنترنت مقطع فيديو يظهر فيه تلاميذ صغار يحملون البلطات أثناء اجتيازهم مسافة 15 كلم عبر الغابة عائدين من المدرسة في القرية المجاورة.
إثر انتشار ذلك المقطع تحركت النيابة العامة والمؤسسات التربوية، وأجرت تحقيقا في الأمر، ووجهت «إنذارات إدارية صارمة» للمسؤولين المحليين، ومن ثم قررت السلطات تأمين وسيلة نقل للتلاميذ في تلك القرى،
«ليلى والذئب» ليست مجرد حكاية بالنسبة لتلاميذ باشكيريا الروسية
«ليلى والذئب» ليست مجرد حكاية بالنسبة لتلاميذ باشكيريا الروسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة