الصرامة الدفاعية تفرض نفسها على الاتجاهات التكتيكية في الدوري الإنجليزي

اختفاء دور لاعب الوسط الحر والضغط على الخصم مع اعتماد الدفاع الثلاثي

آرسنال منح أوزيل أدوارًا حرة ليكون استثناء في موسم غلبت عليه الصرامة التكتيكية (رويترز)
آرسنال منح أوزيل أدوارًا حرة ليكون استثناء في موسم غلبت عليه الصرامة التكتيكية (رويترز)
TT

الصرامة الدفاعية تفرض نفسها على الاتجاهات التكتيكية في الدوري الإنجليزي

آرسنال منح أوزيل أدوارًا حرة ليكون استثناء في موسم غلبت عليه الصرامة التكتيكية (رويترز)
آرسنال منح أوزيل أدوارًا حرة ليكون استثناء في موسم غلبت عليه الصرامة التكتيكية (رويترز)

باستثناء مسعود أوزيل نجم آرسنال بات اللاعب رقم 9 الخفي، والأدوار الحرة خارج الخدمة، بينما أصبحت العودة للاعتماد على خط دفاع ثلاثي والضغط على الخصم مشاهد مألوفة في التكتيكات المتبعة بالدوري الإنجليزي الممتاز.
1 - الضغط:
قبل بضع سنوات، كان الضغط عل الخصم أكثر المصطلحات جدلا في كرة القدم، فقد طرأ تغيير على التقييم من الاستناد لنسب الاستحواذ على الكرة ليعتمد على الضغط على الخصم.
فريقا ساوثهامبتون وتوتنهام تحت إدارة المدرب ماريسيو بوكتينيو، طبقا طريقة الضغط من مراكز متقدمة للفوز بالكرة سريعا، أما يورغن كلوب مدرب ليفربول فزاد من شعبية هذه الطريقة بالضغط المضاد للفوز بالكرة فور فقدانها، في المقابل عمل جوزيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي على إغلاق المنطقة أمام الخصم من موقع متقدم، ولذلك كثيرا ما تشهد المباريات التي تشكل هذه الفرق طرفا بها حالة هياج شديدة.
كانت حدة المنافسة واضحة في مباراة توتنهام ومانشستر سيتي التي انتهت بنتيجة 2 - صفر للأول، حيث كان واضحا إصرار كل فريق على حسم النتيجة لصالحة، بينما في المباراة التي انتهت بالتعادل 1 - 1 بملعب الآرسنال الأسبوع الماضي، بدا أن الفريقين يركزان على قطع الكرة عن الخصم أكثر من تركيزهم على التمرير المتقن.
فبعد أن أصبحت المباريات غنية بالفنيات، باتت مشاهدتها نوعا من المتعة، لكن الدوري الإنجليزي واجه مشكلة الاتجاه لإفساد هجمات الخصم بدلا من بناء وخلق الهجمات.
2 - رقم 9 الخفي
يعود الفضل في البداية القوية لموسم 2016-2017 والتي شاهدناها في مباراة ليفربول وآرسنال للاستخدام غير العادي للاعبي قلب الهجوم.
فقد وصل روبرتو فيرمينو للكرة الإنجليزية قبل عامين كلاعب خط وسط مهاجم، وكان دوره يقتصر على المساعدة وتقديم خدماته لكريستيان بينتيكي ودانيل ستوريدج، لكن يورغن كلوب باع بينتكي، ولم يكن قد بدأ الاعتماد على ستوريدج، ورأيناه يستخدم فيرمينو بانتظام كاللاعب رقم 9 الخفي لليفربول. لكن المهاجم البرازيلي كان وحشا مختلفا، فقد كان أكثر ديناميكية وأقل أنانية وأفضل في بدء الهجمات وفي زيادة معدل التهديف أيضا.
على المنوال نفسه، فقد وضع آرسنال ألكسيس سانشيز في المقدمة، ورغم أن اللاعب التشيلي كان أحيانا يستخدم في هذا المكان عند وصوله عام 2014، فإنه قضى العامين الماضيين كلاعب وسط مهاجم، وكان عادة ما يبدأ من جهة اليسار. لكن استخدام المدرب آرسين فينغر لسانشيز في المقدمة أعطى بعدا آخر لهجوم آرسنال، نظرا لأنه يعمل على مد اللعب للأمام أكثر من أوليفر جيرود، ووجوده في العمق ربط خطوط اللعب بمهارة، وأظهر المهارات التقليدية للاعب الوسط المهاجم، وتجلى ذلك في الرأسية القوية التي أودعها مرمى سندرلاند.
3 - دفاع ثلاثي
حقق أنطونيو كونتي نجاحا كبيرا مع يوفنتوس الإيطالي باللعب بثلاثة مدافعين، وهي الطريقة التي كررها مع المنتخب الإيطالي. وعندما عانى تشيلسي من طريقة اللعب 1 - 4 - 1 - 4 التي استخدمها في بداية الموسم، كان الحل واضحا، بعودة المدرب الإيطالي لتحول إلى أسلوب الثلاثة مدافعين.
وبعد المحنة التي تعرض لها إثر هزيمة تشيلسي بنتيجة 3 - صفر أمام آرسنال بملعب الإمارات على أمل العودة مجددا، لعب كونتي بطريقة 3 - 4 - 3 في المباريات الخمس التالية ليسجل إجمالي أهداف بلغ 16 - صفر. وتحرر إيدن هازارد من المسؤوليات الدفاعية، ويمكن أن يؤدي ديفيد لويز دورا إضافيا، كذلك أثبتت صفقة شراء ماركو ألونسو جدواها كظهير جنب مهاجم.
الأسبوع الماضي، سار فريقان على النهج نفسه.. حاول رونالد كويمان مدرب إيفرتون تقليد طريقة تشيلسي بملعب الأخير في ستامفورد بريدج وجاء المردود عكسيا وتعرض فريقه لهزيمة قاسية بنتيجة 5 - صفر. وفي اليوم التالي استخدم توتنهام خط دفاع ثلاثيا لتنتهي مباراته مع آرسنال بالتعادل بنتيجة 1 - 1. ومع التحول البارع لمانشستر سيتي بقيادة غوارديولا للدفاع الثلاثي، أصبحت تلك الطريقة أكثر وضوحا من ذي قبل.
4 - الأهداف من الكرات الثابتة
شدد المسؤولون الموسم الحالي على مواجهة جذب المدافعين لقمصان منافسيهم، وبدا أن هذا قد أثر بالفعل على أداء بعض الفرق. فقد حدث وأن شاهدنا حامل لقب الموسم الماضي فريق ليستر سيتي وقلبي دفاعه روبرت هوث وويس مورغان يتصارعان مع مهاجمي الخصم وتعرضا للعقوبات نتيجة لسلوك الجذب من القمصان.
وقال مدافع ليستر سيتي داني سمبسون مباشرة عقب تلقيهم ثلاثة أهداف من أخطاء أمام مانشستر يونايتد: «لقد غيروا القوانين، علينا كلاعبين أن نتعلم كيف نتأقلم مع التغيير»، مضيفا: «كان الوضع مختلفا الموسم الماضي واعتقدنا أن دفاعنا قوي في مواجهة الكرات الثابت وأننا نجحنا في التصدي لخصومنا بقوة. تصور أنك تفعل ذلك طوال مشوارك الكروي وفجأة يطلب منك أن تغير من أسلوبك، لكن تلك التعليمات كانت واحدة للجميع». فخلال الموسم، كان هناك معدل 0.65 هدف في المباراة الواحدة من كرات ثابتة، مقارنة بـ0.59 الموسم الماضي.
5 - تراجع دور اللاعب الحرة
إجمالا، تشعر فرق القمة في الدوري الإنجليزي أنها قد أعيد بناؤها وتنظيمها الموسم الحالي بفضل تعيين مدربين يتمتع كل منهم بفلسفة صارمة، فصانعو الألعاب الذين يفضلون الأدوار الحرة وجدوا أنفسهم إما في مواقع أكثر صرامة أو خارج الفريق. كان الخاسر الأكبر سيسك فابريغاس، أبرز لاعبي وسط تشيلسي خلال آخر عامين، فقد كان من تلك النوعية من اللاعبين التي تفضل التحرر من المسؤوليات التكتيكية من أجل البقاء. لكن ما حدث هو أنه لم يعد هناك مكان له في خطط كونتي، ولذلك لم يشارك اللاعب الإسباني أساسيا سوى في مباراة واحدة بالدوري.
في باقي الأندية، فقد استمر كيفين دي بروين، وديفيد سيلفا كصانعي ألعاب بصفة منتظمة مع مانشستر سيتي، لكن بأدوار أعمق وأكثر تنظيما من ذي قبل، كما ظهر آدام لالانا بصورة ممتازة مع ليفربول مجددا في ضوء المهام المحددة بشأن موقعة في الملعب الذي التزم به.
وما زال هنريك مخيتاريان بعيدا عن لفت الأنظار بمانشستر يونايتد، فيما يبدو مسعود أوزيل هو اللاعب الوحيد من وسط آرسنال المسموح له بالتحرر والانجراف لأي مكان يريده.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».