لبنان: «المستقبل» يجدد للحريري الرئاسة في ختام مؤتمره العام الثاني

الحريري يؤكد أن التيار ينظر إلى الأمام ولديه مشروع للبلد

رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري
رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري
TT

لبنان: «المستقبل» يجدد للحريري الرئاسة في ختام مؤتمره العام الثاني

رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري
رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري

اختار «تيار المستقبل» أمس، بالتزكية، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، رئيسًا للتيار، كما انتخب 20 عضوًا لمكتبه السياسي، في ختام مؤتمره العام الثاني الذي افتتح السبت، وانتخب أحمد الحريري أمينًا عامًا للتيار. وبلغت نسبة الاقتراع في انتخاب أعضاء المكتب السياسي لتيار «المستقبل» 85 في المائة. وبلغ عدد المقترعين 2116 مقترعًا، وأكد الرئيس الحريري أنه «بعد انتخاب المكتب السياسي للمستقبل، سيبدأ العمل الفعلي». وكان الحريري أعرب عن رضاه بنتيجة مجريات المؤتمر العام لتيّار «المستقبل». وقال في تصريح من البيال، حيث عقد المؤتمر، إن «شاء الله يظهر هذا المؤتمر كم توجد حيوية في تيّار (المستقبل) وكم تمّ بذل جهد لينجح»، لافتًا إلى أنَّ «الانتخابات تحصل بكل شفافية وينتخب الجميع من يريده ولا أحد يفرض نفسه على أحد، إن شاء الله يبدأ العمل بعد هذا اليوم بعد أن ننتخب المكتب السياسي»، مؤكدًا دعمه «للشباب والصبايا». وكان الحريري التقى على هامش مشاركته في المؤتمر العام الثاني لـ«تيار المستقبل» وفدا من منسقي قطاع الاغتراب في التيار الذين يشاركون في أعمال المؤتمر.
وأكد الحريري «أن المؤتمر يشكل انطلاقة جديدة في (تيار المستقبل) الذي ينظر إلى الأمام ولديه مشروع للبلد. واليوم بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتكليفي تشكيل الحكومة، نرى أن الأوضاع بدأت بالتحسن والناس تشعر أن الأجواء تميل إلى الإيجابية على مختلف الصعد». وكان الحريري افتتح أعمال المؤتمر العام الثاني لتيار المستقبل في بيال أول من أمس، بمشاركة 2400 مندوب تم انتخابهم في مختلف المناطق اللبنانية من بينهم مائة مندوب من دول الاغتراب وإلى جانبهم 400 مراقب شاركوا في أكبر مؤتمر حزبي في الشرق الأوسط والعالم.
واستهل اليوم الثاني بجلسة عن «التقرير التنظيمي» أدارها الأمين العام للتيار أحمد الحريري وقدم لها الأمين العام المساعد للشؤون التنظيمية النقيب سمير ضومط، تلتها جلسة عن «النظام الداخلي» أدارها الأمين العام المساعد لشؤون الفعاليات التمثيلية صالح فروخ وقدم لها الأمين العام المساعد لشؤون العلاقات العامة بسام عبد الملك.
وأكد الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري أن رسالة المؤتمر العام الثاني لـ«تيار المستقبل» واضحة بأن هذا التيار لا يزال موجودا رغم كل المآسي التي مر بها، ويكمل مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال الذي يريدها البلد، وما زال مصرا على أن كل الإشكاليات الموجودة بالبلد وكما تُحل داخل التيار بالحوار، تُحل السياسة خارج التيار أيضا بالحوار، وإن شاء الله بالحوار الجدي والصامت الذي يحصل باليومين الأخيرين وكأن هناك دخانا أبيض سيتصاعد قريبا. وعن عناوين «تيار المستقبل» بسياسته الجديدة، قال أحمد الحريري إنها «بداية تحضير للبرنامج الخاص بالانتخابات النيابية المقبلة إن كان على الصعيد السياسي أو على الصعيد الاقتصادي الاجتماعي، وأيضا على صعيد حاجات المناطق الأساسية، وطبعا مواكبة عمل التيار والمرحلة التنظيمية الثالثة والتي هي ذهابنا إلى المناطق والقطاعات التي سوف تنتخب منسقيهم ومكاتبهم بشكل مباشر».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».