تصنف جامعة غلاسكو بين أقدم أربع جامعات في الدول الناطقة بالإنجليزية، وواحدة من أقدم وأعرق جامعات اسكوتلندا. جرى تأسيسها في المدينة التي تحمل اسمها عام 1451 وكانت من أكبر اللاعبين في عصر التنوير ووصولا إلى العصر الصناعي.
وكالكثير من الجامعات البريطانية، كانت غلاسكو تجذب طلابا من طبقات المجتمع المخملي. وفي القرن التاسع عشر، باتت محجا لطلاب يبحثون عن التعليم العالي بالحقول القانونية والطبية والمدنية والتعليم بالإضافة إلى الهندسة والعلوم بشتى أنواعها.
وتضم الجامعة التي كانت تشتهر بعلوم الهندسة أيضا عددا لا بأس به من الكليات وعلى رأسها: كلية الفنون التي تضم واحدا من أهم الحقول في هذا المضمار حول العالم وهي حقل الفنون الجميلة والعلوم الإنسانية. كما تضم غلاسكو كليات للطب البشري والأسنان والبيطرة إلى جانب كليات خاصة بعلوم الكيمياء والكومبيوتر والهندسة على أنواعها والجغرافيا والحساب والفيزياء. تضاف إلى ذلك بالطبع كليات القانون والتعليم والاقتصاد.
وفي العقود الأخيرة، استطاعت الجامعة أن تقتحم قائمة أفضل 10 جامعات في المملكة المتحدة لما توفره من أبحاث علمية تصل إيراداتها السنوية إلى نحو 750 مليون دولار.
غلاسكو جزء لا يتجزأ من مجموعة راسل التي تمثل جامعات النخبة الخاصة بالأبحاث في بريطانيا. وقد جاء الترتيب العالمي للجامعة التي تضم 28 ألف طالب تقريبا، الـ51 في عام 2013. وتضم ما لا يقل عن 10 آلاف موظف بين مدرس وباحث وغيره.
ومر على غلاسكو خيرة المفكرين والعلماء والفلاسفة والمخترعين والقادة، منهم رئيسان للوزراء وسبعة من الحائزين على جائزة نوبل.
ومن هذه الأسماء اللامعة الفيزيائي المعروف اللورد كلفن الذي عمل على التحليل الحسابي للكهرباء والمعادلة الثنية لعلم الديناميكية الحرارية الخاصة (thermodynamics). وقد طبق اسم مؤسس الفيزياء الحديثة على وحدة قياس درجة الحرارة المعادلة لدرجة واحد مئوي وهي الكلفن.
أضف إلى ذلك «أبو الاقتصاد» الحديث الفيلسوف الأخلاقي آدم سميث الذي لا يزال يعتبر من أكثر المفكرين الاقتصاديين تأثيرًا. خصوصا عن كتابه «ثروة الأمم» أو باسمه الكامل «بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم» الذي نشره عام 1776، في بداية فترة الثورة الصناعية ويعتبر لغاية اليوم أحد معالم تطور الفكر الاقتصادي. وفي الكتاب، نادى سميث بالرأسمالية رافضا تدخل الحكومة في الاقتصاد ودعا إلى وجوب تركه لقوى العرض والطلب.
وفي عام 2009 كان اسم سميث من بين أسماء «أعظم الاسكوتلنديين» على مدى كل العصور.
وهناك أيضا المهندس جيمس واط الذي جعل من المحرك البخاري آلة تجارية متاحة للناس. وقد سميت وحدة القدرة باسمه تخليدا له، والمخترع هنري فولدز الذي طور علم التعرف على المجرمين من بصمات الأصابع والتعرف عليها، إلى جانب المهندس الكهربائي جون لوغي بيرد الذي وضع أول نظام تلفزة ملونة عملي، والكيميائي الفائز بجائزة نوبل ويليام رامزي الذي اكتشف الهيليوم وعناصر النيون والأرغون نهاية القرن التاسع عشر.
{غلاسكو}.. شيدت للطبقة المخملية ثم خرّجت «ثروة الأمم»
نافذة على مؤسسة تعليمية
{غلاسكو}.. شيدت للطبقة المخملية ثم خرّجت «ثروة الأمم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة