بعد كتابها «وداعًا بابل» الذي صدر بالفرنسية عام 2010، عن «دونويل»، وحكت خلاله بالرسوم طفولتها في أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975، ها هو كتاب جديد للفنانة التشكيلية اللبنانية لميا زيادة يبصر النور بالعربية بعد الفرنسية، ويحمل عنوان «يا ليل يا عين»، وتروي فيه بالطريقة نفسها، أي بالاستعانة برسوماتها الخاصة، العصر الذهبي الذي شهدته الفنون في عالمنا العربي، من مطلع القرن العشرين حتى منتصف السبعينات.
«يا ليل يا عين» هو النسخة العربية من كتاب «O Nuit، O MesYeux» الذي صدر بالفرنسية عام 2015، عن دار «P.O.L» التابعة لدار «غاليمار»، والذي نقله إلى العربية جان هاشم. وهو يحكي قصص ملاهي القاهرة، والاستوديوهات، والفيلّات، والكازينوهات، والأزواج، وحياة الليل، والأدوية المنوّمة، والمال، والانتحارات، والمسدسات، والفضائح، والفنادق الفخمة.
وقد أرادت الكاتبة في البداية أن تسجل سيرة الفنانة أسمهان، لكنها سرعان ما وجدت نفسها تغوص في سير فنانات أخريات، وتواكب عصرًا يعيش فيه الفنانون حيوات مليئة بالمغامرات، والسهر، والتقاطعات والسير التي تستحق أن تطارد. لذا، عادت وفتحت الكتاب أمام كل من صادفتهم، فنجدها تكتب عن أم كلثوم وسامية جمال وليلى مراد وصباح وتحية كاريوكا وأخريات، وحتى فيروز.
وهناك أيضًا فنانون رجال، مثل محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ والأخوان رحباني. وفي الكتاب صحافيون، وشعراء، ومصرفيون، وممثّلات، وخواجات، وموسيقيون، ومتمردون، وباشوات، وبكوات، وجاسوسات، وعباقرة، وملحنون مشهورون، وصاحبات ملاهٍ، وحجّاب، وعازفو عود؛ فيه الفلاحة الآتية من دلتا النيل، والأميرة الدرزية، والنجمة اليهودية التي اعتنقت الإسلام، والعقيد البطل.
ومع القصص والحكايات التي تدور في الأجواء الفنية، نعبر مع المؤلفة مرحلة سقوط الإمبراطورية العثمانية وحرب فلسطين وتأميم قناة السويس ونكسة 1967.
«يا ليل يا عين».. حكايات فنانات القرن العشرين
«يا ليل يا عين».. حكايات فنانات القرن العشرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة