تونس: أحزاب تدعو إلى اجتماع عاجل لتجاوز أزمة الزيادات في الأجور

بهدف إيجاد صيغة للتوافق بين الحكومة ونقابتي العمال ورجال الأعمال

تونس: أحزاب تدعو إلى اجتماع عاجل لتجاوز أزمة الزيادات في الأجور
TT

تونس: أحزاب تدعو إلى اجتماع عاجل لتجاوز أزمة الزيادات في الأجور

تونس: أحزاب تدعو إلى اجتماع عاجل لتجاوز أزمة الزيادات في الأجور

دعت مجموعة من الأحزاب السياسية التونسية، يقودها الحزب الجمهوري الممثل في حكومة الوحدة الوطنية التي يتزعمها يوسف الشاهد، إلى عقد اجتماع عاجل مع الأطراف السياسية والنقابية الموقعة على «وثيقة قرطاج»، التي مثلت الأساس الذي تشكلت على أساسه حكومة الشاهد.
وعبر الحزب الجمهوري، وحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي، وحزب العمل الوطني الديمقراطي خلال اجتماع أمس، عن الانشغال والقلق لما قد تؤول إليه الأوضاع بسبب عدم التوصل إلى توافق حول قانون المالية للسنة المقبلة، وتمسك كل من الحكومة ونقابة العمل بموقفهما من الزيادات في الأجور.
وتأتي هذه الدعوة إلى الاجتماع العاجل بسبب عدم توصل المفاوضات، التي جمعت أول من أمس داخل مقر رئاسة الحكومة بالقصبة وفدًا حكوميًا مع أعضاء من الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) إلى أي اتفاق بخصوص مسألة صرف الزيادات في الأجور، وتمسك الطرف النقابي خلال جلسة التفاوض بطلبه، المتمثل في التمتع بالزيادات، فيما تقترح الحكومة تأجيلها لمدة عشرة أشهر على الأقل من السنة المقبلة، بعد أن اقترح الشاهد في البداية تأجيلها لمدة سنتين.
وفي نطاق توضيح أسلوب المناورة المعتمد من قبل الطرفين الحكومي والنقابي، ذكرت مصادر نقابية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن نقابة العمال ستدفع من خلال مفاوضاتها مع الطرف الحكومي نحو الالتزام بالزيادة في الأجور مباشرة، إثر تقييم حصيلة النصف الأول من السنة المقبلة، وأنها ستوافق في نهاية الأمر على تأجيل تلك الزيادات، ولكن إلى حد عشرة أشهر من سنة 2017، كما اقترحت حكومة يوسف الشاهد.
وبشأن الضغط المزدوج لنقابة العمال على حكومة الشاهد ونقابة رجال الأعمال، من خلال الإعلان عن موعد إضراب عام في القطاع العام، وإضراب غير محدد في القطاع الخاص، أكدت المصادر أن الضغط ليس موجهًا بالكامل إلى الحكومة، بل إن النقابة ستجد حلاً وسطًا في ما يتعلق بالقطاع العام، ولكن الهدف الأساسي، على حد تعبير هذه المصادر النقابية، هو نقابة رجال الأعمال الممثلة للقطاع الخاص المتنصل من عدة اتفاقيات في الزيادة في الأجور بحجة الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به المؤسسات التونسية الخاصة.
وبشأن اختيار نقابة العمال لموعد الثامن من ديسمبر (كانون الأول) المقبل لشن إضراب عام عن العمل، أشارت المصادر ذاتها إلى أن هذا الموعد يأتي قبل يومين فقط من موعد تصديق البرلمان التونسي على ميزانية سنة 2017، وبذلك تكون النقابة قد رفعت من درجة الضغط للحصول على موافقة الحكومة حول الزيادات في الأجور قبل تمريرها إلى الجلسة البرلمانية.
أما على مستوى نقابة رجال الأعمال التي اعترضت بدورها على أسلوب «لي الذراع» الذي قالت إن نقابة العمال اعتمدته بتهديدها بالدخول في إضراب عام عن العمل، فقد هدد توفيق العريبي، عضو المكتب التنفيذي، بإغلاق المؤسسات الخاصة لمدة 10 أيام في حال أقر الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) الإضراب في القطاع الخاص ليوم واحد، وهو ما يؤكد توتر العلاقة بين الطرفين الاجتماعيين المهمين في معادلة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في تونس.
وأضاف العريبي في تصريح إعلامي أن نقابة رجال الأعمال لن تدخل في مفاوضات اجتماعية تحت الضغط والتهديد، ولن تقبل التهديد من أي طرف، مؤكدًا استعداد منظمته النقابية للتفاوض بجدية، وقال إن المستثمرين التونسيين لا يفرقون بين رأس المال المادي ورأس المال البشري، ويعتبرانهما متكاملان لضمان الإنتاج وتطوير موارد المؤسسة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.