استيقظ العالم، اليوم (السبت)، على رحيل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، الذي حكم كوبا لنحو نصف قرن قبل تسليمه السلطة لشقيقه راؤول في عام 2008. وتصدر خبر الوفاة أبرز الصحف العالمية كما نعاه كثير من قادة الدول.
وكان الرئيس المكسيكي إنريكي نييتو أول من نعى كاسترو الذي توفي عن عمر 90 عامًا، حيث كتب على موقع «تويتر»: «أقدم التعازي لوفاة فيدل كاسترو زعيم الثورة الكوبية والإشارة الرمزية للقرن العشرين».
ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو أشاد فيها بزعيم الثورة الكوبية التي أطاحت بحكومة فولغينسيو باتيستا عام 1959. ووصف بوتين كاسترو بأنه «رمز لعصر» في بيان صادر عن الكرملين، حيث كتب: «اسم رجل الدولة المميز هذا يعتبر رمزا لعصر في تاريخ العالم الحديث»، مضيفا أن فيدل كاسترو «كان صديقا وفيا لروسيا يمكنها الاعتماد عليه».
من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن كاسترو «جسد الثورة الكوبية بآمالها والخيبات التي تسبب بها»، مضيفًا أنه كان أحد أطراف الحرب الباردة «وعرف كيف يمثل بالنسبة للكوبيين الاعتزاز برفض الهيمنة الخارجية».
كما دعا هولاند، في تصريح صحافي خلال قمة الفرنكوفونية في مدغشقر، إلى رفع الحظر الذي «الذي يعاقب» كوبا بشكل نهائي، وقال: «أريد في مناسبة رحيل فيدل كاسترو، أن أشدد مرة أخرى على رفع الحظر الذي يعاقب كوبا، نهائيا»، وأن «تُمكن كوبا من أن تكون (عضوًا) بشكل كامل في المجموعة الدولة وينظر إليها بصفتها شريكًا».
وأعرب الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف عن بالغ تعازيه للشعب الكوبي في وفاة كاسترو، وقال: «لقد صمد فيدل وعزز بلاده خلال الحصار الأميركي القاسي لبلاده، حينما كان هناك ضغطا هائلا عليه، إلا أنه خرج ببلاده من هذا الحصار إلى مسار التنمية المستقلة».
وتابع غورباتشوف: «في القرن العشرين، فعل فيدل كاسترو كل شيء لتدمير النظام الاستعماري، من أجل إقامة علاقات مبنية على التعاون.. إنني حقًا حزين لوفاة فيدل، لكنه سيظل باق في ذاكرتنا كسياسي بارز، ورجل متميز وصديق».
وأعرب رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما عن بالغ حزنه إزاء وفاة الزعيم الكوبي، وقال إن كاسترو كرس حياته للحفاظ على حق كوبا في السيادة وتقرير المصير.
وقال زوما: «إن كاسترو كان يعمل من أجل حرية الشعوب المضطهدة الأخرى في جميع أنحاء العالم»، بحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وكان كاسترو حليفا وصديقا لرئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا، بعد أن عمل معه في نضاله ضد نظام الفصل العنصري، وقد أعربت مؤسسة نيلسون مانديلا عن «أحر التعازي» إلى الشعب والحكومة في كوبا لوفاة كاسترو.
ونعى الرئيس التنفيذي لمؤسسة نيلسون مانديلا، سيلو هاتانج، كاسترو لمساهمته في الحرب ضد التفرقة العنصرية. وقال: «أقول لشعب كوبا أن ألمكم هو ألمنا. فيدل كاسترو كان يخصكم مثلما كان يخصنا» واصفا كاسترو بأنه «رجل أبي» أسهم في «كثير من مواقف النضال في أنحاء العالم من أجل تحقيق الحرية».
وفي الهند، وصف رئيس وزراء ناريندرا مودي الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو بأنه واحد من أكثر الشخصيات البارزة في القرن العشرين.
وقال مودي في بيان «تنعي الهند فقدان صديق عظيم»، مضيفًا: «أقدم خالص التعازي لحكومة وشعب كوبا بسبب وفاة فيدل كاسترو. فقد رقد روحه في سلام».
وذكر الرئيس الهندي براناب موخيرجي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أقدم التعازي القلبية بوفاة الزعيم الثوري الكوبي، الرئيس السابق وصديق الهند».
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة تلاها على التلفزيون أن فيدل كاسترو «سيبقى خالدًا».
وقال جينبينغ في هذه الرسالة التي تلاها عند بدء النشرة المسائية على التلفزيون الوطني: «لقد فقد الشعب الصيني رفيقا صالحا ووفيا».
ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الزعيم الكوبي الراحل بأنه كان «مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم».
وقدم عباس في برقية وجهها إلى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو تعازيه بوفاة «القائد فيدل كاسترو، بعد حياة قضاها مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم»، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ونعى المجلس الوطني الفلسطيني فيدل كاسترو وكذلك حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وبعد سويعات من إعلان وفاة كاسترو الذي جاء عبر التلفزيون الرسمي الكوبي وأكده شقيقه الرئيس راؤول كاسترو، خيم الحزن على سكان العاصمة هافانا، فيما أعلنت السلطات الحداد الوطني لتسعة أيام.
وعلى عكس مشاعر الحزن هذه، استقبل نحو ألف كوبي يعيشون في ميامي خبر وفاة الزعيم فيدل كاسترو بالفرح وبصيحات مثل «كوبا حرة» و«حرية، حرية»، وسط التقاط صور السلفي والأهازيج على وقع الطبول والأواني.
وقال بابلو ارينسيبا (67 عاما) المدرس الذي يعيش منفيا في ميامي منذ 20 عاما: «إنه لأمر محزن أن نفرح لموت شخص، لكن في الواقع ما كان يجب أن يولد هذا الشخص أبدًا».
وتلقائيًا نزل أكثر من ألف من مختلف الأعمار بعضهم بملابس النوم إلى شوارع أحياء هافانا الصغيرة وهياليه في ميامي. وهتف متظاهرون «الآن دور راؤول» و«عاشت كوبا».
واعتبر هوغو ريباس (78 عاما) أن الزعيم الراحل «كان مجرما وقاتلا ورجلا بائسا»، مضيفًا: «كل أسرته مجرمة».
وقالت ديبي وهي أميركية ولدت في فلوريدا وتعيش في حي هافانا الصغيرة بميامي «إنها لحظة مهمة للجالية الكوبية وأنا معها».
لكن الكثير من أفراد الجالية الكوبية لم يعبروا عن تفاؤل بتحسن الوضع في كوبا بعد وفاة فيدل كاسترو.
وقالت إيمارا التي طلبت عدم كشف هويتها بالكامل: «لا أعتقد أن هذا سيغير شيئًا».
هكذا نعى العالم فيدل كاسترو
هكذا نعى العالم فيدل كاسترو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة