كشف قيادي كردي أن قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، التي كانت مهمتها تقتصر على تأمين الدعم اللوجستي والاستشاري لميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية، باتت منذ انطلاق معركة تحرير محافظة الرقّة وعاصمتها الإدارية تقاتل جنبا إلى جنب مع ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية - التي تشكل العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، لافتا إلى تواجد جنود أميركيين وأوروبيين فعليا على الأرض يقاتلون وجها لوجه عناصر «داعش».
ناصر منصور مستشار القيادة العامة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» قال لـ«الشرق الأوسط» في لقاء إن جنودا أميركيين وآخرين تابعين للتحالف الدولي باتوا يقاتلون ولأول مرة في سوريا وجها لوجه عناصر «داعش»، مشيرًا إلى أنه في المعارك السابقة «كان هناك مستشارون وضباط يتواجدون في غرف العمليات، إضافة إلى مقاتلين أجانب منضوين ضمن (وحدات حماية الشعب). ولكن منذ انطلاق معركة الرقة، بات جنود تابعون للتحالف مباشرة يخوضون المعارك، علما بأن الجندي الأميركي الذي انفجر فيه لغم في تل السمن هو جندي بالجيش الأميركي». وأضاف: «قوات التحالف تقاتل حاليا جنبا إلى جنب مع وحدات حماية الشعب».
تجدر الإشارة إلى أن واشنطن أعلنت يوم أمس مقتل أول جندي أميركي في سوريا، وبالتحديد بالقرب من بلدة عين عيسى في ريف محافظة الرقة الشمالي، وذلك بانفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع. ونعى الجنرال ستيفن تاونسند، قائد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الجندي الذي قال: إنه توفي الخميس. إلا أن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الجندي هو الأول الذي تعترف بمقتله الولايات المتحدة الأميركية، ذلك أنها فقدت جنديين في وقت سابق خلال العملية التي نفذها «داعش» في يونيو (حزيران) الماضي وأدت لمقتل القيادي في ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» المسمى «أبو ليلى» قائد كتائب «شمس الشمال».
وحسب التقارير، تعيق «الكميات الضخمة من الألغام» التي يزرعها التنظيم المتطرف في القرى التي ينسحب أو يُطرد منها في ريف الرقة حركة المسلحين الأكراد الذين باتوا يتحدثون عن فترة طويلة ستستلزمها حملة «غضب الفرات» التي كانت قد انطلقت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) لطرد «داعش» من الرقة بدعم من التحالف الدولي.
وفي سياق الموضوع، صرح العميد طلال سلو الناطق الرسمي باسم «سوريا الديمقراطية» لـ«الشرق الأوسط» بأن الحملة مستمرة وآخر إنجازاتها تحرير بلدة تل السمن شمالي الرقة. وتحدث سلو عن «صعوبات كثيرة تعترضهم في مسار تقدمهم باتجاه المدينة، أبرزها (الكميات الضخمة من الألغام والتي تعمل على تفكيكها كتائب الهندسة، إضافة إلى السيارات المفخخة)». وأردف سلو أن «الحملة ستكون طويلة وصعبة من منطلق أن الرقة عاصمة التنظيم المتطرف وفقدانه السيطرة عليها سيعني تلقائيا إعلان نهايته».
أما نوروز، من «وحدات حماة المرأة الكردية»، فتحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن «تحرير ثلث قرية خنيز بعد السيطرة على جبل تل سمن الاستراتيجي»، موضحة أن «مسافة نحو 24 كلم تفصلهم عن مركز محافظة الرقة».
في المقابل، بحسب الناشط في تجمع «الرقة تذبح بصمت» أبو محمد الرقاوي فإن «معارك كر وفر مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية وعناصر داعش في منطقة الريف، ولا إمكانية للقول بتقدم أي من الفريقين على الآخر باعتبار أن المناطق التي يسيطر عليها الأكراد صباحا يعود التنظيم ويسترجعها مساء».
وأوضح الرقاوي أن «أعداد النازحين من ريف الرقة الشمالي والأطراف الشمالية للمدينة باتجاه الريف الغربي والشرقي ومناطق سيطرة الأكراد تزداد بشكل يومي، إلا أن (قوات سوريا الديمقراطية) تمنع هؤلاء من العبور باتجاه مناطقها إلا في حال وجود كفيل كردي». وقال الرقاوي لـ«الشرق الأوسط» في تصريحه «هم (الأكراد) أقاموا مخيما للنازحين على أطراف بلدة عين عيسى يؤوي بعض هؤلاء النازحين». غير أن نوروز، ترد على هذه الاتهامات نافية إياها تماما، مشيرة إلى «وجود آلاف النازحين في مناطقنا من كل سوريا.. حتى أن أعدادهم بات أكثر من أعداد الأكراد».
في هذه الأثناء، أفادت تقارير واردة من داخل مدينة الرقة أن تنظيم داعش يستولي على البيوت التي ينزح أهلها هربا ويسلمها لعناصره الفارين من مناطقه التي يخسرها في العراق والشمال السوري. وقال علي، أحد مدنيي الرقة الذين صُودرت منازلهم لناشطي «الرقة تذبح بصمت» إن منزله في مدينة الرقة «صودر عقب نزوحي مع عائلتي إلى ريف الرقة الشرقي، بعد إعلان الميليشيات الكردية نيتها بالهجوم على المدينة. وعند مراجعتي ديوان العقارات أخبروني بأنّ قرار مصادرة بيتي قد صدر قطعيًا، ولا يجوز أنّ أغلق بيتي وأسكن في بيتٍ آخر، (فمجاهدوهم) أولى أن يسكنوه على أن يبقى مغلقا».
أما على الصعيد العملياتي الميداني، فقد تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» يوم أمس عن تجدد الاشتباكات بين ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، في أطراف قرية الكالطة الواقعة بريف الرقة الشمالي، بالتزامن مع قصف الميليشيات الكردية على مناطق الاشتباك، واستهداف التنظيم تمركزات ومواقع ومناطق سيطرة هذه الميليشيات. ولفت إلى «مواصلة طائرات التحالف الدولي تحليقها في سماء ريف الرقة، وسط حركة نزوح متواصلة للمواطنين نحو مناطق بعيدة عن العمليات العسكرية».
ومن جهته، قال «مكتب أخبار سوريا» إن طيران التحالف الدولي نفذ يوم أمس ست غارات بالصواريخ الفراغية على قرية القحطانية وعلى الطريق الواصل بينها وبين مدينة الرقة الخاضعتين لسيطرة تنظيم داعش ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وعنصرين من التنظيم وإصابة آخرين.
قوات التحالف الدولي تقاتل عناصر «داعش» وجهًا لوجه في ريف الرقة
تقارير من سوريا عن منع النازحين من العبور إلا في حال وجود كفيل كردي
قوات التحالف الدولي تقاتل عناصر «داعش» وجهًا لوجه في ريف الرقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة