أنقرة وأربيل ترفضان إقامة قاعدة لـ {العمال الكردستاني} في سنجار

نيجيرفان بارزاني طرح مسألة النواب والسياسيين الأكراد المعتقلين

أنقرة وأربيل ترفضان إقامة قاعدة لـ {العمال الكردستاني} في سنجار
TT

أنقرة وأربيل ترفضان إقامة قاعدة لـ {العمال الكردستاني} في سنجار

أنقرة وأربيل ترفضان إقامة قاعدة لـ {العمال الكردستاني} في سنجار

تركزت مباحثات مكثفة أجراها رئيس وزراء كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في أنقرة أمس الأربعاء على المعارك الحالية في الموصل لتحريرها من «داعش»، وبدا بشكل لافت اهتمام المسؤولين الأتراك بمنع إقامة قاعدة جديدة لحزب العمال الكردستاني في سنجار بشمال العراق في ضوء التطورات الحالية في سوريا والعراق والمخاوف من التحركات الكردية على حدود تركيا.
وحمل بارزاني معه أيضا ملف نواب حزب الشعوب الديمقراطي وسياسيين أتراك مؤيدين للأكراد، أبرزهم أحمد تورك رئيس بلدية ماردين جنوب شرقي تركيا، الذي أوقفته السلطات التركية منذ أيام لاتهامه بدعم «تنظيم إرهابي»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.
وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن لقاءات بارزاني مع كل من نظيره التركي بن علي يلدريم ثم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ثم الرئيس رجب طيب إردوغان سيطرت عليها التطورات في الموصل، وعبر المسؤولون الأتراك عن حساسياتهم بشأن التطورات الحالية في إطار معركة الموصل والخطوط الحمراء لتركيا، وأهمها عدم إقامة قاعدة جديدة للعمال الكردستاني في سنجار على غرار جبال قنديل، مصدر الإزعاج الدائم لتركيا في شمال العراق، وأن بارزاني أكد تطابق موقف كردستان العراق مع تركيا في هذا الشأن، مشددا على أن كردستان لن تقبل بدخول عناصر العمال الكردستاني سنجار من أجل إقامة قاعدة فيها.
وعبر بارزاني عن قلقه إزاء احتمال تحول سنجار إلى مقر ثان لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، مشددا على أن قوات البيشمركة يسعون للحصول على اليد العليا في المنطقة التي تعد موطنا لنحو 4000 من الأيزيديين.
وأضافت المصادر أن المسؤولين الأتراك عبروا عن تقديرهم لموقف حكومة كردستان وللدور الذي تلعبه قوات البيشمركة في إطار معركة الموصل وتصديها لتحركات العمال الكردستاني، مشددين على أن تركيا لن تقف موقف المتفرج في حال محاولة العمال الكردستاني تحويل سنجار إلى قاعدة له وأنها اتخذت جميع التدابير اللازمة لذلك.
وحشد الجيش التركي على مدى الأسابيع الماضية في سيلوبي بمحافظة شيرناق الحدودية مع العراق ووضعها في حالة تأهب لأي احتمال بحسب التطورات الحالية في معركة الموصل، إذ تبدي أنقرة حساسية خاصة بشأن سنجار وتحركات العمال الكردستاني حولها بالإضافة إلى مدينة تلعفر ذات الأغلبية التركمانية والتي ترفض تركيا دخول ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية إليها تحت غطاء القتال ضد «داعش» في إطار معركة الموصل.
من جانبه، طرح بارزاني على المسؤولين الأتراك مسألة العودة إلى محادثات السلام الداخلي في تركيا لتسوية المشكلة الكردية وكذلك اعتقال نواب حزب الشعوب الديمقراطي، وركز بشكل أساسي على اعتقال السياسي الكردي المخضرم الذي اعتقل الاثنين، وهو شخصية بارزة وتربطه علاقات وثيقة مع قيادة كردستان العراق.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.