إدموند فيتون: قرارات الأمم المتحدة هي المرجعية للحل في اليمن.. والحوثي وصالح غير جادين

قال إن مساعي كيري أجلت توجه بلاده نحو مجلس الأمن

إدموند فيتون: قرارات الأمم المتحدة هي المرجعية للحل في اليمن.. والحوثي وصالح غير جادين
TT

إدموند فيتون: قرارات الأمم المتحدة هي المرجعية للحل في اليمن.. والحوثي وصالح غير جادين

إدموند فيتون: قرارات الأمم المتحدة هي المرجعية للحل في اليمن.. والحوثي وصالح غير جادين

جدد السفير البريطاني لدى اليمن إدموند براون تأكيداته على أن ما يحدث في اليمن هو نتيجة تراكم مشكلات على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن المتسبب الرئيسي فيها هو الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الذي تحالف مع الحوثيين وانقلبا على الحكومة الشرعية، التي تم انتخابها دستوريا وقانونيا بشكل صحيح.
وقال فيتون إن ذلك الانقلاب كان بداية الأزمة، مشيرًا إلى أن حديث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن خطة لإنقاذ مشاورات السلام اليمنية المتعثرة، يأتي في إطار سعي جميع الأطراف الدولية لحل شامل في اليمن بعد كل هذا الدمار، لوضع نهاية للصراع هناك وإحلال السلام.
ولفت السفير البريطاني لدى اليمن في حديث لصحافيين في لقاء عقد مؤخرًا، إلى أن وزراء خارجية بريطانيا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات اجتمعوا في شهر يوليو (تموز) الماضي في لندن، لاستعراض الوضع في اليمن، وأتى هذا الاجتماع بعد أيام من استئناف المحادثات بقيادة الأمم المتحدة بالكويت في 16 يوليو الماضي، وأكدوا فيه دعمهم القوي لدور الأمم المتحدة في التوسط لأجل الوصول لحل سياسي دائم للأزمة، بناء على المرجعيات المتفق عليها بشأن المحادثات برعاية الأمم المتحدة، وتحديدا قرارات مجلس الأمن، بما فيها القرار «2216»، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وعن الحلول المطروحة للأزمة اليمنية في المستقبل القريب، أوضح براون أن «على كل الأطراف في القضية اليمنية أن تسير في اتجاه قرارات الأمم المتحدة، فنحن نرى مجهودات مبعوث الأمم المتحدة في اليمن لجمع الأحزاب والتيارات المتصارعة على طاولة المفاوضات».
وبشأن مشروع القرار البريطاني الذي كان من المفترض أن يطرح في مجلس الأمن وتأجل، أكد أن بلاده تعمل ضمن الأمم المتحدة من أجل ضمان تقدم عملية السلام في
اليمن، وأنه بعد أن «رأينا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري حقق بعض التقدم في مسعاه الدبلوماسي في هذا الشأن، وجدنا أن الوضع مواتٍ لوقف المسعى في مجلس الأمن».
وفي ما يتعلق بالدور الروسي أو التحفظ على المشروع، قال براون: «نحن نحترم وجهة النظر الروسية حيال اليمن»، كما أكد أن «الغضب الروسي في الملف السوري ينعكس على الملف اليمني أيضا، وهذا يبدو واضحا من التوتر في أروقة نيويورك بين روسيا وعدد من ممثلي الدول الأخرى»، مؤكدًا أن «اليمن بلد صعب أن يحكم، ومشكلاته متأصلة وتنعكس بطريقة ما في الصراعات»، ولكنه أكد أن «قوة اليمن في شعبه وقدرته على الاجتماع حول طاولة الحوار للبحث عن حلول مناسبة».
وحول مدى تغير السياسة الخارجية للإدارة الأميركية الجديدة تجاه اليمن، قال إن الإجابة عن ذلك من اختصاص المسؤولين الأميركيين، وأضاف: «أنا بصفتي متخصصا في الشأن اليمني، أرى أن التحركات المكثفة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في المنطقة بخصوص اليمن تدل على أن قضية اليمن مهمة للغاية ومحورية بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية لارتباطها المباشر بالمصالح الأميركية مع بقية دول المنطقة».
وزاد: «على الرغم من ذالك، فإنني لا أستطيع أن أجزم بطريقة تعامل الإدارة الأميركية الجديدة في اليمن أو تصورها لحل الصراع هناك، حيث إننا نحتاج لتكثيف وتركيز جهودنا الآن لدعم قرارات الأمم المتحدة المتعلقة باليمن».
وأشار إلى أنه يتناول قضية اليمن من منظور باحث محايد متخصص في الشأن اليمني، وهو ما لم يمنعه من توجيه الدعوة لإيران «للعمل بشكل بناء من أجل إيجاد حل في اليمن لإنهاء الأوضاع الإنسانية والأمنية المتردية في هذا البلد المهم في المنطقة ودعم الاستقرار الذي هو في صالح كل الأطراف بما فيها إيران».
وتابع إدموند فيتون براون: «الوضع في اليمن معقد إلى حد كبير، فاليمن بلد من الصعب أن يحكم على مر العصور، فالصراعات الداخلية لطالما قادت الأوضاع في اليمن إلى النزاع المسلح، والتي ترتبط بشكل كبير بالنزاعات الأصولية المتطرفة والفراغ الحكومي».
كما أكد براون أن الأمم المتحدة قادرة على وضع تصور للحل في اليمن، وأبدى تساؤلا حول الأحزاب اليمنية وقدرتها وجاهزيتها للوصول إلى تسوية، ومن ثم اتفاق سلام مبني على الوحدة الوطنية والمشاركة الفعالة لكل أطراف الصراع واحتواء الجميع داخل النظام الجديد المنشود لليمن.
وقال: «هناك عدم مرونة ومراوغة من جانب تحالف الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، مما أفشل ثلاث جولات من المفاوضات في الكويت، وحتى الآن لا يزال موقف علي عبد الله صالح والحوثيين موقف متعنت ومراوغ، وليس مبنيا على إيمان حقيقي بقرارات الأمم المتحدة، وموقف المجتمع الدولي، وليس هناك أي دليل على الجدية في المفاوضات».
ويعود ويتساءل إدموند براون: «السؤال الحقيقي الآن هو: هل تغير شيء في الأفق القريب؟، فالمبعوث الأممي حصل على وعود من الحوثيين بتغيير مواقفهم والتعامل مع قرارات الأمم المتحدة بجدية على أساس أنها المرجعية لأي حل في اليمن، وبالتالي، فإن المجتمع الدولي على استعداد تام للمساعدة في إنجاح هذه الجهود الرامية لإيجاد حل شامل هناك».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.