تأثرت العملية التعليمية كغيرها من مناحي الحياة المختلفة بدخول التكنولوجيا إليها، خصوصًا مع ارتباط البيئة التعليمية بالأجهزة الحاسوبية والإنترنت واعتمادها عليها. وفي مبادرة لمواكبة تطور تكنولوجيا التعليم، انتهى الأردن أخيرًا من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع «نظام الربط والحماية الإلكترونية». ويعتبر المشروع الذي يوظف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التربوية، الأول من نوعه في البلاد، وفي المنطقة العربية.
وجهزت وزارة التعليم بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات الخاصة خلال المرحلة الماضية غرفة للتحكم والسيطرة في مركز الوزارة مزودة بأحدث التجهيزات والمعدات الفنية اللازمة لربط كل مكونات المشروع بنظام تحكم شامل لتمكين الوزارة من متابعة أوضاع المديريات والمدارس على مدار الساعة، بالإضافة إلى ربط ما يقرب من 1057 موقعًا مشمولاً بالمشروع.
من جانبه، أكد وزير التربية والتعليم الأردني، محمد الذنيبات، أن مكونات المشروع الجديد تشتمل على حلول حديثة ومتقدمة لكثير من المشكلات السابقة التي عانى منها قطاع التعليم سابقًا، إذ يهدف إلى تطوير التعليم وتعزيز الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة في النظام التربوي.
وكشف أن مشروع الربط والحماية الإلكترونية لوزارة التربية والتعليم سيعمل على تهيئة البنية التحتية اللازمة لربط ما يقرب من 3000 مدرسة وموقع، لتوفير خدمات الإنترنت والاتصالات المتكاملة، في خطوة تهدف إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة في رفع كفاءة إدارة العملية التربوية من خلال تبنّي حلول التواصل وتكنولوجيا المعلومات، وزيادة سرعة الإنترنت التي تربط المدارس بالمديريات من 1 إلى 15 ميغابايت، وبين مركز الوزارة والمديريات بسرعة تصل إلى 50 ميغابايت. ويذكر أن المشروع الذي انطلق منذ شهر مايو (أيار) من العام الحالي، يستفيد منه ما يقرب من مليون ونصف المليون طالب ونحو 80 ألف معلم ومعلمة، وتكلفته مليون وتسعمائة ألف دينار سنويًا.
وسيعمل المشروع في المراحل المقبلة على توفير شبكة اتصالات داخلية باستخدام تقنية «فويس أوفر» للوزارة ومديرياتها ومدارسها، وبما يمكن جميع مدارس المملكة ومديرياتها من التواصل داخل هذه الشبكة دون أي تكاليف مالية إضافية. كما سيوفر وحدات محادثة مرئية «فيديو كونفرانس» بين الوزارة ومديريات التربية والتعليم والمدارس تساعد على عقد اجتماعات ولقاءات ومحاضرات وحصص صفية.
كما أشار الذنيبات إلى أن ربط المدارس بشبكة اتصالات خاصة «إنترانيت» آمنة وسريعة سيوفر للمعلمين والطلاب بيئة تعليم مميزة، وللكوادر من الإداريين قدرة على سرعة الاتصال وتمرير المراسلات عبر شبكة خاصة، مما يسهل عملية التواصل ويسرع في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعملية التربوية.
وأوضح أن هذا المشروع يشكل نظامًا متكاملاً لضبط الدوام الرسمي في الوزارة ومدارسها ومديرياتها، من خلال تركيب الأجهزة الخاصة بذلك، وإنشاء نظام مراقبة وحماية إلكترونية للوزارة ومديريات التربية والتعليم والمدارس ومرافقها باستخدام كاميرات مراقبة ذات دقة عالية تغطي مداخل ومخارج المدارس وساحاتها، وكذلك مديريات التربية والتعليم.
وسيتم ربط ذلك كله بنظام تحكم شامل في مركز الوزارة بأحدث التقنيات التي تمكن من متابعة أوضاع المديريات والمدارس على مدار الساعة. كما سيوفر البنية التحتية اللازمة لإجراء الامتحانات إلكترونيًا في المستقبل، وأي نظم تعليمية وتربوية أخرى، مع إمكانية إضافة أي تطبيقات تكنولوجية لها علاقة بالمناهج وحوسبتها والعملية التعليمية بكل جوانبها وبدقة عالية.
مشروع أردني يفعل التعليم الرقمي في 3 آلاف مدرسة
تقنيات حديثة تفيد أكثر من 1.5 مليون طالب
مشروع أردني يفعل التعليم الرقمي في 3 آلاف مدرسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة