أعلن أمس، حظر التجوال في عدد من الأقضية في محافظة الأنبار غربي العراق بسبب مخاوف من هجمات يخطط تنظيم داعش لشنها على المحافظة التي تم هذا العام تحرير غالبية مدنها الرئيسية (الرمادي والفلوجة وهيت والرطبة) مع بقاء أقضية أخرى بالقرب من الحدود العراقية - السورية (راوة وعانة والقائم).
وجاء إعلان حظر التجوال في كل من أقضية الرطبة وحديثة والبغدادي بناء على ورود معلومات استخبارية أعلنت عنها قيادة عمليات الأنبار تفيد بتحرك لـ«داعش» من القائم لتنفيذ هجمات إرهابية في هذه المناطق. وأكدت قيادة العمليات في بيان مقتضب أنها «اتخذت كافة الاستعدادات وفرضت حظرا للتجوال في الرطبة وإنذارا أمنيا في مناطق حديثة وهيت».
وجاء الإعلان عن حظر التجوال في هذه المناطق بعد ساعات من هجوم انتحاري بسيارة مفخخة على موكب زفاف في ناحية عامرية الفلوجة أسفر عن مقتل وجرح 63 شخصا. وتبنى «داعش» هذا الهجوم الذي يعد الأعنف في المدينة منذ تحريرها قبل نحو ثلاثة أشهر.
إلى ذاك، كشف عضو البرلمان العراقي عن الأنبار وعضو لجنة الأمن والدفاع، محمد الكربولي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن «تدفق آلاف المقاتلين من سوريا إلى داخل العراق من أجل تخفيف الضغط عنه في معارك الموصل بالإضافة إلى مساعيه لاستعادة زمام المبادرة في عدد من مناطق الأنبار، في إطار استراتيجية جديدة بدأ يتبعها هذا التنظيم». وردا على سؤال بشأن الإنذار الذي أعلن عنه في عدد من مناطق المحافظة وما إذا كان تكرار الهجمات على الرطبة وغيرها هي محاولة منه لاستعادتها، قال الكربولي إنه «بات من الصعب عليه استعادة المناطق التي فقدها رغم مساعيه بالتأكيد، وذلك بسبب جاهزية القوات العسكرية على التصدي له وكذلك العشائر لا سيما تلك التي تصدت له وامتلكت خبرة في التعامل معه، وبالتالي فإن كل ما سوف يحصل هو خروقات هنا وهناك وليس إعادة احتلال مدن أو مناطق». وبشأن فحوى الإنذار، قال الكربولي إن «الإنذار بني على معلومات تشير إلى توجه نحو 30 عجلة لـ(داعش) من منطقة عكاشات الحدودية سالكة الطريق الصحراوي نحو قضاء الرطبة»، مبينا أن «تنظيم داعش قرر إعادة القتال في الرمادي من أجل استقطاب الإعلام كجزء من استراتيجية جديدة تقوم على تفتيت جهود القوات العراقية في مناطق مختلفة، علما أن هناك عوامل تساعده منها الواقع الجغرافي للأنبار والتضاريس والحدود المفتوحة واستمرار تدفق المقاتلين من سوريا إلى العراق». وحول ما إذا كان ذلك جزءا من عملية التخفيف عنه في الموصل، يقول الكربولي إن «(داعش) يقاتل في الموصل بضراوة، رغم أن القوات العراقية تحقق تقدما واضحا لكنه حتى الآن يقاتل بقوة، علما بأن القتال لا يزال في الجانب الأيسر من الموصل وببساطة فإن التنظيم يريد أن تبقى أي منطقة تؤخذ منه منطقة عدم استقرار من كل النواحي السياسية والعشائرية وغيرها».
من ناحية ثانية، أكد الشيخ حميد الكرطاني، أحد شيوخ الفلوجة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم تسوية الكثير من الخلافات العشائرية ضمن جلسات واتفاقات بين الشيوخ وحتى السياسيين في المحافظة بعضها عقدت في عمان والقسم الآخر في بغداد وكردستان لكن لا يزال الوضع السياسي في المحافظة ينعكس على الوضع العام في المحافظة». وأضاف الكرطاني أن «هناك عدة آراء بشأن كيفية التعامل مع من قاتل (داعش) ومن تعاون معه وهو ما يعرقل عودة النازحين إلى مناطقهم المحررة وعلى الخدمات وما يمكن أن يحصل في المستقبل، وهذه كلها يمكن أن تستغل من قبل (داعش)».
«داعش» يستعين بآلاف المقاتلين من سوريا لاستعادة مناطق فقدها في الأنبار
خلافات عشائرية تعرقل عودة النازحين إلى مدنهم المحررة
«داعش» يستعين بآلاف المقاتلين من سوريا لاستعادة مناطق فقدها في الأنبار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة