«داعش» يستعين بآلاف المقاتلين من سوريا لاستعادة مناطق فقدها في الأنبار

خلافات عشائرية تعرقل عودة النازحين إلى مدنهم المحررة

«داعش» يستعين بآلاف المقاتلين من سوريا لاستعادة مناطق فقدها في الأنبار
TT

«داعش» يستعين بآلاف المقاتلين من سوريا لاستعادة مناطق فقدها في الأنبار

«داعش» يستعين بآلاف المقاتلين من سوريا لاستعادة مناطق فقدها في الأنبار

أعلن أمس، حظر التجوال في عدد من الأقضية في محافظة الأنبار غربي العراق بسبب مخاوف من هجمات يخطط تنظيم داعش لشنها على المحافظة التي تم هذا العام تحرير غالبية مدنها الرئيسية (الرمادي والفلوجة وهيت والرطبة) مع بقاء أقضية أخرى بالقرب من الحدود العراقية - السورية (راوة وعانة والقائم).
وجاء إعلان حظر التجوال في كل من أقضية الرطبة وحديثة والبغدادي بناء على ورود معلومات استخبارية أعلنت عنها قيادة عمليات الأنبار تفيد بتحرك لـ«داعش» من القائم لتنفيذ هجمات إرهابية في هذه المناطق. وأكدت قيادة العمليات في بيان مقتضب أنها «اتخذت كافة الاستعدادات وفرضت حظرا للتجوال في الرطبة وإنذارا أمنيا في مناطق حديثة وهيت».
وجاء الإعلان عن حظر التجوال في هذه المناطق بعد ساعات من هجوم انتحاري بسيارة مفخخة على موكب زفاف في ناحية عامرية الفلوجة أسفر عن مقتل وجرح 63 شخصا. وتبنى «داعش» هذا الهجوم الذي يعد الأعنف في المدينة منذ تحريرها قبل نحو ثلاثة أشهر.
إلى ذاك، كشف عضو البرلمان العراقي عن الأنبار وعضو لجنة الأمن والدفاع، محمد الكربولي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» عن «تدفق آلاف المقاتلين من سوريا إلى داخل العراق من أجل تخفيف الضغط عنه في معارك الموصل بالإضافة إلى مساعيه لاستعادة زمام المبادرة في عدد من مناطق الأنبار، في إطار استراتيجية جديدة بدأ يتبعها هذا التنظيم». وردا على سؤال بشأن الإنذار الذي أعلن عنه في عدد من مناطق المحافظة وما إذا كان تكرار الهجمات على الرطبة وغيرها هي محاولة منه لاستعادتها، قال الكربولي إنه «بات من الصعب عليه استعادة المناطق التي فقدها رغم مساعيه بالتأكيد، وذلك بسبب جاهزية القوات العسكرية على التصدي له وكذلك العشائر لا سيما تلك التي تصدت له وامتلكت خبرة في التعامل معه، وبالتالي فإن كل ما سوف يحصل هو خروقات هنا وهناك وليس إعادة احتلال مدن أو مناطق». وبشأن فحوى الإنذار، قال الكربولي إن «الإنذار بني على معلومات تشير إلى توجه نحو 30 عجلة لـ(داعش) من منطقة عكاشات الحدودية سالكة الطريق الصحراوي نحو قضاء الرطبة»، مبينا أن «تنظيم داعش قرر إعادة القتال في الرمادي من أجل استقطاب الإعلام كجزء من استراتيجية جديدة تقوم على تفتيت جهود القوات العراقية في مناطق مختلفة، علما أن هناك عوامل تساعده منها الواقع الجغرافي للأنبار والتضاريس والحدود المفتوحة واستمرار تدفق المقاتلين من سوريا إلى العراق». وحول ما إذا كان ذلك جزءا من عملية التخفيف عنه في الموصل، يقول الكربولي إن «(داعش) يقاتل في الموصل بضراوة، رغم أن القوات العراقية تحقق تقدما واضحا لكنه حتى الآن يقاتل بقوة، علما بأن القتال لا يزال في الجانب الأيسر من الموصل وببساطة فإن التنظيم يريد أن تبقى أي منطقة تؤخذ منه منطقة عدم استقرار من كل النواحي السياسية والعشائرية وغيرها».
من ناحية ثانية، أكد الشيخ حميد الكرطاني، أحد شيوخ الفلوجة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم تسوية الكثير من الخلافات العشائرية ضمن جلسات واتفاقات بين الشيوخ وحتى السياسيين في المحافظة بعضها عقدت في عمان والقسم الآخر في بغداد وكردستان لكن لا يزال الوضع السياسي في المحافظة ينعكس على الوضع العام في المحافظة». وأضاف الكرطاني أن «هناك عدة آراء بشأن كيفية التعامل مع من قاتل (داعش) ومن تعاون معه وهو ما يعرقل عودة النازحين إلى مناطقهم المحررة وعلى الخدمات وما يمكن أن يحصل في المستقبل، وهذه كلها يمكن أن تستغل من قبل (داعش)».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.