«حماس» تتظاهر في جباليا احتجاجاً على منع استخدام مكبرات الصوت في المساجد

مقتل فلسطيني وإصابة 3 برصاص الجيش الإسرائيلي على أطراف غزة

متظاهر يفر من قنابل الغاز المسيل للدموع في كفر قدوم خلال مواجهات فلسطينيين مع قوات الاحتلال الفلسطيني أمس (أ.ف.ب)
متظاهر يفر من قنابل الغاز المسيل للدموع في كفر قدوم خلال مواجهات فلسطينيين مع قوات الاحتلال الفلسطيني أمس (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تتظاهر في جباليا احتجاجاً على منع استخدام مكبرات الصوت في المساجد

متظاهر يفر من قنابل الغاز المسيل للدموع في كفر قدوم خلال مواجهات فلسطينيين مع قوات الاحتلال الفلسطيني أمس (أ.ف.ب)
متظاهر يفر من قنابل الغاز المسيل للدموع في كفر قدوم خلال مواجهات فلسطينيين مع قوات الاحتلال الفلسطيني أمس (أ.ف.ب)

شارك مئات من عناصر ومؤيدي حركة حماس، في شمال قطاع غزة، في مظاهرة نظمتها الحركة في مخيم جباليا للاجئين، بعد صلاة الجمعة (أمس)، تنديدًا باقتراح قانون إسرائيلي يرمي لحظر استخدام مكبرات الصوت في المساجد لرفع الآذان.
وانطلق المتظاهرون من أمام مسجد الخلفاء، وسط المخيم، وجابوا شوارع المخيم وهم يطلقون شعارات ضد اقتراح القانون. وقال القيادي في حماس يوسف الشرافي أمام المشاركين: «هذا القرار الصهيوني غير المسبوق تعد سافر على حرية المسلمين والأديان في القدس والداخل المحتل»، وشدد على أن «محاولات منع الآذان ستبوء بالفشل بفعل صمود الفلسطينيين، وتحديهم لهذا القرار»، مطالبا السلطة الفلسطينية بضرورة «وقف التخابر الأمني مع الاحتلال، وأن تنحاز إلى خيار الشعب والدفاع عن المسجد الأقصى».
وأضاف الشرافي، النائب في المجلس التشريعي عن حماس، أن «استهداف القدس والمسجد الأقصى يأتي ضمن خطة ممنهجة لتهويد المدينة، وتهجير أهلها، وإبعاد نوابها، وتدمير بيوتها»، مشددًا على أن «الشعب الفلسطيني لن تخضعه هذه الإجراءات الظالمة».
إلى ذلك، قالت الشرطة إن مئات من عرب إسرائيل احتشدوا في رهط، جنوب إسرائيل، رفضًا لاقتراح القانون، بينما شارك نحو 500 آخرين في مظاهرات في شمال البلاد.
وفي مدينة جسر الزرقاء، اعتبر عضو القائمة العربية في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي أن اقتراح القانون «استفزازي».
وأقرت اللجنة الوزارية المختصة بدرس القوانين، الأحد، اقتراحًا بمنع استخدام مكبرات الصوت لرفع الآذان، أعده نواب في «البيت اليهودي»، الحزب القومي اليهودي العضو في الائتلاف الحاكم.
وكأي قانون يقره، لا بد للكنيست من أن يصوت على هذا النص التشريعي في 3 قراءات. وكانت القراءة الأولى مقررة الأربعاء، ولكن طعن وزير الصحة الإسرائيلي يعكوف ليتسمان أعاد النص إلى اللجنة الوزارية. لكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت، أول من أمس، أن وزير الصحة قد يتراجع عن موقفه.
كانت وزارة الأوقاف الأردنية قد حذرت، الثلاثاء، من أن أي قرار إسرائيلي بشأن الأماكن المقدسة في القدس، بما في ذلك منع رفع الآذان في المسجد الأقصى، هو قرار «باطل، ولا يؤخذ به».
وتعترف الدولة العبرية بوصاية الأردن على المقدسات في القدس الشرقية، التي كانت تخضع مع الضفة الغربية للسيادة الأردنية قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعرب عن تأييده لاقتراح القانون.
وفي غضون ذلك، قتل فلسطيني وأصيب 3 آخرون، أمس، برصاص الجيش الإسرائيلي، على أطراف قطاع غزة، بحسب ما أعلنته مصادر فلسطينية.
وذكرت المصادر أن شابًا يبلغ من العمر 26 عامًا قضى جراء إصابته بعيار ناري في الصدر، أطلقته عليه قوات إسرائيلية ترابط خلف السياج الفاصل في مواجهات شرق مخيم البريج للاجئين، وسط القطاع.
وأضافت المصادر ذاتها أن 3 شبان قد أصيبوا بجروح في المواجهات، ووصفت حالتهم بالمتوسطة.
ويتجمع شبان فلسطينيون للتظاهر قرب السياج الفاصل، على أطراف قطاع غزة، ضد القوات الإسرائيلية، كل يوم جمعة، منذ بدء موجة التوتر المستمرة منذ عام بين الفلسطينيين وإسرائيل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».