يعيد سقوط الطائرة الروسية من طراز «ميغ 29» أثناء هبوطها على متن حاملة الطائرات الروسية «كوزنيتسوف»، إلى الأذهان حادثة سقوط صاروخ «كاليبر» المجنح في الأراضي الإيرانية، في أول عملية قصف لتلك الصواريخ من بحر قزوين باتجاه سوريا.
فالحادثتان تظهران مشكلة تقنية تعاني منها القوات الروسية في أول الاختبارات العملية لأسلحتها الذكية والمتطورة، وهو ما يزيد القناعات لدى أطراف المعارضة السورية بأن روسيا «تختبر أسلحتها الحديثة في سوريا»، وأنها «تجري تدريبات بالذخيرة الحية لأسلحتها في الأرضي السورية».
وفي أولى الضربات الصاروخية التي أطلقتها روسيا، الثلاثاء الماضي، على إدلب في شمال غربي سوريا، أخطأ صاروخ روسي هدفه في مدينة سراقب، حيث قال مصدر معارض في شمال سوريا لـ«الشرق الأوسط» إن صاروخًا مجنحًا «سقط على بُعد 50 مترًا من مستودع ضخم للأسلحة تعود ملكيته لتنظيم فيلق الشام»، مشيرًا إلى أن الصاروخ «يظهر أنه كان يحاول استهداف المستودع لكنه أخطأ هدفه».
هذا الخطأ، رفع المخاوف في صفوف الناشطين السوريين من أن يزداد قصف المدنيين واستهدافهم، بدلاً من الأهداف العسكرية التي تحاول موسكو تأكيدها، وذلك «نتيجة الأخطاء الروسية وعدم الاحترافية في القصف».
وتظهر الأخطاء الروسية في عدم إصابة الأهداف، في المقاطع المصورة التي تظهرها كاميرات التصوير المرافقة لعمليات القصف، حيث يتحدد الهدف في موقع، ويحدث الانفجار في موقع آخر يبعد عنه مسافة أمتار، وهي صور مثبتة في مقاطع التصوير التي تنشرها وزارة الدفاع الروسية لإطلاق الصواريخ وسقوطها إلى جانب أهدافها، وتظهر عدم الدقة في إصابتها.
وتستخدم روسيا صواريخ متطورة جدا موجهة عن بعد، هي صواريخ «كاليبر» التي أطلقتها من الفرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش» التي تبحر قبالة البحر المتوسط، إضافة إلى منظومة أسلحة جديدة هي عبارة عن منظومة صواريخ «باستيون» الساحلية التي تطلق صواريخ أرض - أرض، وهي منظورة صواريخ متطورة وموجهة.
ويترافق كل إعلان روسي جديد عن استخدام أسلحة متطورة جديدة في سوريا، مع أخطاء روسية، كان آخرها إعلان وزارة الدفاع الروسية، الاثنين الماضي، عن تحطم طائرة روسية من طراز ميغ - 29 خلال محاولة الهبوط على حاملة الطائرات «كوزنيتسوف» الراسية في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية.
وأضافت الوزارة أن الطيار قفز «بسلام» من الطائرة التي تحطمت بسبب «عطل فني» وسقطت في مياه البحر قبالة سوريا، وذلك بعد يومين فقط على وصول المدمرة الروسية «كوزنيتسوف» إلى البحر المتوسط قبالة السواحل السورية، لتعزيز القوات الروسية التي تدعم قوات النظام.
وتشارك في الحملة للمرة الأولى في تاريخ الأسطول الروسي حاملة الطائرات أميرال كوزنيتسوف التي انطلقت طائرات سوخوي - 33 من على متنها لتقصف أهدافا في سوريا. الحادث تكرر مع الإعلان عن إطلاق صواريخ مجنحة من نوع «كاليبر» العام الماضي، من بحر قزوين إلى سوريا. حينها، نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن صواريخ أعلنت روسيا إطلاقها من سفن حربية في بحر قزوين تجاه سوريا، سقطت في إيران من غير تحديد مكان سقوطها، علما بأن موسكو نفت تلك المعلومات. وقال المسؤولون في أكتوبر (تشرين الأول) 2015 إن تقديرات الجيش الأميركي والاستخبارات توصلت إلى أن 4 صواريخ على الأقل تحطمت خلال طيرانها فوق إيران، علما بأن السفن الحربية الروسية تتمركز جنوب بحر قزوين، مما يعني أن المسار المحتمل للصواريخ حتى تصل إلى سوريا هو العبور فوق إيران والعراق.
روسيا تستهل استخدامها للأسلحة المتطورة في سوريا بـ«الأخطاء»
مخاوف من أن يزداد استهداف المدنيين نتيجة عدم الاحترافية في القصف
روسيا تستهل استخدامها للأسلحة المتطورة في سوريا بـ«الأخطاء»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة