قالت الممثلة هيام أبو شديد إن دورها في مسلسل «أمير الليل» يختلف عمّا قدّمته في السابق، لا سيما أنه زوّدها بمساحة كبيرة من الحريّة، وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أعجبتني شخصية (سوسن) كونها جديدة من نوعها، فهي تمثّل المرأة العنصرية الآتية من مجتمع مخملي لا يرحم البسطاء؛ هي نقيض ما قدّمته سابقًا في (ياسمينا) و(عصر الحريم) و(لونا)، كامرأة طيبة. من هنا، ولد عندي التحدّي للموافقة على القيام بهذا الدور».
وعمّا تحمله هذه الشخصية من حسّ فكاهي وخطّ كوميدي خفيف، أوضحت: «لقد أضفت إلى الشخصية من عندي، إذ قلت للكاتبة منى طايع إني سأؤدّيها على طريقة (precieuse ridicule) لموليير. وهكذا، صار، فأكملت خطوطها بعبارات وتصرفات وحركات ابتكرتها ووجدتها مناسبة للشخصية، وهذا الأمر أعطاني مساحة لا يستهان بها من الحرية في الأداء. وأنا محظوظة كون منى طايع كانت العين الثاقبة التي تراقبنا في أثناء أدائنا، إذ كانت أحيانا تحذّرني من المبالغة في استخدام هذه الإضافات حتى لا تتفلّت الشخصيّة من ركائزها الأساسية».
وتابعت: «قد يجد البعض (سوسن) امرأة متعجرفة أو مزعجة، ولكنها في الحقيقة هي ضحيّة المجتمع الذي تربّت فيه الرافض لطبقة الفقراء». ورأت هيام أبو شديد أنها حقّقت في هذا الدور قفزة نوعية كسرت فيه فكرة المرأة الجديّة السائدة لدى المشاهد التي استنبطها من أدوارها السابقة من ناحية، ومن مهمتّها كإعلامية ومقدّمة برامج اجتماعية وفنيّة من ناحية ثانية، مستطردة: «أنا بطبعي أحبّ الفكاهة، ولطالما قلّدت شخصيات معروفة أمام أهلي وأصدقائي عندما كنت صغيرة، وحفظت مراحل عشتها في أثناء دراستي في الجامعة اللبنانية أدّيت فيها الكوميديا، وكذلك لا أنسى دور المهرّج (أوغست) الذي قدّمته مع أستاذي في المسرح جاك بيوليس، في جامعة مونبيليه الفرنسية. وإني اعتبر الكوميديا من الفنون الصعبة لأنها محفوفة بخطر وقوع مؤدّيها في الابتذال».
أطلّت هيام أبو شديد في مسلسل «أمير الليل» على طبيعتها، دون أي مساحيق وأدوات تجميل، ليتلاءم شكلها الخارجي مع مجريات القصّة. وعن ذلك، تقول: «لا يمكن أن أفقد ابنتي وأبقي على الماكياج في إطلالتي، فالممثل يجب أن يأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار، وألا يخاف كسر صورته اللمّاعة أمام المشاهد لأن هذا الأخير يحبّ الأمور الحقيقية، عندها فقط يلمسه الممثل عن قرب»، وتشير إلى أنها في دور «سوسن» تعلّمت كيفية خلط ورق اللعب لتبدو محترفة بهذا المجال، رغم أنها في الحقيقة بعيدة عنه تمامًا.
وقريبًا، تطلّ هيام أبو شديد في مسلسلين جديدين: أحدهما مع المخرج إيلي معلوف (كلّ الحبّ.. كلّ الغرام) للكاتب الراحل مروان العبد، الذي تصفه بالقول: «لقد عرض علي المخرج في البداية دورًا شبيهًا بالدور الذي ألعبه حاليا، وعند قراءتي للنص لفتني دور (أسعد) صاحب مقهى بسيط، فطلبت منه أن يحوّله إلى (سعدى) لأقوم بتجسيده، وهكذا صار. فسعدى امرأة حديدية تساعد الثوار في الضيعة، وتلعب النرد، وتحمل السلاح، وترتدي أزياء أقرب إلى الرجالية، ولكنها في طبيعتها تحتفظ بقوّة أنوثتها»، وتتابع: «في هذا الدور سأبدو على طبيعتي في شكلي الخارجي لأن الشخصية لا تحتمل الماكياج والشياكة»، وتختم هذا الموضوع، قائلة: «يجب أن تموت شخصيّة الممثل الحقيقية للحظات، لتعيش فيه خطوط الدور الذي يلعبه، لينجح فيه».
أما الدور الثاني الذي تلعبه أيضًا في مسلسل من إخراج غريتا غصيبة وإنتاج «أونلاين» لصاحبها زياد شويري، وتؤدي فيه دور امرأة شعبية ثرثارة حشرية تمضغ العلكة، وتتصرّف بطريقة سوقية ومبتذلة، ولقد أحبّت القيام بهذا الدور لما يحمل في طيّاته من تحدّيات جديدة لها كممثلة.
وأخيرا كتبت هيام أبو شديد فيلمًا سينمائيًا عنوانه «غمضة عين»، من بطولة الفنان زياد برجي. وهو من نوع الكوميديا الرومانسية، ومن إخراج سيف الشيخ نجيب. {الفيلم حاليًا في طور وضع اللمسات الأخيرة له، على أن يخرج إلى النور في أوائل العام الجديد، ولقد كتبته تلبية لطلب زياد برجي الذي أعجب بكتابتي لمسلسل (أوبرج) و(فرصة عيد)».
وعن رأيها في غزارة الإنتاجات السينمائية اللبنانية، خصوصا أنها تنفّذ بسرعة قصوى، أجابت: «هي دلالة على عافية عالم السينما في لبنان، بغض النظر عن استسهال البعض لإنتاجها، ولكنها في المقابل عوّدت اللبناني على مشاهدتها، فصار ينتظر خروجها إلى الصالات السينمائية بشوق. وعلى فكرة، فأنا مشجّعة لأي عمل فنّي لبناني مهما كانت طبيعته (أغنية، شعر، رسم، وغيرها)، والمهم أنه ما زال لدينا الجرأة على المخاطرة والقيام بها».
وعن سبب تعاونها أكثر من مرة مع الكاتبة منى طايع، قالت: «أولا كنّا زميلات في الجامعة اللبنانية، وتربطني بها علاقة صداقة، كما أنني معجبة بقلمها ومتابعاتها، فلديها حبكة قصة مختلفة عن غيرها، ولا أتردد أبدا في الموافقة على أداء أي دور تعرضه علي لأنني أعرف في قرارة نفسي أنه سيكون رائعا». وعن رأيها في أداء الفنان رامي عيّاش في مسلسل «أمير الليل»، قالت: «أقنعني بأدائه، وهو مناسب تمامًا لشخصية الأمير التي يلعبها، ورغم أن البعض يعتبرها تكرار للحركات في وجهه، فإنني اعتبرها من الخطوط العريضة لشخصية أمير الذي يخبّئ كغيره من الرجال في تلك الحقبة مشاعره وأحاسيسه. وفي الحقيقة لدي نقطة ضعف تجاه الفنانين رامي عياش وزياد برجي لأنهما نجحا في نسخة استوديو الفن التي كنت أتولّى تقديمها. ولكن في النهاية رامي نجح في التمثيل، وهو كما نقول في لبنان (رجل ملوي ثيابه)، ويقدّم دوره على أكمل وجه».
هيام أبو شديد: أتمنّى العمل في مجال الكوميديا.. ورامي عيّاش أقنعني
تشارك في «أمير الليل».. وتستعدّ لتصوير مسلسلين جديدين
هيام أبو شديد: أتمنّى العمل في مجال الكوميديا.. ورامي عيّاش أقنعني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة