حرب شوارع بحي عدن في الموصل.. ومطار تلعفر بيد ميليشيا الحشد

«هيومن رايتس ووتش»: «داعش» أعدم 300 شرطي عراقي ودفنهم بمقبرة جماعية

حرب شوارع بحي عدن في الموصل.. ومطار تلعفر بيد ميليشيا الحشد
TT

حرب شوارع بحي عدن في الموصل.. ومطار تلعفر بيد ميليشيا الحشد

حرب شوارع بحي عدن في الموصل.. ومطار تلعفر بيد ميليشيا الحشد

أعلنت ميليشيا الحشد الشعبي المدعومة من إيران، مساء أمس (الأربعاء)، أنّها دخلت إلى مطار بلدة تلعفر الواقعة غرب الموصل، في إطار عمليتها الرامية إلى قطع خطوط إمداد تنظيم "داعش" في المدينة، آخر أكبر معاقله في العراق.
وأكد المتحدث باسم فصائل الميليشيا أحمد الأسدي في بيان له ان الميليشيا وبعد معارك شرسة مع عناصر "داعش" سيطرت على مطار تلعفر بالكامل.
ويقع المطار على بعد ستة كيلومترات إلى جنوب بلدة تلعفر.
وأفادت ميليشيا الحشد بأنها تلاحق حاليًا عناصر التنظيم الذين يحاولون الهرب، مشيرة إلى أنّها بمساندة الفريق الهندسي فكّكت العديد من العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم في المطار لاعاقة عمليات تحريره.
وكانت جماعة تابعة للميليشيا قد أعلنت مساء أمس، أنّها سيطرت على قاعدة تلعفر الجوية إلى الغرب من الموصل، في إطار الحملة العسكرية لاستعادة آخر مدينة كبيرة تحت سيطرة داعش في العراق.
من جانبه، قال جعفر الحسيني المتحدث باسم ميليشيا "كتائب حزب الله"، وهي جماعة تتبع ميليشيات الحشد المدعومة من إيران، إن بعض عناصر داعش انسحبوا بالفعل من القاعدة وانتقلوا إلى بلدة تلعفر. وأضاف ان "المعركة ستحسم اليوم".
في السياق ذاته، خاضت القوات العراقية حرب شوارع ضد تنظيم "داعش، لاسيما في حي عدن، في واحدة من أعنف المعارك منذ انطلاق عملية تحرير المدينة في 17 أكتوبر (تشرين الثاني).
وقال النقيب في جهاز "مكافحة الإرهاب"، التابع لوزارة الدفاع العراقية، علي ذو الفقار، إن "الفرقة الذهبية في الجهاز شرعت (أمس) الأربعاء باقتحام حي عدن والاشتباك مع مسلحي داعش الذين انتشروا بين المنازل وعلى أسطح الأبنية العالية". مضيفًا في تصريحات للأناضول أنّ "مسلحي التنظيم يوجدون في حي عدن بكثافة وأغلبهم يتميزون بالمناورة القتالية والمهارات العسكرية في المواجهة المسلحة".
وبدأت القوات العراقية الخاصة هجومًا جديدًا في عمق شمال مدينة الموصل بغطاء جوي كثيف، انطلاقًا من شرق المدينة؛ وسط هجمات صاروخية وانتحارية من عناصر التنظيم المتطرف. وتتقدم القوات العراقية حاليًا باتجاه حي التحرير من نقاط مختلفة شرق الموصل.
على صعيد متصل بالاحداث، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم (الخميس)، إنّ مسلحي تنظيم "داعش" قتلوا على الارجح أكثر من 300 شرطي عراقي سابق قبل ثلاثة أسابيع ودفنوهم في مقبرة جماعية قرب بلدة حمام العليل جنوب الموصل.
وزار مراسل وكالة "رويترز" للأنباء موقع المقبرة حيث قال سكان إنّ المتطرفين دفنوا الضحايا بعد اطلاق النار عليهم أو قطع رؤوسهم.
وعبر السكان عن اعتقادهم بمقتل ما يصل إلى 200 شخص في الاسابيع التي سبقت انسحاب تنظيم "داعش" من البلدة.
وقالت المنظمة إنّ المتطرفين فصلوا بعض رجال الشرطة السابقين عن مجموعة تضم نحو 2000 شخص من قرى وبلدات مجاورة ثم أجبروهم على السير معهم الشهر الماضي أثناء تقهقرهم شمالا إلى الموصل وتلعفر.
ونقلت المنظمة عن عامل قوله إنّه شاهد مسلحي التنظيم المتطرف يقودون أربع شاحنات ضخمة على متنها ما يتراوح بين 100 و125 رجلا بعضهم من رجال الشرطة السابقين مرورًا بكلية للزراعة قرب الموقع الذي اكتُشفت المقبرة الجماعية فيه. وأضاف أنّه بعد دقائق، سمع دوي اطلاق نار من مدافع رشاشة وصرخات ألم. وأضاف الرجل للمنظمة أنّه في الليلة التالية في يوم 29 أكتوبر (تشرين الاول)، تكرر المشهد ذاته مع عدد يتراوح بين 130 و145 شخصًا.
وقال شاهد آخر من سكان حمام العليل إنّه سمع دوي بنادق آلية في المنطقة لنحو سبع دقائق تقريبا لثلاث ليال متتالية.
من جهته، قال جو ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش "هذا دليل آخر على القتل الجماعي المروع الذي يواجهه رجال انفاذ القانون السابقون على يد داعش في الموصل ومحيطها". مضيفًا "يجب محاسبة التنظيم على هذه الجرائم ضد الانسانية".



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.