خدعوك فقالوا.. الدوري الإنجليزي يمكن التكهن بنتائجه

فرق القمة الستة لم تتلق سوى هزيمتين من فرق القاع بعكس الدوريات الأوروبية الأخرى

نجح فريق واتفورد في التغلب على مانشستر يونايتد بثلاثية في سبتمبر الماضي («الشرق الأوسط»)
نجح فريق واتفورد في التغلب على مانشستر يونايتد بثلاثية في سبتمبر الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

خدعوك فقالوا.. الدوري الإنجليزي يمكن التكهن بنتائجه

نجح فريق واتفورد في التغلب على مانشستر يونايتد بثلاثية في سبتمبر الماضي («الشرق الأوسط»)
نجح فريق واتفورد في التغلب على مانشستر يونايتد بثلاثية في سبتمبر الماضي («الشرق الأوسط»)

«قد لا يكون الدوري الإنجليزي الممتاز الأفضل بين دوريات العالم، لكنه الأصعب من حيث التكهن بأي فريق قادر على الفوز على الفريق الآخر». تلك هي القاعدة التي يعتمدها النقاد والجماهير على حد سواء في إنجلترا، وما عزز تلك النظرية كان اللقب الأسمى الذي حصل عليه فريق ليستر سيتي الموسم الماضي. وأيضا المنافسات الحامية التي نراها منذ بداية الموسم الحالي من شأنها أن تعزز الرأي القائل إن الدوري الإنجليزي الممتاز يختلف عن غيره من الدوريات. وإن كان ذلك لا يعنى أن النتائج الصادمة ليست حكرا على الكرة الإنجليزية وحدها، فبعض أفضل الفرق الأوروبية تواجه منافسات شرسة في دورياتها المحلية الموسم الحالي. ربما يكون أوضح مثال على ذلك فريق باريس سان جيرمان الذي فاز بلقب دوري الدرجة الأولى للعام الرابع على التوالي، لكنه في الموسم الحالي وجد نفسه في المركز الثالث بعد «موناكو» ومن قبله «نيس» المتربع على القمة.
أضاع باريس سان جيرمان 10 نقاط في أول 12 مباراة الموسم الحالي، في حين أنه لم يهدر سوى أربع نقاط فقط في نفس الفترة من الموسم الماضي - بعد هزيمة أمام تولوز وتعادلين أمام سانت إتيان ومارسيليا المكافح. فالمأزق الأخير أمام مرسيليا كان مثالا مثيرا لكيف أن النقاط لا تسير دائما تجاه الفريق الأفضل، وتلك الحقيقة ليست مقتصرة على الدوري الإنجليزي. فحامل اللقب سدد 16 كرة على المرمى في حين بات مرسيليا أول فريق في تاريخ الدوري الفرنسي الممتاز يفشل في تسديد كرة واحدة على المرمي طيلة المباراة، ورغم ذلك تمكن من اقتناص التعادل السلبي.
وفي الدوري الألماني مثلا حيت تربع بارين ميونيخ على قمة الجدول مجددا، انتهت جميع المباريات التي فاز فيها الفريق بفارق هدف واحد فقط، ويتنافس البايرن مع فريقين آخرين على قمة الجدول، وأقرب منافسيه من الموسم الماضي حاليا فريق بروسيا دورتموند الذي يحتل المركز الخامس وحقق أول فوز له في مبارياته الخمس الأخيرة، وكان ذلك في مباراة نهاية الأسبوع الماضي أمام فريق هامبورغ ألقابع في قاع الجدول. المثير أن نادي «إر بي لايبزيغ» هو أقرب الفرق لبايرن ميونيخ بعد بداية مثيرة في الدوري. فقد فاز الفريق بجميع مبارياته الخمس الأخيرة ليتقدم على فريق هوفنهايم، ثالث فريق لم يتعرض لهزيمة في الدوري الألماني، رغم أنه أنهى الموسم الماضي بفارق نقطة واحدة عن الفريق الهابط للدوري الأدنى.
وكان بمقدور فريق هوفنهايم، الذي يدربه المدرب جوليان ناجلسمان الذي لم يتعد عمره 29 عاما، الفوز على البايرن بملعب إليانز لولا الهدف الذي سجله جناح الفريق ستيفن زبير في نفسه. وبتلك النتيجة، بات هوفنهايم ثالث فريق يتمكن من اقتناص النقاط من البطل البايرن في مبارياته الخمس الأخيرة بعد فريقي فرانكفورت وكولونيا، ليثبتوا جميعا أن حامل اللقب لم يعد الفريق الذي لا يقهر.
وفي الدوري الإيطالي، ورغم تربع يوفنتوس على القمة مجددا، خسر الفريق مرتين الموسم الحالي: المرة الأولى أمام إنترميلان الذي لم يحقق الكثير الموسم الحالي، وكانت المباراة الثانية بملعب سان سيرو أمام ميلان الذي ضم أربعة لاعبين دون سن 23 سنة. وجد فريق نابولي، الذي أنهى المسابقة الموسم الماضي في المركز الثاني، نفسه في المركز السادس بعد ضياع سبع نقاط في المباريات الستة الأخيرة.
كذلك أظهر فوز أتلتيكو مدريد الإسباني على بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا في سبتمبر (أيلول) الماضي، أن موسمهم بدأ بقنبلة مدوية، لكنهم لم يستمروا بنفس المستوى لاحقا. فقد أضاع أتلتيكو 12 نقطة في أول 11 مباراة في الدوري، ودفعتهم الهزيمة أمام ريال سوسيداد مؤخرا للخلف أكثر وأكثر، وجاءت مخيبة للآمال أكثر من تعادلهم أمام فريقي ألافيس وليغانيس الصاعدين للدوري الممتاز حديثا. لكن نتائج كتلك التي نراها لم تكن لتحدث لفريق بهجوم قوي مثل برشلونة، هل تتصور ذلك؟ نعم من الممكن وقد حدث بالفعل. فأبطال الدوري الإسباني خسروا بملعبهم أمام ألافيس وخارج ملعبهم أمام سيلتا فيغو الموسم الحالي.
ولذلك فعندما تفكر في أن أكبر ستة فرق بالدوري الإنجليزي الممتاز خسروا مباراتين فقط أمام فرق أقل منها - ليفربول أمام بيرنلي، ومانشستر يونايتد أمام واتفورد - فإن النظرية القائلة إن الدوري الإنجليزي الممتاز يختلف عن غيره من حيث المفاجآت الحزينة غير صحيحة.
فالجانب الوحيد الذي يتفرد فيه الدوري الإنجليزي من حيث شدة المنافسة الموسم الحالي هي المسافة التي تفصل قمة الجدول عن منطقة الهبوط في قاع الجدول. ففارق لا يتعدى 16 نقطة يفصل المتصدر ليفربول عن فريق هال سيتي في المركز الثامن عشر، يعتبر الأقل بين دوريات أوروبا الكبرى. ورغم ذلك، وفيما يخص الهزائم الصادمة، فالصراع في قمة الجدول الدوري الإنجليزي لا يختلف عن غيره من الدوريات الأوروبية فيما يخص صعوبة التكهن بنتائجها، وإن كان الحال جاء أكثر مبالغة في الدوري الإنجليزي بفوز ليستر سيتي باللقب الموسم الماضي.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.