فرنسا تستعد لإحياء الذكرى الأولى لهجمات باريس

حفل على مسرح الباتاكلان ودقيقة حداد في استاد دو فرانس

فرنسا تستعد لإحياء الذكرى الأولى لهجمات باريس
TT

فرنسا تستعد لإحياء الذكرى الأولى لهجمات باريس

فرنسا تستعد لإحياء الذكرى الأولى لهجمات باريس

بعد مرور عام على سلسلة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس في مساء يوم 13 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، التي راح ضحيتها ما يقرب من 130 شخصًا، وشملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات انتحارية في الدائرة العاشرة والحادية عشرة في مسرح باتاكلان ومحيط ملعب فرنسا في ضاحية باريس الشمالية، بالإضافة لتفجير انتحاري آخر وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع، تستعد فرنسا لإحياء الذكرى الأولى «هجمات باريس» التي أعلن عن مسؤوليتها تنظيم داعش المتطرف.
حيث أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، في عشية ذكرى الاعتداءات، أن الإرهاب المتشدد سيضرب أوروبا مجددا، لكن القارة «ستنتصر»، وذلك في مقالة نشرت، اليوم (السبت)، في عدة صحف أوروبية «إل بايس» و«لا ربوبليكا» و«ذي غارديان» و«لو سوار» و«لا تريبون دو جنيف» و«دي فيلت».
وذكر فالس: «بعد عام على 13 نوفمبر، أقدر التساؤلات التي تطرحها مجتمعاتنا. إنها قلقة. نحن مدينون لها بالحقيقية. نعم، الإرهاب سيضربنا مجددا. لكن لدينا كل الموارد للمقاومة وكل القوة للانتصار. نحن الأوروبيين سنتغلب على الإرهاب».
وقال فالس إن «التهديد موجود، تهديد مقلق ودائم»، موضحا أنه يشمل «بدرجات مختلفة كل البلدان الأوروبية» التي دعاها إلى «التضامن» من أجل أمنها.
وأضاف فالس أن التهديد يحصل «فيما يتضاءل التزام الولايات المتحدة حيال شؤون العالم. ولم يعد في وسع أوروبا أن تتبرأ من المسؤولية والاحتماء خلف حليفها الأميركي».
وكرر رئيس الوزراء الفرنسي دعمه لاقتراح بروكسل اعتماد وثيقة عبور لكل مسافر يريد العبور من الأراضي الأوروبي، على غرار وثيقة «استا» المعتمدة في الولايات المتحدة.
خاطب مانويل فالس أيضًا عائلات الضحايا وكتب: «لا يمر يوم من دون أن أفكر في الضحايا الـ130 الذين سقطوا في 13 نوفمبر، وفي كل ضحايا الإرهاب الآخرين وعائلاتهم.. غدًا، تلتقي فرنسا، موحدة في الذكرى».
ومن المقرر أن يعيد المغني البريطاني ستينج، مساء اليوم (السبت)، افتتاح قاعة الحفلات الموسيقية «باتاكلان» بحفل موسيقي، ومن المتوقع أن يشمل الحضور الناجين وأقارب الضحايا.
وقال ستينج في بيان إن إعادة الافتتاح عشية الذكرى السنوية الأولى للهجمات أمر مقصود ليكون بمثابة إشارة «في إعادة فتح باتاكلان، لدينا مهمتان لنتمهما: أولاً، أن نتذكر ونكرم أولئك الذين فقدوا حياتهم في الهجوم قبل عام، والثانية للاحتفال بالحياة والموسيقى اللتين يمثلهما هذا المسرح التاريخي».
وأضاف: «وبفعل هذا نأمل أن نكون قد احترمنا هذه الذكرى، إلى جانب الروح الإيجابية للحياة لهؤلاء الذين سقطوا».
وأكد مالك المسرح، جولز فروتوس، أنه تم بيع جميع تذاكر الحفل خلال 30 دقيقة من لحظة طرحها في منافذ البيع.
وعلي جانب الآخر، وقفت الجماهير دقيقة حداد قبل انطلاق مباراة فرنسا والسويد في استاد فرنسا ضمن تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2018، وعم الصمت مساء أمس (الجمعة) أرجاء ملعب دو فرانس في ضاحية سان دوني، الذي يتسع لنحو 800 ألف شخص.
وحضر المباراة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بصحبة رؤساء أندية دوري الدرجتين الأولى والثانية في البلاد.
وقال هولاند للتلفزيون الفرنسي: «يجب أن نتذكر. منذ عام كنا هنا.. لمتابعة مباراة ودية لتنفجر ثلاث قنابل ويقتل شخص واحد».
وجرت المباراة وسط إجراءات أمنية مشددة حيث يشارك في تنظيمها 1200 شخص فضلاً عن انتشار 400 من ضباط الشرطة داخل وحول الاستاد.
وذكرت بعض التقارير الإعلامية الفرنسية، أنه من المقرر أن يكشف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، غدا (الأحد) عن لوحة تذكارية تحمل أسماء ضحايا الاعتداء، تخليدًا لذكراهم، وذلك بحضور عمدة باريس آن إيدالجو.
كما سيقوم سكان المدينة العريقة بإشعال الشموع من شرفات منازلهم، خصوصًا في الأماكن القريبة من مواقع الاعتداء، بالإضافة لإطلاق القناديل الورقية المضيئة علي طول قناة «سان مارتين».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.