بعد ساعات من الترقب والانتظار، تسابق المرشحون في انتخابات اتحاد الكرة السعودي إلى تقديم ملفات ترشحهم بصورة رسمية قبل نحو ساعتين من إغلاق باب استقبال الطلبات، وإن بدت تبريرات المرشحين متقاربة بأن التأخر يعود سببه لتجهيز الملف بصورة كاملة، إلا أن الأنباء الإعلامية تشير إلى ترقب خلف الكواليس عن إمكانية ترشح الأمير تركي بن خالد، الذي تردد أمس أن وكيله تقدم بأوراقه «سرا» إلى اللجنة، لكنه دون رصد وانتباه من جانب وسائل الإعلام الحاضرة في مقر اتحاد الكرة.
وتفيد المؤشرات بأنه فعل ذلك كونه لم يتلق إذنا رسميا بالدخول في سباق التنافس على كرسي الرئاسة، وسينتظر حتى يوم الأربعاء المقبل، حيث موعد إعلان قائمة المرشحين من رؤساء ونواب وأعضاء مجلس الإدارة، وهو اليوم المحدد من قبل اللجنة العامة للانتخابات.
وقدم سلمان المالك، وعادل عزت، وخالد المعمر، ومحمد نجيب أبو عظمة، وعبد العزيز العيبان ملفات ترشحهم رسميا أمس (الخميس) لخوض انتخابات رئاسة اتحاد الكرة السعودي خلفا للرئيس الحالي أحمد عيد، الذي ستنتهي ولايته مطلع العام المقبل.
وبدا ترشح خالد المعمر المفاجأة الأبرز من بين الأسماء المتبقية، خصوصا أن المعمر لم يلمح إلى رغبته في الترشح، كما هو الحال للمرشحَين سلمان المالك وعادل عزت، وخاض المعمر غمار الانتخابات الرئاسية لاتحاد كرة القدم في دورتها الأولى قبل أن يخسر السباق لصالح المرشح أحمد عيد.
وتوجهت الأنظار ظهر أمس إلى مقر اتحاد كرة القدم ترقبا لهوية المرشحين لخوض سباق الانتخابات المقبل، ليحضر اللاعب السابق عبد الله فودة الملقب بالعمدة ويقدم ملف ترشح الدكتور محمد نجيب أبو عظمة، بوصفه أول الأسماء التي دخلت السباق بصورة رسمية، ليحضر بعده بدقائق قليلة خالد المعمر ويقدم ملفه بصورة رسمية.
بعدها حضر المرشح عادل عزت إلى مقر اللجنة وسلم ملف ترشحه بصورة رسمية، ليعقبه سلمان المالك الذي أعلن بصورة رسمية خوضه سباق الانتخابات، وكان المرشح عبد العزيز العيبان آخر الأسماء الواصلة إلى مقر اللجنة، حيث فصلت بينه وبين إغلاق باب الترشح دقيقتان فقط.
وأعلنت لجنة الانتخابات إغلاق باب استقبال طلبات الترشح لانتخابات رئيس ونائب وأعضاء لمجلس الإدارة للاتحاد المقبل، التي بدأت من الأحد الماضي، حيث ستبدأ اللجنة التي يرأسها الدكتور خالد بانصر في فحص قوائم المرشحين حتى الثلاثاء المقبل ليتم الأربعاء المقبل إعلان القوائم الأولية للمرشحين، على أن تعقبها فترة الطعون والتظلمات، ثم الفصل فيها وتمنح بعدها فترة للانسحاب على أن يتم في 28 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إعلان القائمة النهائية للمرشحين.
وفي قائمة المرشحين لعضوية مجلس الإدارة، تقدم خالد الزيد، والدكتور خالد المقرن، وأحمد العقيل، وعبد العزيز القرينيس، وعبد الرحمن الحميدي، ومنصور الخميس، وعبد الله البرقان، وعبد الله فودة، وعبد العزيز الكثيري، وناصر الحمدان، والدكتور عبد العزيز السلمان.
وتقدم ياسر المسحل، وخالد الثنيان، ومحمد الدوسري لمنصب نائب رئيس مجلس الإدارة وسط أفضلية للأول المرشح من قبل أندية دوري المحترفين؛ وهو ما يعني أنه سيفوز به لا محالة في ظل أنه الأقوى والأوفر حظا من منافسيه.
من جانبه، أعاد سلمان المالك تأخر ترشحه حتى أمس إلى وجوده خارج العاصمة الرياض، موضحا في حديثه لوسائل الإعلام: كان من المقرر أن أقدمها مساء الأربعاء، ولكن لوجودي خارج الرياض تأخر ذلك، وفضلت الحضور بنفسي إلى مقر اللجنة دون توكيل أي شخص.
وأشار المالك إلى أنه عكف على تجهيز ملفه للترشح طيلة الفترة الماضية بشكل جيد؛ حتى لا يكون فيه أي نقص وخلل، موضحا: استوفيت كل الشروط بما فيها خبرة الـ15 عاما.
وعن شرط الخبرة النشطة، قال المالك: هذه أمور أفضّل تركها للجنة الانتخابات؛ فهم المختصون بقراءة وشرح وتفسير هذه الأشياء، وكلنا ثقة فيهم.
وعن وجود منافسة كبيرة في قائمة المتقدمين لسباق الانتخابات، قال: جميع الأسماء أكن لها التقدير والاحترام، وبإذن الله نتطلع لوجود منافسة شريفة تنعكس بإيجابية على كرة القدم السعودية، وأعتقد أنه كلما زاد المتنافسون كانت الخيارات أمام الجمعية العمومية أوسع وأفضل.
وأضاف المالك بهذا الشأن: لو كنت مكان الناخبين لتمنيت أن أشاهد خمسة أو ستة مرشحين، وأفكر بدقة في كل شخص، وفي كل ملف، وفي قائمة أعضاء هذا المرشح حتى أقتنع في كل معطيات المترشحين، وبعدها أتخذ قراري وأقدم صوتي.
وعن الأنباء التي ترددت في الأيام القليلة الماضية عن ترشح الأمير تركي بن خالد في سباق الانتخابات لرئاسة اتحاد الكرة، قال: «الأمير تركي بن خالد اسم معروف، ولو كان موجودا فهو سيضيف لنا، وكذلك الأسماء الحالية».
من جهته، قال عادل عزت إنه قرر خوض سباق الانتخابات بعد مشاورات وتفكير عميق، موضحًا: «بعد الاستخارة والتفكير العميق وإيمانا بالدور الذي يجب أن تلعبه الكفاءات الشابة ووصولا لـ(رؤية المملكة 2030) عقدت العزم وتوكلت على الله للترشح لمنصب رئيس مجلس إدارة، وأستند في ذلك إلى خبرات سابقة وجدار قوي بالإنجازات، وبرنامج عامر بالمبادرات، وأجندة كاملة تستطيع أن تحول الكرة السعودية وتعيد بناءها إلى المكان الذي نصبو إليه جميعنا بما يرضى ممارسي اللعبة ومتابعيها وصناعها».
وعن الشروط وهل تحقق من استيفائها، قال عزت: «قدمت أوراقي متكاملة ولائحة الانتخابات واضحة وتسلموا الأوراق مني دون نقص».
وحول سبب تأخر تقديم ملفه لليوم الأخير، قال: «الترشح للانتخابات يحتاج إلى استخارة وتفكير، واستشارة الداعمين والمقربين، وتحضير الملفات والأعضاء، وتم ذلك بشكل مستفيض في الأسابيع السابقة ولكن في الأيام القليلة الماضية كانت هناك لمسات إضافية».
وعن قائمة مرشحيه وبرنامج الانتخابي، قال: كما يعلم الجميع يوجد جدول زمني للانتخابات، نحن نتسلسل وفق هذا التحديد، ولا يمكنني حاليا الإفصاح عن أي شيء حتى 28 من نوفمبر»، مضيفا: «لكن قائمتي مكونة من تنفيذيين على أعلى مستوى، وجميعهم عملوا في مناصب قيادية بأندية، وجميعهم كفاءات عالية جدا بالمجتمع الرياضي، ومنهم من له مناصب دولية وإسهامات رياضية خارجية».
وعن فرصته في الفوز بين المرشحين الآخرين، قال: «كل المرشحين قامات تحترم، وأرى أننا وصلنا إلى مرحلة ممتازة جدا من الديمقراطية، وهذه الانتخابات الثانية في تاريخ اتحاد كرة القدم، وجميعهم أصدقاء وأكن لهم الاحترام والتقديم وستكون منافسة شريفة، وأنا عكفت على إعداد برنامج متكامل، وسيكون هذا الملف للكرة السعودية وليس لعادل عزت، إن فاز عادل فهذا توفيق من الله، عز وجل، وسأعمل به وإن لم يفز فبرنامجي هدية للفائز».
من جهته، أوضح خالد المعمر، أن عدم حديثه عن ترشحه في الفترة السابقة يعود لترقبه قرار الجمعية العمومية بالتمديد للاتحاد الحالي أو إقرار انتخابات كما حدث الآن، موضحًا: «الآن رتبت أوراقي وقدمت ترشحي بصورة رسمية، وأملك خبرة كبيرة في الأمور الإدارية والمالية من خلال عملي في أندية الهلال والشباب وسدوس».
وأشار المعمر إلى أن وجود منافسين مثل سلمان المالك وعادل عزت أمر صحي ومنافسة إيجابية، مطالبا وسائل الإعلام التي حاصرته بعد الخروج من مقر اللجنة بإعفائه من الحديث عن أخطاء الاتحاد الحالي برئاسة أحمد عيد.
وطالب المعمر الرياضيين كافة بالوقوف خلف المنتخب السعودي الأول وتأجيل الأمور كافة، حتى فراغه من مواجهة اليابان الثلاثاء المقبل في ختام الدور الأول ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018.
من جانبه، أعلن خالد الزيد، أنه قدم أوراقه رسميا للترشيح لعضوية مجلس الإدارة بصفته عضوا مستقلا، موضحا: «الجميع ينتظر هذه المرحلة، وأنا أتطلع لخدمة هذا الوطن مع الاتحاد المقبل، ويجب أن يعرف الجميع أن الأهم في اتحاد الكرة هو خدمة الوطن».
من جانبه، قال عبد العزيز العيبان إنه يسعى لتطوير كرة القدم السعودية من خلال العمل على تعديل أنظمة ولوائح لجان اتحاد كرة القدم الحالية، مضيفًا: «قدمت أوراق ترشحي بصورة رسمية من أجل البحث عن مصلحة رياضة كرة القدم».
وأشار العيبان إلى أنه سيحارب الأرقام الفلكية لعقود اللاعبين في حال فوزه بمنصب رئاسة اتحاد كرة القدم، موضحا: «سنعمل على تقليص هذه الملايين التي تأتي هدرا للأموال دون تحقيق أي فوائد منها»، مضيفا: «وسنعمل أيضا على تقليص عدد اللاعبين الأجانب من أجل منح اللاعب السعودي فرصة أكبر في المشاركة بمسابقات كرة القدم السعودية».
هل قدم تركي بن خالد ملفه الانتخابي «سرًا» لرئاسة اتحاد الكرة؟
المعمر يشعل الصراع على «الكرسي» ويزاحم المالك وعزت رسميًا.. والنويصر ينسحب.. ودقيقة تنقذ العيبان
هل قدم تركي بن خالد ملفه الانتخابي «سرًا» لرئاسة اتحاد الكرة؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة