هروب سندرلاند من شبح الهبوط هذا الموسم أشبه بالمعجزة

بعد أن نجح الفريق في البقاء في الدوري الممتاز في اللحظات الأخيرة مرات كثيرة

فرحة فوز سندرلاند الأول هذا الموسم بعد 10 مباريات (رويترز)
فرحة فوز سندرلاند الأول هذا الموسم بعد 10 مباريات (رويترز)
TT

هروب سندرلاند من شبح الهبوط هذا الموسم أشبه بالمعجزة

فرحة فوز سندرلاند الأول هذا الموسم بعد 10 مباريات (رويترز)
فرحة فوز سندرلاند الأول هذا الموسم بعد 10 مباريات (رويترز)

مرت 43 عاما منذ طاف بوب ستوكو مضمار ملعب ويمبلي العشبي مادا ذراعيه منتشيا بكأس الاتحاد الإنجليزي الذي يحمله بين يديه. كان فريق سندرلاند حينها يلعب بالدرجة الثانية عندما أجهز على فريق ليدز الذي لا يقهر والذي كان يضم حينها لاعبين مثل بيلي بريمر، ونورمان هنتر، وجون غيلز، وفاز الفريق في مباراة نهائي الكأس عام 1973، يظهر المشهد مدرب الفريق يركض، مرتديا معطف المطر وسروال التدريب الأحمر، ليعانق حارس مرماه جيم مونتغموري. صور تمثال من البرونز مشهد «ركض ستوكو» ووضع في باحة «إستاد الضوء» ليذكر كل من يراه بمجد الأيام الخوالي. لكن لمن يجهلون تاريخ النادي، فقد توحي وضعية التمثال أن مدير النادي الراحل يركض في ذعر هربا من الأداء المذري للاعبيه.
فالهزيمة أمام آرسنال قبل تحقيق أول فوز على بورنموث تعني أن النادي قد كسر الرقم الذي حققه مانشستر سيتي لأسوأ بداية في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وأصبح الفريق يسير بخطى ثابتة لكسر الرقم الكئيب الذي حققه نادي ديربي كاونتي في السابق بحصوله على أقل عدد نقاط في الموسم. لكن الغريب أن النادي نجح في أن يحتل مركزا متقدما في الجدول في موسم 2007 - 2008، في حين هبط نادي ديربي لدوري الدرجة الثانية بعدما تجمد رصيده عند 11 نقطة.
لكن على الأقل استطاع ديربي كاونتي الفوز في مباراة واحدة في أول ستة مباريات، وهو ما فشل سندرلاند في تحقيقه في أي من المواسم الأربعة الأخيرة. فقد خاض الفريق عشر مباريات من دون فوز واحد في الموسم الحالي حتى فوزه على بورنموث، لكن الفريق معروف عنه أعماله البطولية ونجاحه في الهروب من الهبوط في اللحظات الأخيرة، وهذا ما يسعى لتكراره باحتلاله للمركز السابع عشر الذي حققه الفريق الموسم الماضي.
ورغم أن أغلب اللوم على التأخر في إزاحة الجليد من طريق الفريق يتحمله المدرب، الذي يعد السابع خلال خمسة مواسم، فإنه من الظلم توجيه اللوم لديفيد مويز وحده على كل إخفاقات النادي الذي بات مفككا بدءا من مجلس إدارة وصولا إلى باقي العاملين. فجريمة إقامة علاقة جنسية مع فتاة قاصر التي تورط فيها لاعب الفريق آدم جونسون والتي حكم عليه بسببها بالسجن لست سنوات جلبت للفريق العار وكلفت الرئيس التنفيذي للنادي مارغريت بايرن وظيفتها. فرغم إظهارها عدم الاكتراث باحتفاظها بوظيفتها، لكن الحقيقة أن دخلها كان يتعدى 450.000 جنيه إسترليني سنويا.
لكن الآن فإن النادي لا يزال في الدوري الممتاز للعام العاشر على التوالي، وهي أطول فترة قضاها في الدوري منذ هبوطه الأول عام 1958، ورغم النتائج المخيبة، يبدو أن تصميم مويز على إثبات خطأ نظرية ألبرت آينشتاين في «الحماقة» سوف يتسبب في جلب المزيد من الضرر لسمعته المتواضعة كمدير فني.
ففي مواجهة كل الأدلة التي تؤكد عكس ما يقول فما زال مويز مصرا على أن أداء فريقه يتحسن وأن أول فوز هذا الموسم بات وشيكا «إن استمر الفريق يؤدي بالصورة التي نراها». بالفعل حقق سندرلاند أول فوز له على بورنموث، إلا أن تصريحات مويز ما زال يحيط بها الشك.
فليست هناك فرق في الدوري يمكن اعتبارها ضعيفة حاليا، لكن مسألة إيجاد ثلاثة فرق أسوأ من سندرلاند أمر يحتاج إلى معجزة.
الهبوط قد يكون أفيد لهم بعدما أظهر جارهم نيوكاسل الذي غادر الدوري الممتاز الموسم الماضي أن الهبوط أحيانا يمكن أن يحمل معه بعض الرحمة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».