أعلنت بعثة الأم المتحدة في ليبيا عن اجتماع مفاجئ سيعقد اليوم في مالطا للمرة الأولى بين أعضاء الحوار السياسي الليبي لمدة يومين، بهدف إنهاء ما وصفته بحالة الجمود، والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات اللازمة للمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق السياسي الذي وقعه الفرقاء الليبيون في منتجع الصخيرات بالمغرب نهاية العام الماضي.
وقالت البعثة، لـ«الشرق الأوسط»، إن المشاركين في الاجتماع الذي سيلقي فيه جورج ويليام فيلا، وزير خارجية مالطا، كلمة في جلسته الافتتاحية؛ سيستعرضون التطورات السياسية والأمنية التي حصلت حديثا على الأرض، وتحديد التحديات الرئيسية واقتراح تدابير لاجتياز العقبات الخطيرة التي تواجه تنفيذ الاتفاق.
ونقل البيان عن مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أن «الوضع هناك حساس جدًا ويحتاج إلى إجراءات سريعة وقيادة متمكنة، فقط، عبر حكومة موحدة وفعالة، ليستطيع الشعب الليبي العيش في أمان ويتم إعادة الخدمات الأساسية لليبيين».
كما أعرب المبعوث الخاص عن امتنانه لحكومة مالطا لتيسير تنظيم هذا الاجتماع المحوري، الذي يأتي عند منعطف حاسم في مسار ليبيا نحو السلام والوحدة والازدهار.
من جهته، دعا رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى المساهمة في اتجاه حل الأزمة في ليبيا والوصول إلى توافق ليبي والدعوة إلى رفع الحظر عن تسليح قوات الجيش الوطني التي تخوض حربًا ضد الإرهاب والمتطرفين.
وقال عقيلة في رسالة وجهها إلى ترامب لتهنئته بالفوز بانتخابات الرئاسة الأميركية إنه يتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين الصديقين، مضيفا: «كلنا ثقة في نجاحكم في مهامكم، ونأمل في دعمكم لمواصلة الدور الفعال للولايات المتحدة الأميركية».
كما هنأت الحكومة المؤقتة التي يترأسها عبد الله الثني، ترامب، بتوليه إدارة شؤون البيت الأبيض في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم، على حد تعبيرها.
وأعرب الثني عن رغبة حكومته وحرصها الكبيرين في أن تولي الولايات المتحدة اهتمامًا أكبر بالقضية الليبية، التي يتصدر مشهدها الإرهاب، كما أعرب عن تطلعه إلى علاقة متينة مع الرئيس الأميركي الجديد، قائمة على الاحترام المتبادل، ويسودها الود والتفاهم بما يخدم مصلحة الشعبين.
إلى ذلك، أعلن فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، عن إنشاء قوة مشتركة خاصة لمكافحة الجريمة في العاصمة طرابلس.
وترأس السراج اجتماعًا استثنائيًا موسعا عقد بمقر المجلس الأعلى للقضاء بطرابلس، لمناقشة الوضع الأمني بالمدينة وضواحيها، والنظر في الآليات التي يمكن اتخاذها لمكافحة الجريمة والظواهر السلبية، بحضور مسؤولين من الأمن والقضاء.
وقال مكتب السراج، في بيان، إنه أصدر تعليماته لوزير الداخلية المفوض بسرعة إنشاء هذه القوة في موعد أقصاه مطلع الأسبوع المقبل، على أن يتم التنسيق المباشر بشأنها مع الأجهزة القضائية والضبطية والنيابة العامة والشرطة القضائية، واتباع قانون وضوابط الإجراءات الجنائية، بحيث تكون هناك خطوات عملية رادعة لهؤلاء المجرمين، وأن يتم اتخاذ كل التدابير لضمان محاكمات عادلة وعاجلة، مع مراعاة كل القوانين الليبية النافذة.
وأكد السراج أنه لن يكتفي بالأقوال والوعود، بل سيكرس كل الإمكانيات مهما كانت وبإشراف مباشر منه للقضاء على هذه الظواهر، معتبرا أن أرواح الأبرياء التي زهقت والجرائم التي ارتكبت لن تذهب دون قصاص، وأنه سيتم ملاحقة المجرمين وضرب أوكارهم أينما وجدوا.
كما أكد ضرورة العمل فورًا على تفعيل جميع الأجهزة الأمنية والضبطية والقضائية بالدولة، من أجل مكافحة الجريمة والمجرمين، لافتا إلى أن من وصفهم بضعفاء النفوس استغلوا الأزمة الراهنة في ترويع وترهيب المواطنين في أنحاء مختلفة داخل وخارج العاصمة.
وقال إنه قرر إعطاء الأولوية في هذه المرحلة لمواجهة مجرمي الخطف والحرابة والسرقة والقتل، وإنه لن يسمح للخلاف السياسي الحالي أن يكون سببا في الانشغال عن مكافحة هذه الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع، على حد قوله.
اجتماع للفرقاء الليبيين اليوم في مالطا برعاية أممية
السراج يؤسس قوة لمكافحة الجريمة بطرابلس
اجتماع للفرقاء الليبيين اليوم في مالطا برعاية أممية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة