لم يكن رد فعل المعارضة السورية والنظام، مختلفا عن ردود الأفعال في معظم أنحاء العالم نتيجة وصول دونالد ترامب إلى سدّة الرئاسة الأميركية، بعدما كانت تعوّل على وصول هيلاري كلينتون التي كانت قد التقتها وفريق عملها في وقت سابق، أصبحت اليوم أمام حالة من القلق والترقّب بانتظار ما ستظهره سياسة الرئيس الجمهوري الذي لم يكن واضحا في مواقفه تجاه السياسة الخارجية والتي بقيت عامة إلى حدّ كبير. في المقابل، وفي حين لم يصدر حتى الآن أي موقف سوري رسمي حيال فوز ترامب، رحبت أوساط سياسية موالية للنظام بهذا الفوز منطلقة في ذلك من مواقفه وإمكانية تعاونه مع روسيا في حل الأزمة السورية ودعوته لمحاربة الإرهاب.
ويقول نجيب الغضبان سفير الائتلاف في الولايات المتحدة الأميركية: «كما الجميع لم نكن نتوقّع فوز ترامب أما وقد حصل هذا الأمر فعلينا انتظار مسار سياسته الخارجية ولا سيما في الشرق الأوسط، بعدما كان وطوال مراحل حملته الانتخابية عاما في كلامه باستثناء بعض المواقف الإيجابية حينا والسلبية أحيانا، كانتقاده سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما لعدم اتخاذه القيادة في المنطقة وانسحابه المبكر من العراق ما أدى إلى نشوء تنظيم داعش، وهو الأمر الإيجابي إذا ترافق مع خطوات عملية». كذلك، يذكّر الغضبان بموقف نائب ترامب مايك بانس الذي أكّد خلاله على ضرورة إيجاد منطقة آمنة في حلب من دون أن يستبعد توجيه ضربة لقوات النظام، لكن عاد ترامب وبعد ذلك قال تعليقا منه على هذا الموضوع «لم أتناقش مع نائبي في هذا الأمر». كذلك، يشير الغضبان إلى علاقته مع موسكو وتحديدا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو الأمر الذي يرى فيه إشارة سلبية قد تنعكس سلبا على الأزمة السورية.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب، قد اعتبر أن رحيل الأسد «أسوأ» من بقائه في الحكم وأن الإطاحة به ستؤدي إلى استبدال شخص «أسوأ» به في سوريا.
من هنا، يرى الغضبان أنه من الصعب الحكم على صورة عهد ترامب وتحديدا سياسته الخارجية، وهو الآتي من عالم الأعمال، وبالتالي فإن هذا الأمر يحدّده فريق عمله من دون أن ينفصل هذا الأمر عن سياسة الإدارة الأميركية بشكل عام والتي لا يحدّدها شخص بمفرده. ويضيف: «مع العلم أنه ورغم كل الإيجابية التي كنا نسمعها من إدارة أوباما لم يرافق هذا الأمر أي خطوات عملية لصالح الثورة السورية، وبالتالي الآن علينا أيضا انتظار أداء ترامب والخطة التي سيتعامل وفقها مع هذه القضية لنحكم عليه».
كذلك، قال عضو الهيئة العليا التفاوضية، جورج صبرا: «لا نتوقع أشياء كثيرة من الإدارة الأميركية الجديدة ولكن نأمل أن نرى وجها للرئيس دونالد ترامب يختلف كليا عن الوجه الذي شهدناه للسيد دونالد ترامب كمرشح للرئاسة».
وقالت شخصية معارضة أخرى لـ«وكالة رويترز» إن المؤشرات على أن سياسات ترامب ستكون أكثر انعزالية من الرئيس باراك أوباما تعني أن دولا أخرى في المنطقة ستبدأ في لعب دور أكبر في أزمة سوريا وغيرها من الأزمات في الشرق الأوسط.
وقال هادي البحرة الرئيس السابق والعضو الحالي للائتلاف الوطني السوري المعارض لـ«رويترز» «إن الجوانب الإيجابية المحتملة لانتخاب ترامب تتضمن معارضته للنفوذ الإيراني والاتفاق النووي الإيراني مع القوى الدولية وما ينظر إليه أنه استعداده للعمل مع روسيا بشأن القضية السورية»، مضيفا: «كل هذه المؤشرات يمكن البناء عليها لصياغة سياسات تتماشى مع المطامح الوطنية وأهداف الثورة السورية».
من جهته، استبعد صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري أن يحدث تغيير في الاستراتيجية الأميركية في المنطقة بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية.
وأضاف: «كل ما يهمنا هو أن نحقق دولة ديمقراطية فيدرالية علمانية، ونرجو أن يساعدنا (ترامب) على ذلك، لأن هذا هو السبيل الأمثل لحل الأزمة في سوريا».
واستبعد أن تقوم إدارة ترامب بإرسال قوات قتالية بأعداد كبيرة إلى المنطقة، ولكنه قال في الوقت نفسه إنه «لا أحد يستطيع توقع ما الذي قد يقوم به ترامب بالفعل».
في المقابل، رحبت أوساط سياسية سوريا بفوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، نظرًا لمواقف حيال النظام في سوريا، وإمكانية تعاونه مع روسيا في حل الأزمة السورية ودعوته لمحاربة الإرهاب، في حين لم يصدر حتى اللحظة أي موقف سوري رسمي حيال فوز ترامب.
المعارضة السورية تترقّب سياسة ترامب الخارجية.. وموالون للنظام يرحبون بفوزه
ممثل الائتلاف في أميركا: بين المؤشرات السلبية والإيجابية ننتظر الخطوات العملية
المعارضة السورية تترقّب سياسة ترامب الخارجية.. وموالون للنظام يرحبون بفوزه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة