حصة «القوات» تؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية

عون أبلغ المعنيين بوجوب انتهاء العملية قبل عيد الاستقلال

حصة «القوات» تؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية
TT

حصة «القوات» تؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية

حصة «القوات» تؤخر تشكيل الحكومة اللبنانية

تنشط وراء الكواليس، وبشكل غير مسبوق، المشاورات لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، في ظل محاولات جدية للتكتم حول ما تم إنجازه من تفاهمات حتى الساعة خوفًا من نسفها.
وتتركز قنوات التواصل حاليًا بين القصر الجمهوري، أو المقر الرئاسي، وبيت الوسط، مقر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في ظل توارد معلومات لـ«الشرق الأوسط» عن «إصرار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على إنجاز التشكيلة الحكومية قبل عيد الاستقلال، في 22 من الشهر الحالي، حتى لو تطلب ذلك العمل على مدار 24 ساعة يوميًا، وهو ما أبلغ به كل المعنيين».
وتؤكد مصادر مطلعة على المشاورات الحاصلة أنّه «تم حسم مسألة حجم الحكومة لجهة أنها ستضم 30 وزيرًا، خصوصا في ظل تمسك عون وحزب الله بأن تكون الحكومة جامعة، تضم كل الفرقاء دون استثناء، إلا إذا كان هناك من يريد أن يستثني نفسه».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «الأرجح أن يشارك الوزير السابق طلال أرسلان بالحكومة، إلى جانب تيار المردة والحزب القومي. أما مسألة مشاركة حزب الكتائب، فلا تزال قيد البحث، خصوصا أنه يصر على المشاركة بوزيرين».
ورجّحت المصادر أن تكون حصة «التيار الوطني الحر»، إضافة إلى حصة رئيس الجمهورية، 7 وزراء في الحكومة المنوي تشكيلها، بعد أن تم حسم حق الرئيس عون في أن تكون له حصة منفصلة عن التيار، رغم محاولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري أخيرًا التصدي لهذه المسألة، وحصر حصة الرئيس بحصة كتلته النيابية.
وتتركز الإشكالية الأساسية التي تؤخر عملية التأليف حاليًا عند حزب «القوات اللبنانية» الذي يصر على حصة وازنة داخل الحكومة، من منطلق أنّه يعتبر نفسه «عرّاب» العهد الجديد، بعدما تنازل رئيسه عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية لمصلحة عون.
وبحسب المصادر، فإن «عاملين أساسيين يعقدان حتى الساعة مسألة حصة القوات: أولا، مطالبتها بعدد من الحقائب يوازي عدد حقائب التيار، وهو ما قد لا يقبل به حتى عون نفسه، نظرا إلى أن ذلك سيرسخ فكرة التمثيل المسيحي المتوازن بين الحزبين. ثانيا، طبيعة الوزارات التي يطالب بها القواتيون، وإصرارهم على إحدى الحقائب السيادية، وهو ما لا يحبذه حزب الله، من منطلق رفضه تسلم «القوات» أي وزارة أمنية أو تحدد السياسة الخارجية.
وقد رد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات»، ملحم رياشي، يوم أمس، على ما يتم تداوله في هذا السياق، فأكد أن «النقاشات جدية لتشكيل الحكومة، وهي تواجه بعض العقبات، ولكنها قاب قوسين أو أدنى من الوصول لهدفها، وهناك عمل جدي لتُشكل قبل عيد الاستقلال»، لافتا إلى أن «القوات تريد حصة وازنة في الحكومة تعبر حقيقةً عن وزنها، لأن القوات حجمها أكبر من كتلتها النيابية».
وإذ نفى رياشي تمسكهم و«التيار الوطني الحر» بـ«حصرية» تسمية الوزراء المسيحيين، أشار إلى أن «المشكلة هي مشكلة حصة وازنة في الحكومة، وقد حُسم الموضوع.. إن منطق (الفيتو) مرفوض، ومن يريد أن يدخله سيعرقل الحكومة».
من جهته، أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال لقاء الأربعاء النيابي، يوم أمس، عن أمله في الإسراع بتشكيل الحكومة قبل عيد الاستقلال، متحدثًا عن «رغبة جدية في تأليفها في أسرع وقت ممكن للانصراف إلى العمل، ولا سيما العمل من أجل إقرار قانون جديد للانتخابات، ومعالجة الملفات الحيوية المطروحة». وإذ شدد بري على «ضرورة أن يكون القانون الجديد مبنيا على النسبية، بما يؤدي إلى الانتقال من المفهوم الطائفي والمذهبي إلى مفهوم المواطنية»، أكد على أن «مكافحة الفساد تستلزم تعزيز سلوك المسارات الدستورية والقانونية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».