ترامب يفاجئ العالم.. وأميركا نحو المجهول

فوز المرشح الجمهوري يتسبب في هزة عنيفة لأسواق المال العالمية مسجلة تراجعًا حادًا

ترامب يفاجئ العالم.. وأميركا نحو المجهول
TT

ترامب يفاجئ العالم.. وأميركا نحو المجهول

ترامب يفاجئ العالم.. وأميركا نحو المجهول

استيقظ العالم اليوم، غداة تصويت نحو مائتي مليون ناخب أميركي في انتخابات كانت الأغرب والأشرس، على «أميركا جديدة» بعدما تحققت للمرشح الجمهوري دونالد ترامب «المفاجأة الكبرى» التي كان يعول عليها ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة ويضعها أمام المجهول.
و«أميركا الجديدة» هذه تحت رئاسة ترامب، الذي دأب على وصف نفسه بـ«الخارج على المؤسسة السياسية»، هي وليدة مخاض انتخابي عصيب وعسير بدأ قبل عام تقريبًا مع انطلاق بورصة الترشيحات في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ومن ثم الانتخابات التمهيدية في كل منهما لتفرز في النهاية ترامب وكلينتون، ومن ثم لتفجر حملة انتخابات رئاسية ميّزتها الاتهامات الشخصية المتبادلة بين المرشحين، ونبش كل منهما ماضي الآخر، ما أحرج حتى الأميركيين أنفسهم.
والجديد في هذه الانتخابات أن الخيار في نظر غالبية الأميركيين كان بين «أهون الشرين». فكثير من الديمقراطيين اختاروا التصويت للمرشح الجمهوري «كرهًا» في كلينتون، وكذلك الحال بالنسبة لشريحة كبيرة من الجمهوريين، بينهم قيادات في الحزب، الذين أفزعتهم مواقف ترامب وتصريحاته، فأعلنوا نيتهم التصويت لكلينتون.
ومع فوز المرشح الجمهوري ترامب ، كانت أسواق المال العالمية أول من تفاعل مع مع النتائج الأولية، وسجّلت تراجعا حادا اليوم الاربعاء، إذ خسرت بورصة طوكيو أكثر من 5 في المائة، في حين انهار سعر العملة المكسيكية إلى مستوى تاريخي أمام الدولار الذي تهاوى بدوره أمام الين واليورو.
وكان المستثمرون يعلقون آمالهم على فوز كلينتون التي يرون فيها ضمانة للاستقرار واستمرارية سياسات أوباما، بينما يشكل ترامب «قفزة نحو المجهول».
إلى ذلك صدم الديمقراطيون من خسارة مرشحتهم، كلينتون ليصاب الكثير منهم بنوبات البكاء، فيما حبس البعض منهم هواجسه من المستقبل الغامص مع الرئيس الجديد ترامب ، في ظل تصريحات العنصرية التي أستمرت حتى أمس.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.