قمة «تمويل التجارة» تبحث تنويع الاقتصاد السعودي وتحقيق النمو المستدام

بمشاركة جهات تنظيمية وخبراء المال

قمة «تمويل التجارة» تبحث تنويع الاقتصاد السعودي وتحقيق النمو المستدام
TT

قمة «تمويل التجارة» تبحث تنويع الاقتصاد السعودي وتحقيق النمو المستدام

قمة «تمويل التجارة» تبحث تنويع الاقتصاد السعودي وتحقيق النمو المستدام

تبحث قمة تمويل التجارة السعودية، التي تنطلق فعالياتها خلال الأسبوع المقبل وتستضيفها الغرفة التجارية في جدة (غرب السعودية)، عددًا من الملفات الاقتصادية المهمة، من بينها تنويع الاقتصاد، وتحقيق النمو المستدام للشركات في السعودية.
ويشارك في القمة خبراء المال من الشركات المتوسطة والكبيرة، إضافة إلى رجال الأعمال وكبار الموظفين من الجهات الحكومية والسلطات التنظيمية والمؤسسات المالية ومقدمي التكنولوجيا، وشركات التأمين والائتمان التجاري والشركات الاستشارية.
وتتضمن القمة طرح مواضيع اقتصادية على طاولة النقاش، من خلال الجلسات التي تستمر على مدار يومين بمشاركة تنفيذيين من شركات القطاع الخاص والجهات الحكومية، حيث ستتم مناقشة موضوع آفاق الاقتصاد السعودي، خاصة خلال التحرك السريع نحو حقبة من التنويع، كما يتضمن جلسة نقاشية حول «رؤية المملكة 2030» وماذا تعني لشركتك، مع الخبراء الاقتصاديين من الهيئة العامة للاستثمار وهيئة تنمية الصادرات السعودية.
وسيتم خلال القمة عرض الكثير من المبادرات لتطوير وتعزيز الصادرات غير النفطية من قيادي في مجال التمويل التجاري من البنك السعودي الفرنسي، إلى جانب التعرف على نمو تمويل تجارة السلع الأساسية مع خبير التمويل التجاري من بنك قطر الوطني.
وستقدم القمة فرصة للتدريب على اكتساب الأفكار من كبار القادة الماليين، من إيرباص، وشركة الربيع السعودية للأغذية، والغسان للسيارات، وشركة علي زيد القريشي وإخوانه، حول كيفية معالجة مشكلات السيولة خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، إضافة إلى إلقاء الضوء على فك شفرة الاختلاف في المعلومات الائتمانية في بيئة التجارة، مع جلسة شركة «سمة» السعودية «الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو الرقمية»، وأيضًا «تعلم كيفية البقاء متزنا خلال الأوقات المضطربة» من خلال جلسة «إس إيه بي».
وتتضمن القمة أيضا جلسة نقاشية حول سد الفجوة وتقوية العلاقات بين الشركات والبنوك من خلال جلسة يشارك فيها المديرون الماليون والمصرفيون، إضافة إلى عرض توضيحي حول كيفية فك شفرة الامتثال لمعايير التقارير المالية الدولية الإلزامية في السعودية، يقدمه رئيس قسم معايير المحاسبة في الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين.
من جهته قال زياد البسام، نائب رئيس مجلس الإدارة في غرفة جدة، لـ«الشرق الأوسط»، إن عقد مؤتمر قمة تمويل التجارة يأتي في وقت تواجه فيه المنشآت تحديات تدفعها إلى الخروج من السوق، وفي مقدمتها التمويل، الذي يعتبر حجر الزاوية في نجاحها، إلا أن هناك مخاوف لدى المؤسسات التمويلية أدت إلى العزوف عن تقديم برامج التمويل المناسبة، وهذا الأمر دفع الغرف السعودية إلى إطلاق مبادرات وطنية لدعم شباب الأعمال مثل حاضنات الأعمال وبرامج التمويل مع بعض المؤسسات الحكومية، مثل صندوق المئوية وبنك التسليف وبعض مبادرات القطاع الخاص التي تدعم هذا التوجه.
وأضاف أن القمة فرصة لبحث فرص أعمال جديدة، ومناقشة الحلول العملية لمشروعاتهم المختلفة، وطرق تعزيز الأرباح ودراسات التكاليف المختلفة من خلال اعتماد أفضل التقنيات والحلول في العمليات التجارية، في ظل التوجه الطموح الذي تقوده الحكومة السعودية لتعزيز نمو الاقتصاد في البلاد.
يشار إلى أن قمة تمويل التجارة السعودية جاءت مبادرة مصممة لتجمع بين أصحاب الأعمال الرئيسيين المشاركين في إعادة تحديد وظيفة تمويل التجارة، من الحكومة والسلطات التنظيمية إلى المؤسسات المالية المهمة، مثل البنوك وشركات التأمين ولجان المخاطر الاقتصادية وشركات التقييم إلى المستشارين القانونيين والتكنولوجيين، إضافة إلى مشاركة المديرين الماليين ومسؤولي التمويل ورؤساء الخزينة والميزانيات، ومجموعة من أكبر الشركات والتكتلات التجارية من الشركات القابضة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة في السعودية.
ومن المقرر أن يشارك في القمة كبار العاملين في القطاع المالي من مختلف أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي وخارجها لمناقشة أكبر 8 تحديات يواجهها القطاع، واستخلاص حلول ملموسة لبعض أهم القضايا التي تواجه قطاع التجارة.
ووفقًا لدراسة أجرتها غرفة التجارة الدولية فإن 53 في المائة من الشركات المتوسطة والصغيرة التي تتقدم بطلبات للتمويل التجاري، يقابل طلبها بالرفض.
وذكرت الدراسة أن معدلات الرفض تعود إلى عدم اتباع الإجراءات الصحيحة، وعدم الامتثال للقواعد والبرتوكولات المعمول بها. وفي المقابل تحصل الشركات الكبرى على معدل قبول يتجاوز 79 في المائة من معاملاتها التجارية.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».