بعد اعتقالات ومحاكمات شهدتها مدينة بطرسبورغ في روسيا خلال السنوات السابقة في إطار ما أصبح يعرف بـ«ملف خلية حزب التحرير» المتطرف، شهدت المدينة أمس عمليات اعتقال جديدة طالت مجموعة من أعضاء هذا التنظيم المصنف في روسيا ورابطة الدول المستقلة منظمةً إرهابية. وكانت مديرية هيئة الأمن الفيدرالي في مدينة بطرسبورغ قد أعلنت في بيان رسمي أمس أنه «نتيجة عمليات البحث والتحقيق والمتابعة، تم الكشف في بطرسبورغ عن أعضاء من خلية (حزب التحرير)، المنظمة المتطرفة المحظورة في روسيا، وقام عناصر الأمن الفيدرالي باعتقال أعضاء الخلية»، وأكدت الهيئة أن عملية الاعتقال هذه جاءت في إطار ملف قضية جنائية تم تسجيلها في وقت سابق حول تشكيل خلايا إرهابية تابعة للمنظمة في المدينة.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال أعضاء في خلايا تابعة لـ«حزب التحرير» في مدينة بطرسبورغ؛ إذ سبق أن اعتقل الأمن الروسي 7 أشخاص بالتهمة ذاتها، وفق ما تؤكد وكالة «إنتر فاكس» الروسية. وبدأ كل شيء من اعتقال المتهمين سيرغي يابلوكوف ورومان إيفانوف في شهر يونيو (حزيران) عام 2014، حينها تم كذلك اعتقال عدد آخر من أعضاء خلية «حزب التحرير» وهم: جابور محمدوف، ومحمد إيمين سالييف، وكريم إبراهيموف، وإلدار رمضانوف. وبعد أقل من عام، وتحديدا في أبريل (نيسان) عام 2015، وفي إطار ملف القضية ذاتها تم اعتقال المواطنين ديمتري ميخائيلوف وعيسى رحيموف، ومن ثم المتهم إلياس كاغيروف في يونيو (حزيران) 2015. ووجه الادعاء لجميع هؤلاء المعتقلين تهمة «تنظيم نشاط منظمة إرهابية».
وفي عام 2015 أصدرت محكمة موسكو العسكرية الحكم على جابور محمدوف ومحمد سالييف بالسجن خمس سنوات. أما سيرغي يابلوكوف ورومان إيفانوف فقد أصدرت المحكمة في نهاية مارس (آذار) عام 2016 قرارها بالحكم على الأول بالسجن لمدة 12 عاما ونصف، وعلى الثاني بالسجن 13 عاما وأربعة أشهر مع الأشغال الشاقة، بينما صدر الحكم بحق الآخرين في أغسطس (آب) من العام ذاته، وحكم على إبراهيموف بالسجن لمدة 17 عاما، و16 عاما على رمضانوف، بينما حُكم على كاغيروف بالسجن لخمس سنوات. وتعود صرامة العقوبة بحق هؤلاء نظرا للدور الخطير الذي حاول «حزب التحرير» لعبه في الفضاء السوفياتي السابق، لا سيما الدعوة إلى قلب أنظمة الحكم في جمهوريات آسيا الوسطى وإعلان «دولة خلافة إسلامية موحدة» على أراضي تلك الجمهوريات. وبموجب قرار عن المحكمة العليا عام 2003 يُصنف «حزب التحرير الإسلامي» في روسيا منظمة إرهابية، وتم بموجب القرار ذاته حظر أي نشاط له على الأراضي الروسية.
في شأن متصل بالعمليات الأمنية الروسية ضد المنظمات الإرهابية، قالت مديرية الأمن الفيدرالي في جمهورية تتارستان، العضو في الاتحاد الروسي، إنها أوقفت المدعو نفيس كاليمولين، الزعيم السابق في جماعة «الجماعة الإسلامية» الإرهابية، وأضافت أن سبب التوقيف يعود إلى الاشتباه بلعب نفيس دور الوسيط في دفع رشوة بقدر 210 آلاف روبل روسي، دون أن توضح مزيدا من التفاصيل حول الجهة التي تم دفع تلك الرشوة لها ولأي أسباب. ويؤكد الأمن الروسي أن نفيس كاليمولين، المعروف بلقب «العم نفيس» كان يمارس في التسعينات من القرن الماضي «تجنيد الشباب للقتال إلى جانب الانفصاليين في الشيشان»، وكانت له علاقات مع «قادة المجموعات الانفصالية التتارية». ويعتقد المحققون أن «العم نفيس» زار الشيشان خلال الحرب مع روسيا أكثر من مرة والتقى مع قادة الانفصاليين هناك. وبعد اعتقاله بتهمة الإعداد لعمل إرهابي في العاصمة التتارية قازان، حكمت المحكمة عليه بالسجن 10 سنوات مع الأشغال الشاقة. وأطلق سراحه عام 2014.
الأمن الروسي يعتقل متهمين جددًا في ملف قضية «خلية حزب التحرير» المتطرف
تم توقيف أول أعضائه منذ عامين.. وحكم عليهم بالسجن مع الأشغال الشاقة
الأمن الروسي يعتقل متهمين جددًا في ملف قضية «خلية حزب التحرير» المتطرف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة