القوات العراقية تستعيد حمام العليل وتقترب من مطار الموصل

قوات البشمركة تقتحم مركز ناحية بعشيقة من ثلاث جهات

القوات العراقية تستعيد حمام العليل وتقترب من مطار الموصل
TT

القوات العراقية تستعيد حمام العليل وتقترب من مطار الموصل

القوات العراقية تستعيد حمام العليل وتقترب من مطار الموصل

استعادت القوات العراقية، اليوم (الاثنين)، السيطرة على حمام العليل التي تعد البلدة الرئيسية على المدخل الجنوبي لمدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" المتطرف منذ أكثر من عامين.
وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية بأن قوات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات النخبة التابعة لوزارة الداخلية، سيطرت بالكامل على حمام العليل، آخر بلدة قبل الموصل من جهة الجنوب.
وكان التقدم على الجبهة الجنوبية بطيئا مقارنة مع التقدم السريع الذي حققته القوات العراقية على الجبهة الشرقية خصوصا، حيث تواجه مقاومة شرسة من افراد التنظيم.
وتقع حمام العليل على الضفة الغربية من نهر دجلة، على بعد نحو 15 كيلومترا إلى جنوب شرقي الأطراف الجنوبية للموصل.
وكانت القوات العراقية دخلت إلى الموصل من الجبهة الشرقية، وكانت تتقدم الاثنين أيضا باتجاه الحدود الشمالية من المدينة، لكن لا تزال أمامها مسافة للوصول من الجنوب.
وأشار مصور الوكالة إلى أن الحياة استؤنفت بسرعة في حمام العليل، حيث أعاد بعض السكان فتح متاجرهم بينما كان آخرون يسبحون في النهر.
وكان من الممكن رؤية جنود يساعدون بعض النازحين في حمل أمتعتهم.
وتمهد استعادة السيطرة على حمام العليل الطريق أمام القوات العراقية لمواصلة التقدم شمالا، والدخول إلى الأحياء الجنوبية للموصل.
ويضم جنوب الموصل مطارا دوليا ومنطقة عسكرية واسعة وقاعدة كبيرة أجبرت القوات العراقية على إخلائها بعد سيطرة التنظيم على المدينة في يونيو (حزيران) 2014.
من جهة أخرى، اقتحمت قوات البشمركة العراقية اليوم بلدة بعشيقة شمال شرقي الموصل، لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم، بحسب ما قال ضابط كردي كبير للوكالة.
وقال قائد قوات البشمركة في محور بعشيقة اللواء بهرام ياسين "بدأت قواتنا عند السادسة والنصف من صباح اليوم شن هجوم على مسلحي داعش المتبقين في مركز ناحية بعشيقة من ثلاث جهات، الشرق والغرب والشمال"، مشيرا الى دخول اطراف بعض الاحياء. وقال ان "التقدم جيد ومستمر"، مضيفا "إنهم محاصرون من جهة الجنوب أيضا من قوات البشمركة الكردية وقوات من الجيش، لمنع هروبهم إلى الموصل".
وأوضح اللواء أن الحصار بدأ منذ أكثر من أسبوعين، لكن الاقتحام أرجئ "للحد من الأضرار البشرية".
وتنفذ قوات البشمركة الهجوم بدعم من طيران التحالف الدولي، وفقا للمصدر نفسه.
في 20 أكتوبر(تشرين الاول) الماضي، بدأت تلك القوات تقدمها نحو بعشيقة التي تبعد 25 كيلومترا من الموصل، والتي سيطر عليها المتطرفون في أغسطس (آب) 2014.
واستعادت البشمركة أكثر من ثماني قرى خلال عمليات التقدم.
ويندرج تقدم البشمركة في اطار العملية التي بدأتها القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي في 17 أكتوبر، لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وآخر أكبر معاقل التنظيم في البلاد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.