هل أصيب مورينهو بمتلازمة العام الثالث مبكرًا مع يونايتد؟

انتقاداته العلنية للاعبيه عقب الهزيمة أمام فناربغشة تعيد ذكريات انهياره مع ناديي تشيلسي وريـال مدريد

مورينهو يخشى أن يتكرر ما حدث له مع تشيلسي وريـال مدريد في مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)  -  عصبية إبراهيموفيتش مع لاعب فناربغشة كانت تعبيرًا عن حالة القلق في يونايتد (رويترز)
مورينهو يخشى أن يتكرر ما حدث له مع تشيلسي وريـال مدريد في مانشستر يونايتد (إ.ب.أ) - عصبية إبراهيموفيتش مع لاعب فناربغشة كانت تعبيرًا عن حالة القلق في يونايتد (رويترز)
TT

هل أصيب مورينهو بمتلازمة العام الثالث مبكرًا مع يونايتد؟

مورينهو يخشى أن يتكرر ما حدث له مع تشيلسي وريـال مدريد في مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)  -  عصبية إبراهيموفيتش مع لاعب فناربغشة كانت تعبيرًا عن حالة القلق في يونايتد (رويترز)
مورينهو يخشى أن يتكرر ما حدث له مع تشيلسي وريـال مدريد في مانشستر يونايتد (إ.ب.أ) - عصبية إبراهيموفيتش مع لاعب فناربغشة كانت تعبيرًا عن حالة القلق في يونايتد (رويترز)

أثارت انتقادات المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو للاعبي مانشستر يونايتد عقب الهزيمة أمام فناربغشة التركي، الخميس الماضي، ذكريات انهياره في ناديي تشيلسي وريـال مدريد.
ربما شعر جوزيه مورينهو أن عليه أن يخرج لاعبيه بنادي مانشستر يونايتد من حالة الكآبة التي سيطرت عليهم عقب انهيارهم أمام فناربغشة، مساء الخميس الماضي في الدوري الأوروبي. فالوصول إلى هذه المرحلة في بداية عهده مع الفريق يظهر حجم الكارثة التي باتت تهدد مستقبل اليونايتد، إلا إذا تغير الأداء والنتائج بسرعة.
ففي المباراة السادسة عشرة له مع الفريق، تعرض مورينهو للهزيمة بنتيجة 2 - 1 في لقاء المجموعات بالدوري الأوروبي، فيما يشبه الكارثة التي حلت بالفريق الذي تفكك بعد تلقيه أسرع هدف في الدوري الأوروبي حتى الآن، الذي سجله اللاعب موسى سو بعد 69 ثانية فقط من بداية المباراة.
وصل مورينهو إلى مرحلة التشكك في مدى التزام فريقه وفي جهد لاعبيه، وهي كلها العناصر الأساسية التي يتعين على أي لاعب كرة محترف امتلاكها، الأمر الذي يظهر الانحدار الذي وصل إليه حال المدرب مع مجموعته. فبالنسبة لأي مدرب، فإن كشف، أو بالأحرى تعرية اللاعبين أمام الإعلام - والمفترض أن اللاعبين هم مؤشر لنجاح أو فشل المدرب - بمثابة تعريضهم لسلاح نووي. فالسير أليكس فيرغسون نادرًا ما فعل ذلك خلال الـ27 عامًا التي قضاها في النادي.
لكن حدث فيما بعد أن شبه المدرب البرتغالي فريقه والجهد الذي يبذلونه بمباراة ودية في فصل الصيف. ربما كانت تلك كلمات قوية لكنها مستحقة، لكن هل كان هذا بالفعل أفضل أداء ممكن لهم في ضوء ثقتهم المهزوزة بأنفسهم وأسلوب المدرب الذي بات في حاجة للإصلاح؟
مشكلة مورينهو تكمن في سجله الحافل بالثورات في وجه الأندية. قد يرى البعض أن ردود أفعاله بملعب شكري سراج أوغلو جعلته يبدو كأنه قد دخل في متلازمة الموسم الثالث قبل موعدها بعامين (متلازمة الموسم الثاني أو الثالث هو مصطلح جديد في الكرة الإنجليزية، يعني تعرض نتائج الفريق للتراجع بعد الترقي من الدرجة الأدنى وتلاشي الأداء المتميز).
ويشير هذا المصطلح إلى عدم قدرة مورينهو على البقاء لمدة أطول من تلك التي يعتادها غيره في أي نادٍ آخر، رغم أنه قد مكث في نادي تشيلسي لأربع سنوات متصلة في المرة الأولى التي درب فيها الفريق (2004 - 2007). وبناء عليه، يمكن الاستنتاج أن السيرة الذاتية لجوزيه مورينهو لا تظهر رجلاً يميل إلى الاستقرار، كما انعكس في الفترات التدريبية السبعة التي تولى فيها قيادة فرق مختلفة خلال 16 عامًا هي عمره التدريبي. فما بات يقلق يونايتد وجماهيره هو مزاجه بعد أربعة شهور فقط قضاها في النادي، حيث بدأ يعزف على نفس الوتر الذي عزفه في الشهور الأخيرة من الموسم الماضي مع تشيلسي، وكذلك مع ريـال مدريد، وبات كأنه يقترب من أيامه الأخيرة بغرب لندن.
ويعني ذلك أن أي انتقاد مبرر لفريقه سوف يرى من هذا المنظور. فسيردد منتقدو مورينهو المتمرسين: «أوه، أوه، هكذا عاد لعادته القديمة».
كانت آخر تعليقاته في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إثر طرده من تشيلسي بعدما فقد احترام لاعبيه الكبار الذين باتوا لا يطيعون أوامره. من ضمن هؤلاء الكبار لاعبون مثل سيسك فابريغاس، وديغو كوستا، وإدين هازار، وجميعهم أصيبوا بالضيق من تصرفاته الغريبة في إدارة الفريق، وتسبب الأداء الدفاعي والهزائم المتتالية في توجيه المدرب لأصابع اللوم لفريقه، خصوصًا بعد الهزيمة أمام ليستر سيتي التي قال فيها إن «لاعبيه قد خانوه ولم يلتزموا بتعليماته». وكانت النتيجة أن مالك النادي، رومان إبراموفيتش، فضل الإبقاء على اللاعبين والاستغناء عن خدمات مورينهو، وبالفعل رحل البرتغالي عن النادي بعد ذلك بثلاثة أيام.
ظهرت عصبية الرجل البالغ من العمر 53 عامًا مبكرًا، تحديدًا في أغسطس (آب) الماضي عقب الهزيمة أمام كريستال بالاس بملعب ستامفورد بريدج، حين قال: «لست سعيدًا، ولا أستطيع القول إنه كان لدي 11 لاعبًا يلعبون في وقت واحد. فقد كان أداء اثنين أو ثلاثة منهم أقل من المطلوب، وألوم نفسي على عدم استبدال أحدهم على الأقل وتركتهم 90 دقيقة كاملة».
هل يعقل هذا؟ كان هذا هو نفس تصرف مورينهو عقب هزيمة يونايتد بنتيجة 2 - 1 أمام مانشستر سيتي بملعب أولد ترافورد في 10 سبتمبر (أيلول) الماضي. وكان تعليق مورينهو بعد الهزيمة أن قال: «حتى لاعبي قلب الدفاع مثل إيريك بيلي ودالي بليند، اللذين يعتبران أفضل لاعبي الفريق حتى اليوم، كانا يفقدان الكرة بسهولة. قلت لهما بين شوطي المباراة: (يبدو كأن أحدكما يفعل عكس ما طلبته). واتخذت بعض القرارات لأنني اعتقدت أن السمات الشخصية للاعبين معينين بديلين سوف تعطيني ما أردته، لكن ذلك لم يحدث».
اللاعبان المقصودان هنا كانا هنريك ميختاريان، وجيسي لينغارد، اللذين تم بدء المباراة بهما وجرى استبدالهما بين الشوطين. وفي المؤتمر الصحافي عقب المباراة الرابعة للفريق تحت قيادته، انتقد مورينهو 4 لاعبين بشكل مباشر، وهو ما حدث أيضًا وبشكل علني مع اللاعب لوك شو الذي تلقى من مدربه لومًا ونقدًا جارحًا عقب المباراة التالية في الدوري، التي انتهت بهزيمة الفريق بنتيجة 3 - 1 بملعب ترافورد.
وفي نادي ريـال مدريد، وعلى المنوال نفسه، كثيرًا ما احتك مورينهو مع كريستيانو رونالدو، وأيكر كاسياس، وسيرجيو راموس، وكاكا، وبيبي. وكذلك في موسمه الأول مع تشيلسي، توترت علاقته بلاعبيه، وزعم كلاوديو ميكاليلي وجود مشكلات بين مورينهو وقائد الفريق جون تيري، غير أن الأخير وإدارة النادي أنكرا ذلك حينها درءًا للمشكلات.
وفي نادي مانشستر يونايتد، لم تكن المعاملة التي يتلقاها لوك شو في غرفة الملابس على المستوى المطلوب، في حين كان تعامل المدرب مع باستيان شفانشتيغر يثير الاستغراب. فعند تعيينه مدربًا، أبلغ مورينهو قائد الفريق الألماني السابق أن عليه أن يتدرب مع فريق الناشئين. ربما كان للمدرب أسبابه، لكن إعادة اللاعب للتدريب مع الفريق الأول، كما حدث الأسبوع الحالي، من شأنه أن يرسل رسالة مربكة للاعبي الفريق.
الحيرة كانت الانطباع السائد في الفريق الذي خاض مباراة فناربغشة الأخيرة، وكثيرًا ما شارك اليونايتد في المباريات وإحساس الحيرة يتملك لاعبيه الذين ظهروا فاقدين للوعي، وهو أمر غير معهود بالنسبة لفريق يقوده مورينهو.
غير أن تلك الظروف هي نفسها التي مر بها تشيلسي العام الماضي. لكن الجميع يأمل ألا يكون فريق يونايتد الآن ينفذ بنود معاهدة استسلام مماثلة لتلك التي وقعها تشيلسي العام الماضي، فقد عبر مورينهو عن أمله في البقاء بملعب أولد ترافورد على الأقل حتى نهاية العقد بعد ثلاث سنوات، لكن يبدو أن هذا العقد بات محل تفكير وقد يتغير كليًا. وكما هو الحال دائمًا في كرة القدم، فإن الحل ببساطة يمكن في استعادة ذاكرة الفوز المتواصل وإجادة اللعب.
افعل ذلك وسوف يعود الانسجام مجددًا، وحينها لن تكون في حاجة إلى تعنيف اللاعبين أمام الميكروفون.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».