زغبي لـ«الشرق الأوسط»: غالبية «عرب أميركا» سيصوتون لكلينتون

رئيس منظمة عرب أميركا اعتبر أن ترامب اختطف الحزب الجمهوري وأبعده عن قيمه القديمة

TT

زغبي لـ«الشرق الأوسط»: غالبية «عرب أميركا» سيصوتون لكلينتون

منذ أكثر من 30 عامًا وأقلية «عرب أميركا» أصبحت في الولايات المتحدة الأميركية رقمًا صعبًا ومهمًا في الانتخابات الأميركية. إذ يطمح كل مرشح للانتخابات الرئاسية أن يحصل على دعمها، خصوصًا منذ 1985 عندما تأسست أكبر منظمة سياسية عربية تجمع تحت مظلتها المهاجرين القادمين من معظم الدول العربية.
في أميركا فقط يوجد أكثر من ثلاثة ملايين قصة نجاح لأفراد هذه الجالية الذين هربوا من واقعهم المرير محققين «حلمهم الأميركي».
جيمس الزغبي أحد أبرز السياسيين الأميركيين العرب، الذي تنحدر أصوله من لبنان. جاء والده مهاجرًا إلى أميركا بعد الحرب العالمية الأولى، ليصبح بعدها مواطنًا أميركيًا، وينشئ ابنه جيمس، مؤسس المنظمة التي تجمع المهاجرين العرب تحت رايتها.
اليوم وفي خضم العملية الانتخابية الرئاسية، تقف منظمة عرب أميركا بجانب الحزب الديمقراطي، فبحسب رئيسها الدكتور جيمس الزغبي الذي بيّن في حوار مع «الشرق الأوسط» أن غالبية الأصوات العربية ستتجه إلى هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي، فمن كل ثلاثة أشخاص من عدد الناخبين هناك شخصان سيصوّتان لهيلاري، فيما الآخر لترامب. وأرجع الزغبي ذلك تصريحات ترامب العدائية ضد العرب والمسلمين والأقليات الأخرى هي السبب، مفيدًا بأن الصوت العربي يعتبر علامة فارقة في الانتخابات، فالأقليات لها قوة تأثير في المرشحين أكثر من غيرهم، وهذه ميزة لهم.
* كم عدد العرب الأميركان؟
- تقدر أعداد عرب أميركا بثلاثة ونصف مليون شخص.
* كيف هي أوضاعهم الصحية، التعليمية، والوظيفية في أميركا؟
- الكثير منهم يتمتعون بأوضاع صحية، الكثير منهم لديهم تعليم عالي، الكثير منهم في أوضاع مادية مرتفعة. هم الآن أفضل مما كانوا عليه عند قدومهم لأول مرة. لدينا عرب أميركا في كل المجالات، منهم المشاهير والممثلون والمغنون، ونجوم هوليوود، والأطباء والمحامون وأساتذة الجامعات، ومنهم من يخدم كذلك في الجيش. منهم من شارك مع الجيش الأميركي في الحرب العالمية الأولى والثانية، وحرب فيتنام وأفغانستان والعراق. لدي اثنان من أعمامي كانوا عسكريين وشاركوا في الحرب العالمية الثانية.
* ما الذي تفخرون به؟
- حققنا الحلم الأميركي لأنفسنا وأطفالنا، الحلم الذي أصبح معنا حقيقة. والدي أتى إلى أميركا في عام 1923 كمهاجر غير قانوني من لبنان، في ذلك الوقت كان الكثير يأتي إلى أميركا بجوازات سفر سورية، وكان الأميركان يطلقون عليهم في ذلك الوقت أبشع الألفاظ مثل «قمامة سوريا». في العام 1943 حصل والدي على الجنسية الأميركية، وحقق ما يطمح إليه في ذلك الوقت كمواطن أميركي. خذ هذه القصة وستجدها في كل بيت من عرب أميركا، هذه هي بدايتنا، واليوم هو ما حققناه ستجده واقعًا حقيقيًا، لكل شخص قصة نجاح.
* هل الكثير من المهاجرين العرب قدموا إلى أميركا بطريقة غير قانونية؟
- لا ليس الكل منهم غير قانوني. بعد الحرب العالمية الثانية الكثير منهم أتوا كمهاجرين شرعيين، وفي عام 2001 الجميع أتى بطريقة شرعية. بعد الربيع العربي ازداد العدد، فمن سوريا وحدها ومن دون برنامج اللاجئين السوريين، قدم إلى أميركا نحو 120 ألف شخص بتأشيرات دخول متعددة.
* ما عمل منظمة عرب أميركا سياسيًا؟ ومتى بدأت؟
- أولاً بدأت منظمة عرب أميركا عملها السياسي في عام 1985 مع حملة انتخابية لجيسي جاكسون، وكانت قبل ذلك الوقت الأعمال السياسية للعرب الأميركان مختلفة ومنفردة وليست موحدة، مثل الأميركيين اللبنانيين لحالهم، والسوريين، أو المصريين، وهكذا. وفي ذلك الوقت الذي بدأنا فيه كانت البداية الأولى لعرب أميركا كمنظمة سياسية تشارك في الحملات الانتخابية الرئاسية وحققت النجاح بالكامل، وكانت أوقاتا صعبة في البدايات، وعملنا على توحيد العرب الأميركان في كل الولايات، وحثهم على المشاركة في الحياة السياسية، وكذلك تشجيع سياسيين أميركيين من أصول عربية لخوض غمار السباق في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ومنذ ذلك الحين حتى الآن حقق العرب الكثير في الحياة السياسية الأميركية، والبعض منهم عمل كوزراء في الحكومة الفيدرالية، والبعض الآخر في مجلس الكونغرس بشقيه الشيوخ والنواب.
* هل هناك فصيل موحد لعرب أميركا في دعم الأحزاب السياسية، كالميل إلى الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، أم لا؟
- غالبًا ومنذ البداية نسبة العرب الذين يدعمون الحزب الديمقراطي أكثر من الحزب الجمهوري، في البداية كانت النسبة 39 في المائة يدعمون الديمقراطيون، فيما 35 في المائة يدعمون الجمهوريون، والباقي يدعمون أحزابًا مستقلة أو غيرها، ولكن بصفة عامة في كل الحملات الانتخابية الرئاسية هذا ما كان عليه متوسط النسب المئوية. وعندما بدأ الرئيس الأميركي الجمهوري جورج بوش حملته الانتخابية في الفترة الرئاسية الأولى حاز على نسبة أصوات جيدة من عرب أميركا، ولكن بدأت الصورة تختلف لعدة أسباب منها أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، والقضايا الدينية التي ظهرت في تلك الفترة وحرب العراق، جميعها صنعت الفارق بين عرب أميركا، إذ إن الشريحة العظمى اتجهت للحزب الديمقراطي من كل ثلاثة أشخاص، اثنان منهم يفضلان الحزب الديمقراطي مقابل واحد فقط للحزب الجمهوري، ما يعني أكثر من 50 في المائة يعرفون أنفسهم على أنهم ديمقراطيون، وفعليًا أكثر من 60 في المائة صوتوا للرئيس أوباما كمرشح الحزب الديمقراطي.
* ماذا عن الانتخابات الرئاسية الحالية؟
- لا أعتقد أن العرب الأميركيين سيمنحون أصواتهم للحزب الجمهوري بل سيستمر تأييد الحزب الديمقراطي، لأن الجمهوريين لم يستطيعوا جذب أصوات عرب أميركا إليهم، حتى وإن كان ثلثا عرب أميركا مسيحيين إلا أن حملات الإسلاموفوبيا والشعارات التي يطلقها مرشح الحزب الجمهوري فإنها تقلقهم، على الرغم من أن هناك فئة ليست قليلة من عرب أميركا مع الحزب الجمهوري، وصوتوا من أجل جيب بوش في فلوريدا أو غيره من القادة، إلا أن الكثير منهم لا يتفق على منح صوته إلى دونالد ترامب، بل اتجهوا إلى دعم بيرني ساندرز من الحزب الديمقراطي.
* لماذا بيرني ساندرز؟
- لأن شريحة كبيرة من الشباب الأميركي يدعمون بيرني ساندرز، وعرب أميركا بالطبع منهم تأثروا بما يقول وبرنامجه الانتخابي، ويعرفون يقينًا أنه صادق ويعي ما يقول. وفي هذه الحالة نرى شيئًا جديدًا أن الشباب استطاعوا أن يغيروا قناعات الكثير من الكبار حول آرائهم السياسية ودفعوهم إلى تأييد بيرني ساندرز، وهذه حالة جديدة في السياسة الأميركية، أي الكبار يتبعون الصغار. إضافة إلى مواقف بيرني ساندرز مع القضية الفلسطينية وعدم اتباع اللوبي الإسرائيلي آيباك على الرغم من أنه يهودي الديانة، كل هذه الأسباب جعلت الكثير من العرب يتجهون إليه، وكانوا أقل حماسة مع هيلاري كلينتون، حتى وإن صوتوا لها إلا أنهم غير متحمسين كما لو صوتوا لبيرني ساندرز أو أوباما.
* إذا هل نستطيع الجزم بأنهم لن يصوتوا لترامب؟ فقدوا الثقة تمامًا في الحزب الجمهوري؟
- أعتقد من الصعب الجزم بأنهم لن يصوتوا لترامب إطلاقًا، ولكن الأكيد أن الثقة اختلفت مع الحزب الجمهوري، فالحزب الجمهوري انقسم من الداخل، وترامب أظهر لنا كيف هذا الانقسام حصل داخل البيت الجمهوري. في السابق كان البعض ممن يدعمون حقوق الديانات وخصوصًا المسيحية يقفون بجانب الحزب الجمهوري ولكنهم انحازوا في الانتخابات الرئاسية فترة 2009 مع حزب الشاي وتركوا الحزب الجمهوري. الصورة التي كنّا نعرفها عن الحزب الجمهوري وقياداته التاريخية مثل ريغان، أو لينكولن وغيرهما اختلفت الآن كثيرًا؛ إذ لم يعد هناك ما يجذب للوقوف مع الحزب الجمهوري.
* ماذا عن قياداتهم الحالية مثل ليندسي غراهام أو جون ماكين أو بول رايان، هل أيضًا لا يثقون بهم؟
- هذه القيادات جاءت متأخرة لإصلاح ما حدث في الحزب، ودونالد ترامب جاء من خارج الحياة السياسية ليقود الحزب الجمهوري ويكون مرشحهم للرئاسة. التابعون لهم الآن ممن صوتوا لهم الكثير منهم لا يقبلون بالطرف الآخر، ويحملون أفكارا ورؤى لا تقبل الأقليات، إضافة إلى من لا يحملون شهادات عالية، وهذا مؤشر على اختلاف شريحة أتباع الحزب. وأنا حقيقة أشعر بالحزن حيال ذلك، وأخي قال لي ذات مرة نريد أن نعيد الحزب الجمهوري القديم إلى الحاضر، القيادات القديمة من صنعت الحزب، وكانت تحمل القيم التي تضم الجميع. فعلاً هم في أزمة الكثير من قيادات الحزب، تَركوا ترامب لوحده ولن يصوتوا له، والسبب شعاراته ضد المسلمين، والأصول الإسبانية، وكذلك ضد الأميركيين من أصول أفريقية. وأنا كديمقراطي من المفترض أن أكون سعيدًا، لكني على العكس حزين على أميركا، وعلى الحزب الجمهوري الذي يجب ألا يكون على ما هو عليه.
* حسنًا، هل لديكم إحصائية محددة بأي الاتجاهات ستذهب أصوات عرب أميركا في هذه الانتخابات؟
- ليس هناك عدد محدد أو يقينًا حول رقم الذين سيصوتون في هذه الانتخابات، ولكني أودّ القول بأن الانطباع السائد العام سيكون لصالح الديمقراطيين، إذ إنه من كل ثلاثة أشخاص سيصوّت شخصان لهيلاري وشخص لترامب، وذلك من إجمالي عدد الناخبين، وستكون أقل نسبة عرب يدعمون الحزب الجمهوري.
* هل تعتقد أن الأحداث الحالية في الشرق الأوسط أثرت في المجتمع العربي الأميركي في الولايات المتحدة؟
- بالطبع أثرت فينا أحداث الشرق الأوسط، وخصوصًا في بداية الربيع العربي كان عرب أميركا متحمسين جدًا لها ومؤيدين للتغيير الإيجابي هناك. ولكن سرعان ما تغيرت الأمور وانقلب الحال إلى خوف وريبة من مستقبل المنطقة.
* كيف انقلب الحال إلى خوف من المستقبل؟
- كنّا نعتقد أن التغييرات ستتطور إلى ما هو أفضل، ولكن التغيرات اللاحقة مثل فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات بمصر، ثم شعور عدم الرضا من قبل الشعب حول تجربتهم وعودة المظاهرات مرة أخرى وسقوط نظام الإخوان، ودخول البلد في حالة عدم الاستقرار حتى الآن، إضافة إلى الحرب السورية، وفوضى في ليبيا، وعدم استقرار اليمن، ثم نشوء الجماعات الإرهابية ومنها «داعش»، كل هذه الأمور أحبطت نظرتنا تجاه الشرق الأوسط والمستقبل الذي كنّا متحمسين من أجله. وبالنظر إلى الربيع العربي وما خلفه من فوضى في كثير من الدول نرى أن القضية الفلسطينية خفتت في ظل هذه الفوضى، وما حل بالدول العربية من حولها.
* ما التأثير السلبي إذا عليكم؟
- كنّا نفتخر قبل الربيع العربي بوحدة العرب في أميركا وما حققناه من إيجابيات على كل الأصعدة، لا يوجد هناك أي خلافات فيما بيننا، ولكن التأثير السلبي بدأ بظهور التصنيفات فيما بين العرب بعد قدوم عدد من المهاجرين العرب إلى أميركا بعد ثورة الربيع العربي، هؤلاء القادمون الجدد أثروا في المجتمع، وبدأت التصنيفات تظهر فيما بيننا بإطلاق التصنيفات الدينية أو الحزبية أو الجنسية، كل هذه التصنيفات أثرت فينا، وتحزب العرب في أميركا ونسيان النجاح الذي حققناه في الماضي. وما نفعله الآن هو محاولة حل هذه المشكلة والتأثير في العرب المهاجرين إلينا حديثًا بالقيم والأمور التي رسمناها لأنفسنا وعشنا فيها طويلاً قبل أن يأتوا إلينا. نريد أن نؤثر فيهم إيجابيًا ونتأثر منهم إيجابيًا لا أن يؤثروا فينا سلبًا، ونريد أن ننقل لهم القيم الأميركية التي تؤكد على الحرية والمساواة بين الجميع.
* إلى أي حد نجحتم فيما تعملون عليه؟
- بداية دعني أذكر لك قصة طريفة، زارني في مكتبي أحد الشخصيات الدبلوماسية العربية وسألني سؤال عن العاملين معي في المنظمة من أي الأصول هم، وكيف أصنفهم، سألته هل تقصد تصنيفهم حسب أعمالهم وبلدهم الأصل أم ماذا؟، قال لي: «لا أقصد ما هي دياناتهم هل هم سنة أم شيعة». حقيقة صدمني بذلك السؤال، إذ إنني لم أفكر مطلقًا بسؤالهم عن ميولهم أو دياناتهم إطلاقًا، وهي لا تعني لي شيئًا على الإطلاق وليس سؤالا أسأله لهم بقدر ما نهتم في عملنا على الإنجاز والنجاح، وهذا هو هدفنا ونحن لا نتعامل مع كل هذه التصنيفات، ومن يرغب في التصنيف لا مكان له بيننا.
* ولكن حقيقةً، ما مواقفكم وقراراتكم عما يحدث في الشرق الأوسط؟
- نعم نحن لدينا موقف من تلك القضايا، ونأخذ قراراتنا منها بل نحاول أن نحلها أيضًا، نريد أن نستقطب الكثير منهم ممن عانوا في بلدانهم، نريد أن نجعلهم ينضمون إلى المجتمع الأميركي والتأثر بإيجابياته، نريد أن نحقق لهم حياة أفضل في التعليم والصحة والعمل، وفي السياسات الخارجية أيضًا ما زالت القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى والتي نرفع بها الصوت في كل المواقع في الكونغرس أو البيت الأبيض، أو أي محفل يتاح أن الفرصة فيه، ندافع عنها ونتحدث عن الإجراءات التي لحقت بالفلسطينيين كحقوق الإنسان والقضايا الأخرى.. نريد لمصر أن تعود متألقة، وهي الأمل للفلسطينيين ومناصرة قضيتهم. في العراق وسوريا هناك ما هو أعظم من أن تصفه كلماتي ولا يحتمله الوقت، نريد لهذين البلدين أن يهدآن، وأن تنتهي الحروب وتسود الديمقراطية ويتم القضاء على الإرهاب.
في العراق منذ البداية عارضنا وبشدة حدوث الحرب في 2003، وبعد سقوط صدام عارضنا أيضًا الخروج الأميركي بعد ذلك من دون وضع خطة طويلة الأمد لإصلاح البلد، لا أن تخلف وراءها الدمار والفوضى، وقلنا لهم لا تدخلون العراق لأنكم ستمتلكونها ولا نريد لكم ذلك، وحين دخلوا طالبنا بإصلاحها قبل الخروج لأنها مسؤوليتهم لكنهم خرجوا من دون عمل ذلك، وما أخافه هو إطالة أمد الصراع في العراق وهي مشكلة كبيرة ستواجه الرئيس الأميركي القادم. في القضية السورية نقف مع اتفاق جنيف 1، والخروج بحل ينهي معاناة الشعب ويوقف آلة الحرب، والآن نحن نريد لهذه الأزمة أن تنتهي بأي شكل من الأشكال ومحاربة الإرهاب.
* هل واجهت ضغطًا من الدول العربية بتأييدها، أو الاصطفاف مع أي أحد منهم ضد الآخر؟
- في القضية السورية قلت منذ البداية لن يفوز فيها أحد، ولهم أن يأخذوا من الحرب الأهلية اللبنانية عبرة، ولَم يستمع أحد إلينا. لم أصطف مع أحد ضد الآخر، وفي سوريا لم أكن داعمًا للنظام فيها من قبل الثورة السورية، ولا أدعمه حاليًا، أنا أدعم الديمقراطية للشعب السوري، والدخول الروسي والإيراني فيها والميليشيات الإرهابية وكثرة الأيدي الخارجية في سوريا جميعها تقلقني، وكانت منذ البداية حربًا خاسرة لن يفوز فيها أحد، والضحية هم الشعب.
* ماذا عن إيران، ما موقفكم؟
- موقفنا ندعم الشعب الإيراني، ولا ندعم التدخلات الحكومية في الشؤون الخارجية. عملنا مع الإيرانيين الأميركيين في الولايات المتحدة الأميركية في القضايا الإنسانية والأمور المشتركة، ودعم القضية الفلسطينية. ولا ندعم الإيرانيين الداعمين للحكومة.
* هل تؤيد امتلاك إيران للسلاح النووي؟
- أعتقد أن الإدارة الأميركية ضيعت وقتًا طويلاً في الملف النووي الإيراني بلا فائدة، وأخطأت في ذلك لو نظرنا إلى ما فعلت الحكومة الإيرانية في العراق، أو لبنان مع «حزب الله»، اليمن، البحرين، وسوريا، لتم اتخاذ القرار الصحيح منذ البداية، وأعتقد أن توجه إدارة أوباما كان توجها خاطئا. السلاح النووي يجعلنا نقلق من سلوكها، وهي لن تستطيع استخدامه إذ لن يسمح لها أحد بذلك، فماذا ستفعل به ستأكله أم ماذا؟ وفي النهاية لم تستطع أميركا حتى الآن إلى ضمان تصرفات إيران وإنهاء الملف.
ودعني أقول وبصراحة في بداية الأمر دعمنا المفاوضات مع إيران في الإطار السياسي والدبلوماسي لمعارضة إسرائيل، ومن أجل إغلاق هذا الملف الذي أثر في كثير من ملفات المنطقة. ولكن لاحقًا بدا واضحًا أن الحكومة الإيرانية لا تريد أن تحسن من تصرفاتها، والآن نطالب بإنهاء المفاوضات، وتصحيح هذا الخطأ، ونعارض أي نوع من امتلاك أسلحة الدمار الشامل.



أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».