سانتوس يشعل اتهامات «الخيانة» بين الخليج والقادسية

الباشا: إدارة الهاجري كسرت الميثاق الأدبي وعليها اللجوء للقانون

جاديسون خلال مشاركته في مباراة القادسية والخليج (تصوير: عيسى الدبيسي)
جاديسون خلال مشاركته في مباراة القادسية والخليج (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

سانتوس يشعل اتهامات «الخيانة» بين الخليج والقادسية

جاديسون خلال مشاركته في مباراة القادسية والخليج (تصوير: عيسى الدبيسي)
جاديسون خلال مشاركته في مباراة القادسية والخليج (تصوير: عيسى الدبيسي)

بعد نهاية مواجهتهما على الميدان بالتعادل السلبي، اشتعل صراع آخر بين القادسية والخليج على خلفية مشاركة البرازيلي جاديسون سانتوس، المنتقل من الأول إلى الثاني، في المواجهة، رغم ميثاق الشرف الموقع بين الناديين، وينص على عدم مشاركته في أي مواجهة تجمعهما.
وتقول إدارة القادسية: إنه ميثاق الشرف بهذا الخصوص وقع فعلا أثناء انتقال اللاعب البرازيلي جاديسون سانتوس من القادسية للخليج بنظام الإعارة لموسم رياضي واحد.
وأكدت: حينما كانت المفاوضات تشتد في الأمور المادية اقترح نادي القادسية مخرجا لهذه المفاوضات، وهو أن يتم خفض مبلغ 100 ألف دولار مقابل ألا يشارك اللاعب البرازيلي المذكور في أي مباراة للفريقين هذا الموسم، وألحق هذا الشرط حينها بتحمل الخليج المبلغ الذي تم تخفيضه إن شارك اللاعب في أي مواجهة تجمعهما.
هذا الاقتراح وافق عليه حينها المدرب السابق للخليج البلجيكي باتريك، وتعهد بألا يشرك اللاعب في مباراة الفريقين، ولكن بحسب مصادر خلجاوية لـ«الشرق الأوسط» لم تتعهد إدارة النادي أو توقع على ورقة تتضمن شرط جزاء لمشاركته إن تمت بالمبلغ المذكور، ولكنها أخذت في قرارها عدم مشاركة اللاعب بناء على رغبة القادسية واحتراما لهذا البند الذي اعتبرته «سريا» ودون في مسودة خارجية ليست ملزمة قانونا ويمكن البناء عليها.
وقال مصدر مسؤول بنادي الخليج: إن اللاعب القضية كان خارج التشكيلة ولم يدخل معسكر الفريق في 24 ساعة قبل المباراة، رغم أن الفريق في حاجة إلى خدماته لإصابة أكثر من مهاجم مهم بالفريق، حيث تم إقناع المدرب التونسي جلال قادري بضرورة أن يتم احترام رغبة القادسية بعيدا عن الأمور المالية وإن كانت المباراة تمثل أهمية بالغة جدا. لكن ما أغضب إدارة نادي الخليج هو تسريب مسودة الاتفاقية من قبل أشخاص يعملون ضد إدارة فوزي الباشا بهدف الضغط عليه واتهامه بالتلاعب بمصير النادي بقبوله مثل هذه الاتفاقيات؛ ما أزعج الباشا وبقية الأعضاء الذين طلبوا الرد على ذلك بإشراك اللاعب في المباراة.
وعلى إثر هذه الخطوة، انفجر رئيس نادي القادسية معدي الهاجري غضبا ولمح بإطلاق عبارات تضمنت وصف الوسط الرياضي بأوصاف مشينة دون أن يسمي نادي الخليج بعينه، كما اعتبر أن من «يسيء ويخون إنما يخون نفسه وأمانته».
أما نائبه والمشرف العام على كرة القدم عبد الله بادغيش، فكان أقل حدة في الحديث عن هذه القضية، وبيّن أن هناك اتفاق ميثاق تم، وأن هناك مبلغا تم تخفضيه من الصفقة على أن يلغى هذا التخفيض في حال أشرك الخليج اللاعب في المباراة المذكورة.
إدارة نادي القادسية التي تلاقي في الأيام الأخيرة ضغوطا كبيرة جدا عززها استقالة المدرب السابق حمد الدوسري وانضمام أسماء من شخصيات كانت مؤيدة جدا لفوز هذه الإدارة بمنصب القيادة بدلا من إدارة عبد الله الهزاع لقائمة المعارضين، بل ولعبهم دور رأس الحربة ضد هذه الإدارة؛ جعل إدارة معدي الهاجري تحارب على جهات عدة داخلية بالنادي، وأخرى تتعلق بالعلاقة من الأندية الأخرى.
واعتبرت إدارة نادي الخليج قضية سانتوس مفتعلة لتخفيف الضغوط الداخلية على إدارة القادسية، حيث أوضح مصدر إلى أن عددا من أعضاء شرف إدارة القادسية بما فيهم كبار المعارضين حاليا يرتبطون بعلاقات وثيقة مع إدارة الخليج، لكن لم ولن يتم استخدام هذه العلاقات للتأثير في العلاقة التاريخية بين الناديين التي لا يمكن أن يهزها مشاركة لاعب في مباراة انتهت سلبية ولم يقدم اللاعب البرازيلي ما يدعو للتصعيد اللفظي، على اعتبار أنه لا مجال للجوء للقانون بدون الاتفاق المكتوب على مسودة لا يمكن اعتباره عقدا واجب التنفيذ.
من جانبه، ألمح فوزي الباشا، رئيس نادي الخليج، إلى عدم وجود أي اتفاق رسمي يربط ناديه مع بنظيره القادسية حيال مشاركة اللاعب البرازيلي جاديسون سانتوس، مبينًا أن ناديه تعاقد مع اللاعب كانتقال نهائي وليس بنظام الاعارة.
وأكد الباشا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هناك اتفاقا أدبيا بين الخليج والقادسية بعدم مشاركة اللاعب، ولكن لم يكن هناك التزام أو اتفاقية تنص على ذلك.
وتابع: الاتفاقية أرسلت إلينا إبان تفاوضنا على انتقال اللاعب، إلا أننا رفضناها جملة وتفصيلا، قبل أن يعود النقاش حيال اللاعب مع انتقاله إلى الخليج بشأن رغبة القادسية عدم مشاركة اللاعب؛ وهو الأمر الذي وافقنا عليه أدبيًا، وليس لكون هناك التزام تجاه النادي بعدم مشاركته.
وأضاف الباشا: «مشاركة اللاعب في المباراة جاءت بعد التسريبات التي هدفت إلى إضعاف موقف الخليج وكسر الميثاق الأدبي الذي كان بيننا رغم أننا وجهنا بعدم مشاركته في التدريبات وعدم دخوله معسكر الفريق للمباراة الإعدادي للمباراة، فإن ظهور الأحاديث هنا وهناك، وعدم استطاعة الخليج أن يشارك باللاعب في المباراة دفعنا إلى استدعاء اللاعب وضمه للقائمة الفريق، بعد إخلال أطراف قدساوية بالاتفاق الأدبي».
وطالب رئيس نادي الخليج مسؤولي القادسية باللجوء للقانون في حال كانوا يملكون أي اتفاقية وقعت بين الناديين حيال مشاركة اللاعب، خلاف الاتفاق الأدبي الذي لم يتم التزامه به قبلهم.
وختم بقوله: «اللاعب انتقل للخليج، وبات ضمن كتيبة الفريق الأول»، وأضاف: لا أنكر أن القدساويون ساهموا في سهولة انتقال اللاعب وتسهيله لذلك؛ إلا أن عدم التزامهم بالاتفاق الأدبي هو ما دفعنا للمشاركة باللاعب، وسنبقى إخوة وعلاقة الناديين تاريخية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».