ضوء أخضر أميركي حول الرقة.. وأنقرة تحضر «مقاتلين عربًا» لتحريرها

قتال شرس بين {الحرٌ} و{سوريا الديمقراطية} في ريف حلب الشمالي

دورية من الوحدة ( كي9) التركية تحرس الجدار على خط الحدود مع سوريا بالقرب من قرية بيسارسلان جنوب شرقي تركيا (رويترز)
دورية من الوحدة ( كي9) التركية تحرس الجدار على خط الحدود مع سوريا بالقرب من قرية بيسارسلان جنوب شرقي تركيا (رويترز)
TT

ضوء أخضر أميركي حول الرقة.. وأنقرة تحضر «مقاتلين عربًا» لتحريرها

دورية من الوحدة ( كي9) التركية تحرس الجدار على خط الحدود مع سوريا بالقرب من قرية بيسارسلان جنوب شرقي تركيا (رويترز)
دورية من الوحدة ( كي9) التركية تحرس الجدار على خط الحدود مع سوريا بالقرب من قرية بيسارسلان جنوب شرقي تركيا (رويترز)

لاح ما يشبه الضوء الأخضر من واشنطن لأنقرة، أمس، بشأن عملية الرقة عبر تصريحات تؤكد أهمية الدور التركي ضمن التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي في هذه العملية، فيما بدأت أنقرة اتصالات مع روسيا خارج التحالف الدولي لمواصلة التعاون في عملية «درع الفرات» التي أطلقتها تركيا لدعم الجيش السوري الحر لتطهير المناطق المحاذية للحدود التركية من عناصر «داعش» ووقف تقدم القوات الكردية. هذا في الوقت الذي ترفض فيه مشاركة القوات الكردية في عملية الرقة، وتقدم بديلا لهم آلافا من القوات العربية قامت بتدريبهم استعدادا للعملية بحسب مصادر عسكرية تركية.
وأجرى رئيس هيئة أركان الجيش التركي خلوصي أكار مباحثات في موسكو، أمس، مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف، الذي كان زار أنقرة في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقالت مصادر عسكرية تركية إن أكار بحث مع نظيره الروسي تطورات الوضع في الشرق الأوسط، ولا سيما الملف السوري، وسبل محاربة الإرهاب إلى جانب التعاون في المجالات العسكرية.
وشكلت أنقرة وموسكو آلية تنسيق ثلاثية من جيشيهما وجهازي المخابرات ووزارتي الخارجية عقب زيارة قام بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لروسيا في أغسطس (آب) الماضي، تطور عملها في الفترة الأخيرة إلى تعاون روسيا بتقديم المعلومات الاستخباراتية لعملية «درع الفرات» في شمال سوريا.
لكن موسكو أبدت تحفظا على تقدم تركيا إلى مدينة الباب استعدادا لدخول الرقة، لافتة إلى أن دخول عناصر الجيش السوري الحر والمعارضة المدعومة من تركيا والغرب إلى الرقة سيؤثر سلبا على دفاعات النظام السوري في حلب.
ومن أجل تهدئة القلق الروسي أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأسبوع الماضي، أن تركيا ليس من أهدافها مدّ عملية «درع الفرات» إلى حلب، وأن «العملية لها هدف محدد»، في إشارة إلى إقامة منطقة آمنة على مسافة 5 آلاف كيلومتر مربع على محور جرابلس الراعي.
جاء ذلك تزامنا مع أنباء عن عملية مقايضة بين أنقرة وموسكو على الرقة مقابل حلب، حيث كانت روسيا تطمح إلى دور تركي في إخراج «النصرة» من حلب، وأعلن الرئيس التركي أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين طلب منه ذلك بالفعل، لكن يبدو أن مخاوف أنقرة من انفراد النظام بحلب بعد خروج «النصرة» ورفض «النصرة» نفسها أي خطوات أو وساطة في هذا الصدد، جعل أنقرة تصرف النظر عن الأمر، بحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ«الشرق الأوسط».
وبالنسبة لعملية الرقة، قال نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، ليل الاثنين - الثلاثاء، إن بلاده تريد أن تبدأ عملية استعادة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في سوريا بعد اكتمال عمليتي الموصل ودرع الفرات. وأضاف: «موقف تركيا بشأن عملية الرقة واضح. سيكون من الأفضل عسكريا واستراتيجيا القيام بهذه العملية بعد اكتمال عملية الموصل وعملية درع الفرات التركية».
تزامن ذلك مع تصريحات للمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بيتر كوك، لفت فيها إلى أن المحادثات بين مسؤولي الولايات المتحدة وتركيا بشأن تحرير محافظة الرقة السورية من يد تنظيم داعش الإرهابي مستمرة. وقال كوك: «هناك تقدم ملحوظ في هذه المحادثات، ومن المتوقع أن تبدأ الحملة خلال الأسابيع القليلة القادمة، بالتزامن مع استمرار الحملة العسكرية على مدينة الموصل العراقية». وعن الخطة المحتملة للحملة أفاد كوك أنه سيتم عزل المحافظة عن الخارج وقطع خطوط إمدادها كافة كخطوة أولى، ومن ثم سيتم القيام بالعمليات العسكرية المطلوبة لإنهاء وجود التنظيم فيها.
وترفض أنقرة مشاركة القوات الكردية في عملية الرقة وتقدم بديلا لهم آلافا من القوات العربية قامت بتدريبهم استعدادا لعملية الرقة بحسب مصادر عسكرية تركية.
إلى ذلك، أكد أبو محمد الرقاوي من «تجمع الرقة تذبح بصمت» أن التحضيرات العسكرية تزيد يوما بعد يوم والأكراد حصلوا على إمدادات عسكرية إضافة إلى تجهيز معسكرات لا سيما في عين عيسى و«معمل لافرد» الذي يبعد عن عين العرب مسافة نحو 10 كيلومترات.
ويلفت أبو محمد لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مشكلة معركة الرقة اليوم هي في الخلاف بين تركيا وأميركا، إذ في حين تدعم الأولى قيام «أحرار الشام» بالمهمة إلى جانب فصائل من أهالي الرقة، تقدم هي لمقاتليها الذين لا يزيد عددهم على الألف عنصر، الدعم وبعض التدريب، تصرّ أميركا على قيام «قوات سوريا الديمقراطية» بها. وهذا الأمر ينتج عنه أيضا خلاف داخلي بحيث إن أنقرة تدفع نحو إيجاد قيادة موحدة تجمع بين الأحرار وفصائل الأهالي فيما هذه الفصائل ترفض قيادة الأولى للمجموعات التي ستدخل بالمعركة، كما أنّهم أيضا يرفضون تولي الأكراد قيادة المعركة، لأنّ ذلك سيدفعهم للوقوف إلى جانب «داعش» خوفا من تهجيرهم على أيدي الأكراد كما حصل في مناطق أخرى.
وفي وقت كانت مباحثات قد بدأت بين الأكراد وأحرار الشام برعاية تركيا لدخول الرقة عبر تل أبيض، عادت اليوم وتوقّفت نتيجة ما يحصل في ريف حلب الشمالي والمواجهات المباشرة بين الطرفين. وكان آخر هذه المعارك، يوم أمس، باندلاع اشتباكات عنيفة بين «الجيش السوري الحر» وعناصر «قوات سوريا الديمقراطية» التي يشكل الأكراد أكبر مكون فيها في ريف حلب الشمالي عندما حاولت الأخيرة التقدم باتجاه مواقع الحر. وقال قائد عسكري في «فرقة السلطان مراد» لوكالة الأنباء الألمانية إن «اشتباكات عنيفة تقع بين مسلحيهم ومسلحي قوات سوريا الديمقراطية التي تحاول التقدم على محاور قرى كلجبرين وكفر كلبين وكفر خاشر بريف حلب الشمالي»، مشيرا إلى أنهم يحصلون على دعم مباشر من المدفعية التركية.
وأضاف أن فصائل الحر حققت تقدمًا وسيطرت على عدة نقاط وأن قتلى وجرحى سقطوا من سوريا الديمقراطية.



الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية عبر خليج عدن أحبطتا هجوما شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة إكس إن الحوثيين أطلقوا عدة طائرات مسيرة وصاروخ كروز أثناء عبور السفن للخليج أمس الاثنين واليوم الثلاثاء. وأضافت "لم تسفر الهجمات الطائشة عن إصابات أو أضرار لأي سفن أو مدنيين أو البحرية الأميركية".

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن الجماعة استهدفت ثلاث سفن إمداد أميركية ومدمرتين أميركيتين مرافقتين لها في خليج عدن.