عون رئيسًا للجمهورية بغالبية 83 صوتًا والقوى السياسية تشدد على التعاون مع عهده

أكد الالتزام بقرارات الجامعة العربية وحماية لبنان من نيران المنطقة

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يدلي بصوته خلال الدورة الانتخابية الرئاسية في البرلمان في وسط بيروت، التي انتخب فيها ميشال عون، الجنرال السابق رئيسًا للبنان منهيًا بذلك الفراغ الرئاسي الذي استمر لمدة سنتين ونصف (أ.ف.ب)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يدلي بصوته خلال الدورة الانتخابية الرئاسية في البرلمان في وسط بيروت، التي انتخب فيها ميشال عون، الجنرال السابق رئيسًا للبنان منهيًا بذلك الفراغ الرئاسي الذي استمر لمدة سنتين ونصف (أ.ف.ب)
TT

عون رئيسًا للجمهورية بغالبية 83 صوتًا والقوى السياسية تشدد على التعاون مع عهده

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يدلي بصوته خلال الدورة الانتخابية الرئاسية في البرلمان في وسط بيروت، التي انتخب فيها ميشال عون، الجنرال السابق رئيسًا للبنان منهيًا بذلك الفراغ الرئاسي الذي استمر لمدة سنتين ونصف (أ.ف.ب)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يدلي بصوته خلال الدورة الانتخابية الرئاسية في البرلمان في وسط بيروت، التي انتخب فيها ميشال عون، الجنرال السابق رئيسًا للبنان منهيًا بذلك الفراغ الرئاسي الذي استمر لمدة سنتين ونصف (أ.ف.ب)

انتخب البرلمان اللبناني أمس، النائب ميشال عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية بعد دورتين من الاقتراع، وليضع هذا الانتخاب حدًّا للفراغ الرئاسي الذي دام 30 شهرًا. وقد حمل خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس الجديد عناوين داخلية شددت على «التصدي للتدهور الاقتصادي ودعم الجيش اللبناني ومواجهة الإرهاب، وحماية لبنان من نيران المنطقة». وأكد في الموضوع الخارجي على «الالتزام بقرارات الجامعة العربية، واتباع سياسة خارجية تنأى بلبنان عن نيران المنطقة». ورأى أن «لا حل في سوريا من دون عودة النازحين».
ونال في الدورة الأولى 84 صوتًا وكان ينقصه صوتان فقط للفوز بثلثي الأصوات، ما استدعى الذهاب إلى دورة ثانية نال فيها 83 صوتًا ليصبح الرئيس الثالث عشر للبنان.
وإذا كانت مرت الانتخابات الرئاسية مرّت على خير، وبأجواء ديمقراطية وحضور سياسي ودبلوماسي وعسكري كبير، فإن الأجواء الودية التي سادت الجلسة والمواقف التي تلتها، أوحت بأن جميع القوى بمن فيهم بري، يرغبون في التعاون مع العهد الجديد، وهذا ما أوحى به بري، الذي أعاد تذكير عون بشرعية المجلس النيابي الممدد له (باعتبار أن عون وصفه أكثر من مرة بأنه غير شرعي)، توجه في كلمة ألقاها بعد إعلان النتيجة إلى الرئيس الجديد بالقول: «يسرني يا فخامة الرئيس أن أرحب بكم تحت قبة البرلمان الذي أنت أحد أركان شرعيته اليوم، وقد أنجز مجلس النواب اللبناني الاستحقاق الرئاسي بانتخابكم، فإنه يعهد إليكم باسم الشعب قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان، فيما الريح تعصف والأمواج تتلاطم من حولنا وتهدد بتقسيم المقسم من أقطارنا ومن أقطار جوارنا العربي». ورأى أن «دخول المنطقة بحروب استتباع لا تنتهي، وتفضي بالتأكيد إلى إسرائيليات على شكل فدراليات وكونفيدراليات طائفية ومذهبية وعرقية وجهوية وفئوية».
وطالب بري بـ«إعطاء الأولوية لدعم الجيش بالعتيد والعتاد وتعزيز المؤسسات الأمنية للقيام بمهام الدفاع إلى جانب المقاومة وجانب الشعب». وأشار إلى أنه «نتيجة المعضلة الرئاسية خسرنا الكثير، فالأولويات الآن تنطلق من التفاهم برأيي على قانون عصري للانتخابات، وهذا لا يحقق إلا باعتماد النسبية وتأكيد الكوتا النسائية ومشاركة الشباب في الاقتراع»، لافتًا إلى أن «العبور من الطائفية إلى الدولة ودون إلحاق الضرر بالطوائف لا يمر إلا عبر هذا القانون». وختم بري «انتخابكم يجب أن يكون بداية وليس نهاية، وهذا المجلس على استعداد لمد اليد لإعلاء لبنان».
بعد ذلك اعتلى عون المنصة الرئيسية، وأدى اليمين الدستورية، ثم ألقى خطاب القسم، فقال: «أتيت من مسيرة نضالية طويلة مليئة بالتضحيات خصوصا في المؤسسة العسكرية والسلطة العامة». ويأمل في «تأمين استقرار يطمح إليه اللبنانيون كي لا تكون أول خطوة لكل لبناني السفر». وشدد على أن «أول خطوة نحو الاستقرار هي في الاستقرار السياسي ولا يمكن أن تطبق إلا باحترام الميثاق والدستور والقوانين ويجب تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني من دون استنسابية». وأضاف: «علينا أن نعيش روح الدستور من خلال المناصفة الفعلية وإقرار قانون انتخابي والوحدة الوطنية من مقومات الاستقرار الأمني».
ورأى عون أن «لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة، وسنمنع وصول أي شرارة إليه»، مؤكدا «الالتزام بقرارات الجامعة العربية وسنتبع سياسة خارجية تنأى بنفسها عن نيران المنطقة وسنحمي وطننا من العدو الإسرائيلي»، و«التعامل مع الإرهاب باستباقية وردعية حتى القضاء عليه». مشددا على أن «لا حل في سوريا من دون عودة النازحين ويجب تثبيت حق العودة للفلسطينيين»، لافتا إلى معالجة «مشكلة النازحين من خلال التعاون مع الدول والسلطات المعنية والتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة».
وتابع الرئيس اللبناني «الأمن والقضاء مرتبطان بمهمات متكاملة، أما مشروع تعزيز الجيش وتطوير قدراته سيكون هاجسي وأولويتي ليصبح جيشنا قادرا على حماية أرضه». ودعا إلى «اعتماد خطة وطنية لمعالجة الوضع الاقتصادي»، مؤكدا «اعتماد اللامركزية الإدارية وإرساء منظومة قوانين تحمينا من الفساد والعمل على تفعيل أجهزة الرقابة»، مشددًا في شأن الصراع مع إسرائيل بالقول، «فإننا لن نألو جهدًا ولن نوفر مقاومة، في سبيل تحرير ما تبقّى من أراضٍ لبنانية محتلّة، وحماية وطننا من عدوٍّ لما يزل يطمع بأرضنا ومياهنا وثرواتنا الطبيعية».
ولم يغفل خطاب القسم الوضع الاقتصادي، حيث شدد عون على أن «الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية والإنمائية والصحية والبيئية والتربوية تمر بأزمات متلاحقة، لا بل متواصلة، لأسباب عدة خارجية وداخلية، وإذا كانت الأسباب الخارجية عاصية علينا ولا نستطيع سوى الحدّ من آثارها، فإن الداخلية منها تفرض علينا نهجًا تغييريًا لمعالجتها، يبدأ بإصلاحٍ اقتصادي يقوم على التخطيط والتنسيق بين الوزارات، والتأليل في مختلف إدارات الدولة، إذ لا يمكن أن نستمر من دون خطة اقتصادية شاملة مبنية على خطط قطاعية؛ فالدولة من دون تخطيط لا يستقيم بناؤها، والدولة من دون مجتمع مدني لا يمكن بناؤها».
بعد ذلك تلقى عون وبري تهاني النواب والدبلوماسيين والسياسيين في مجلس النواب، ثم انتقل بري إلى القصر الجمهوري واستعرض الحرس الجمهوري ورفع العلم اللبناني على باب القصر ثم تسلم مهامه الرئاسية. بدوره هنأ رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الرئيس ميشال عون بانتخابه رئيسا للجمهورية، واعتبر «أن فوزه برئاسة الجمهورية هو فوز للخط السياسي وأن التصويت بالورقة البيضاء لم يطلبه أحد مني، لكني أخذت هذا القرار لكي أحفظ حلفائي وعدم إحراجهم كي لا يتم الانتقام منهم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.