دينيس سواريز: سيتي كان ناديًا إنجليزيًا والآن أصبح أكثر عولمة

اللاعب الإسباني الذي فرط به مانشستر سيتي عاد ليصنع نجوميته مع برشلونة

دينيس سواريز عاد لبرشلونة بعد رحلة مع سيتي و3 أندية أخرى
دينيس سواريز عاد لبرشلونة بعد رحلة مع سيتي و3 أندية أخرى
TT

دينيس سواريز: سيتي كان ناديًا إنجليزيًا والآن أصبح أكثر عولمة

دينيس سواريز عاد لبرشلونة بعد رحلة مع سيتي و3 أندية أخرى
دينيس سواريز عاد لبرشلونة بعد رحلة مع سيتي و3 أندية أخرى

اعترف دينيس سواريز لاعب خط وسط برشلونة بأن الفترة التي انضم فيها إلى مانشستر سيتي ربما كانت في وقت مبكر للغاية عن التوقيت المناسب بالنسبة له وللنادي، وأبدى انبهاره بالتغييرات التي أدخلها جوزيب غوارديولا على الفريق الإنجليزي.
دينيس سواريز الذي انضم لمانشستر سيتي فتى يافعا لكن ما لبث أن عاد إلى برشلونة ومنه معارا إلى إشبيلية ثم فياريال قبل أن يعود بشكل نهائي إلى برشلونة منذ بداية هذا الموسم، يملك إجابة على التساؤل الشهير بخصوص ليونيل ميسي وليلة الأربعاء الممطرة في ستوك، ويقول بصوت هادئ: «بالطبع كان الأمر في استطاعته، فقد التقط الكرة وتجاوز بها ثلاثة لاعبين وركلها باتجاه الطرف الأعلى من الشباك».
بالتأكيد، لدى سواريز معرفة جيدة بهذا الأمر لأنه كان حاضرًا هناك وعاين المشهد بوضوح. وأثناء حديثه، هز برأسه باتجاه ملعب سانت خوان ديسبي للتدريب، الذي كان فريق برشلونة قد أنهى لتوه تدريبه الصباحي به، على بعد ثمانية كيلومترات عن كامب نو - وخلال المرة الأخيرة التي وجد سواريز هناك، سجل ميسي ثلاثة أهداف في مرمى مانشستر سيتي في ليلة أربعاء ممطرة.
وأضاف سواريز: «لقد رأيته يحقق ذلك هنا تحت المطر، ورأيته يعيد الأمر في منتصف النهار. إن بإمكانه تحقيق هذا الأمر أينما وحينما يريد. إن ميسي لاعب فريد من نوعه، ذلك أن بمقدورك ضمه إلى أي فريق بالعالم وستجده الأفضل دومًا. ودائمًا ما لا يجد صعوبة في مواجهة الفرق الإنجليزية».
بالفعل، كان الهدف الثالث الذي سجله ميسي في شباك مانشستر سيتي منذ أسبوعين الهدف الـ16 له خلال 15 مباراة أمام نادي إنجليزي. ورغم أن الأمر قد يبدو هينًا للبعض، فإن سواريز يعي جيدًا أنه ليس كذلك، فكرة القدم داخل إنجلترا مختلفة، وتحتاج من اللاعب قدرة كبيرة على التكيف والتأقلم. ويدرك سواريز، من جانبه، هذه الحقيقة نظرًا لأنه عايشاها بنفسه.
ومن المنتظر أن يجتمع شمل سواريز بوجوه مألوفة له في استاد الاتحاد اليوم، بدءًا من بابلو زاباليتا وسيرغيو أغويرو وديفيد سيلفا وصولاً إلى تشافي وغريغ وستيف، أصدقائه إلى الأبد. ومن المقرر أيضًا حضور شقيقته، زولاي، المباراة، ذلك أنها تعيش مع زوجها وهو من مشجعي مانشستر سيتي، وإن كان سواريز يأمل في أن يبدل ولاءه ولو لتلك الليلة فحسب.
المعروف أن سواريز كان قد رحل عن مانشستر سيتي منذ ثلاث سنوات بعد أن كان قد انضم إليه في سن الـ17، ومع هذا، جاءت هذه السنوات الثلاث مفعمة بأحداث مهمة تجعلها تبدو فترة أطول من ذلك بكثير. ورغم أن عمره لم يتجاوز الـ22، فقد تنقل سواريز بين أندية كبرى، بداية بمانشستر سيتي ثم برشلونة وبعده إلى إشبيلية ثم إلى فياريال ليعود بعد ذلك إلى برشلونة مجددًا. في المقابل، مرت الكثير من التغييرات على استاد الاتحاد أيضًا ـ بدءً من المدرب روبرتو مانشيني مرورًا بمانويل بيليغريني وصولاً إلى جوزيب غوارديولا. في الواقع، يحمل مانشستر سيتي وجهًا مختلفًا الآن - وجهًا ربما كان ليلائم سواريز.
حقيقة الأمر أن تطلعات وطموحات مانشستر سيتي كانت في طور التشكل بالفعل وقت وجود سواريز في صفوف الفريق، لكن التغييرات الفعلية لم تكن قد بدأت بعد في الجزء الأكبر منها. وبحلول وقت رحيله عن النادي عام 2013، كان عمر مشاركة كل من فيران سوريانو وتشيكي بيغريستين (قد انضم إلى النادي منذ بضعة أشهر فحسب). ومع ذلك، لا يبدي لاعب خط الوسط ندمه على تنقله بين الأندية كل صيف على مدار أربع سنوات، ورغبته المستمرة في المزيد وطموحه وشجاعته التي يبديها أمام كل خطوة جديدة. ويأتي لقاء اليوم ليثبت للجميع صحة قراراته. ربما لو اختلفت الأوضاع، لكان سيبقى مع فريق مانشستر سيتي، لكن في ظل إصابة أندريس أنييستا، هناك فرصة كبيرة لأن يكون في تشكيلة فريق برشلونة.
ربما كان لينتقل سواريز إلى برشلونة في وقت مبكر عما حدث بالفعل، أو ربما لم يكن ليحدث هذا من الأساس. إلا أنه يرى أن النقطة الرئيسية في الأمر أنه أصبح هناك الآن. كان برشلونة يرغب في ضم سواريز عندما رحل عن سيلتا فيغو عام 2011، لكن مانشستر سيتي عرض المال الذي كان ناديه في حاجة ماسة إليه. ويؤكد البعض داخل سيلتا فيغو أن سواريز أنقذ النادي بانتقاله إلى مانشستر سيتي. وبالنسبة لسواريز، كانت الفرصة هائلة، بجانب أنه كان يحمل بداخله ميلاً تجاه مانشستر سيتي، حتى وإن اتضح نهاية الأمر أن خطوة انتقاله إليه ربما جاءت مبكرة للغاية عن الموعد المناسب، بالنسبة له وللنادي.
وعن ذكرياته مع مانشستر سيتي، قال سواريز: «عندما انتقلت إلى سيتي، كان النادي يحمل طابع إنجليزي أكبر. أما الآن، فقد أصبح ناديا أكثر عولمة». يذكر أن سواريز سبق له الحديث عن محدودية الفرص أمام اللاعبين الناشئين وكيف أن هيكل دوري الشباب لا يسهم في تنمية عناصر الناشئين.
وذكر سواريز: «عندما انتقلت إلى مانشستر سيتي، سافرت مع الفريق الأول إلى الولايات المتحدة، ولعبت هناك، وكان مانشيني سعيدًا للغاية بأدائي أثناء التدريب. وقد أخبرني أنه: (هذا العام، ستشارك للمرة الأولى بالدوري الممتاز، وبإمكانك حقًا أن تصبح لاعبًا مهما للغاية بالنسبة لنا). إلا أنه بعد نهاية فترة الاستعدادات ما قبل انطلاق الموسم الجديد، عدنا إلى الوطن، وانتقلت إلى فريق الشباب لمانشستر سيتي الذي لم يكن مدربه (آندي ويلش) يعرفني، وشاركت بالكاد في المباريات».
ولم يمر وقت طويل قبل أن يقدم سواريز على الحديث علانية. والآن، أصبح يبدي استعداده للخوض في تفاصيل الأمر بكل دقة. ومع ذلك، فإنه في الوقت الذي يجتر ذكرياته مع مانشستر سيتي، لا يبدو بداخله مكان لمرارة أو غضب، وإنما يتدفق حديثه بكل بساطة وصراحة - وعزيمة أيضًا. وعن الفترة التي قضاها هناك، قال: «لم أستطع تفهم الأمر. كان هناك لاعب يبلغ طوله مترين يلعب في المركز الخاص بي لأنه يتمتع ببنية أقوى».
وأردف قائلاً: «ذهبت للحديث مع ديفيد، كشاف مانشستر سيتي في إسبانيا، وغاري (كوك) وبريان ماروود. وأخبرتهم أنه إذا لم يتغير هذا الوضع، فإنني لا أود البقاء مع النادي. لقد رحلت عن وطني وتركت كل شيء خلف ظهري، ولم يكن هذا الوضع ما جرى تصويره لي».
ربما كان من السهل أن يستثير ذلك رد فعل سيئا، مثلاً بأن يتساءل البعض ماذا يظن هذا الصبي نفسه، لكن مسؤولي مانشستر سيتي أنصتوا إلى اللاعب. واستطرد سواريز: «بعد ذلك، طرأ تغيير دراماتيكي. شاركت في تدريبات الفريق الأول، لكنني شاركت مع فريق دون 21 عامًا وكان الموسم الأول جيدًا. وكانت أول مباراة أشارك بها تحت قيادة مانشيني في بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وجرى ضمي إلى الفريق المشارك بالبطولة (أحيانًا). ومع بداية الموسم الثاني، ظننت أنه ستكون هناك فرص أمامي، لكنني تعرضت للإصابة، لذا لم يكن الأمر رائعًا. وجاء بيليغريني وقررت الرحيل».
من جهته، أبدى نادي برشلونة رغبته في ضمي، ومع بقاء عام واحد في عقده، لم يكن باستطاعة مانشستر سيتي منعه من الرحيل. حينذاك، كان سواريز في الـ19 من عمره، ومن جديد يأتي أسلوب حديثه الواقعي والموضوعي عن تلك الفترة لافتًا ومثيرًا للإعجاب - تمامًا مثلما كان حديثه عن انضمامه إلى ورحيله عن برشلونة وإشبيلية وفياريال. في بعض الأحيان، كان يواجه الحاجة إلى الضغط كي يشق طريقه نحو الأمام، ولم يكن يتردد حيال ذلك. هذا الصيف، لجأ برشلونة إلى خيار الاستعادة مقابل 3.5 مليون يورو - مبلغ أكد سواريز أنه «من الواضح أن هذه ليست قيمتي السوقية».
من ناحية أخرى، لا بد أنه كان من الصعب على سواريز الاستمرار في الابتعاد عن الوطن. وعن ذلك، قال: «الخطوة الشاقة كانت الرحيل عن إسبانيا. بعد ذلك، كانت الأمور يسيرة نسبيًا. ومنذ رحيلي عن برشلونة، شعرت دومًا أنني أمضي في طريق سيعيدني إليه. الآن، أنا هنا، وأسعى لنيل مكان بالفريق الأول، ولأن أبقى هنا لسنوات وأفوز ببطولات».
وتتمثل الخطوة الأولى في الفوز على مانشستر سيتي، الذي اعتمدت جهود بنائه على محاكاة نموذج برشلونة. وعن هذا، قال سواريز: «برشلونة يمثل نموذجًا بالنسبة لجميع الأندية: الجميع يرغب في اللعب بذات الأسلوب». وتبقى المسألة الأهم هنا: هل بمقدور تلك الأندية تحقيق ذلك؟ وهنا، أجاب سواريز: «حسنًا، بإمكانهم المحاولة. إن برشلونة لم يصل لهذا المستوى في عامين، وإنما عبر سنوات من جهود بناء هوية والالتزام بفلسفة محددة. في الواقع، الصبية داخل أكاديمية النادي يلعبون بذات أسلوب الفريق الأول. من جهته، سيحاول مانشستر سيتي محاكاة ذلك. وأنا أعلم ذلك لأنني كنت هناك، وعرضوا أمامي المشروع وكل ما يرغبون في تحقيقه. إن لديهم الهيكل اللازم والقدرة. والآن، ضموا إليهم مدربا قادرا على المعاونة في إنجاز ذلك».
وشرح سواريز أنه: «بمقدورك رؤية كيف يعطي غوارديولا الفرصة للاعبين ناشئين. عندما كنت هناك، كان الأمر مختلفًا بعض الشيء، ذلك أن اللاعبين أصحاب القوة البدنية الأكبر كانوا هم من يجري تصعيدهم إلى الفريق الأول. كان التركيز منصبًا على القوة البدنية. وكان فريق دون الـ21 يلعب بأسلوب مباشر، بالاعتماد على الكرات الطويلة نحو الأمام، والتطلع نحو الكرة الثانية. عندما تولى أتيليو لومباردو المسؤولية، حاولنا اللعب بأسلوب مختلف بعض الشيء، لكن الوضع لم يتغير كثيرًا. أما الأسلوب الذي يلعب به الفريق الأول حاليًا فرائع. لقد نجح غوارديولا في تغيير الفلسفة. لقد لعبوا بالفعل كرة هجومية، لكن التركيز أصبح أكبر الآن على الاستحواذ، والتشديد على أهمية امتلاك الكرة».
داخل برشلونة، يبدو هذا الفكر راسخًا. ويدور حديث كثير داخل الأروقة حول الفلسفة التي ينتهجها النادي. من جانبه، حاول سواريز شرح ما يعنيه ذلك، بقوله: «يعتمد أسلوب لعب برشلونة على المراكز، بمعنى أن كل لاعب يحترم مركزه وعندما يستحوذ أي لاعب على الكرة، يقترب منه اثنان آخران لصنع مثلث ولإتاحة فرصة أمامه لتمرير الكرة. دائمًا ما يتوافر أمامه مخرج»، واستطرد شارحًا بالرسم على الطاولة: «واحد هنا، وآخر هنا، وثالث هناك».
وأضاف: «هذه هي كرة القدم الخاصة بنا، وينبغي لأي لاعب احترامها كي يتمكن من اللعب هنا. إذا احترمت هذه المراكز، ستصبح أمامك خيارات. عادة ما نلعب بخطة 4 - 3 - 3 لتيسير هذا الأمر. وأتذكر أنني عندما انتقلت إلى فريق برشلونة (الرديف)، كنت ألعب في خط الوسط بمكان ضيق، لذا كنت أجول معظم أرجاء الملعب وراء الكرة، حتى تحدث إلى المدرب يسوبيو ذات يوم وأخبرني وهو يقسم الملعب إلى مربعات مختلفة: (هذه مناطق عمل: اهدأ وابق هناك وستأتي إليك الكرة. ليست هناك حاجة لأن تجول كي تصل إليها، هي ستأتي إليك. ومن هناك، ابدأ اللعب)».
وأضاف سواريز: «داخل برشلونة، يتميز جميع اللاعبين بمستوى جيد للغاية». وبالتأكيد، يستفيد برشلونة كثيرًا من وجود لاعبين متميزين في صفوفه، مثل إنييستا، الذي يكن لسواريز إعجابا بالغا. وفي حديثه عنه، قال سواريز: «يبدو أحيانًا وكأنه يحلق في الهواء فوق العشب. عندما تكون في مساحة ضيقة وتحت ضغط، يمكنك ركل الكرة لمسافة بعيدة لكن هو يحارب في مواجهة أي شخص للفوز بها والاستحواذ عليها».
واستطرد موضحًا أن: «برشلونة تميز بمهاجمين مختلفين، إبراهيموفيتش وميسي وفابريغاس. والآن، لويس سواريز، خاصة أنه هداف، لكنه في الوقت ذاته يوفر خيارات أخرى وبإمكانه اللعب في إطار فريق يعتمد على الاستحواذ على الكرة. إنه أفضل مهاجم في العالم. ليس هناك الكثير من اللاعبين بمقدورهم تسجيل 50 هدفا في موسم واحد».
وخلاف ثلاثي الهجوم الرهيب المتمثل في ميسي ونيمار ولويس سواريز، يأمل دينيس سواريز أن يصنع اسما يتماشى مع توليفة الكبار في برشلونة، وفي ظل تشكيلة باتت لا تعتمد فقط على المهارة وإنما أيضا على العمق من خلال الأداء الجماعي. وحافظ برشلونة على فريقه المتأنق الزاخر بالمواهب الرائعة لكنه عمل هذا الموسم تحت قيادة المدرب إنريكي على دعم الفريق بستة لاعبين شبان من بينهم دينيس للتغلب على مشكلات غياب بعض اللاعبين أحيانا للإصابة وأحيانا للإرهاق، كما حدث في الربيع الماضي.
وأصر إنريكي وروبرت فيرنانديز مدير الكرة بالنادي على عدم السماح بتكرار هذا، خصوصا أن سبعة من لاعبي الفريق تجاوزوا الثلاثين من عمرهم أو يقتربون من تجاوز هذه السن في الموسم الحالي.
ولاقى الشباب الجدد مثل دينيس وأومتيتي وديني وجوميز استحسانا على الأداء الذي قدموه في مشاركاتهم مع الفريق حتى الآن مما دفع بالمشجعين والمعلقين إلى التأكيد على أن برشلونة أصبح الآن أكثر عمقا وقوة. لقد أصبح دينيس ضمن خطط إنريكي مستغلا إصابة إنييستا، وبالطبع سيعمل اليوم على إظهار لمحات من موهبته التي لم يستغلها مانشستر سيتي حينما كان بين صفوفه وربما يجبر الفريق الإنجليزي على التحسر بالتفريط به.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».