قال مسؤولون عسكريون إن القوات العراقية استأنفت، اليوم (الاثنين)، هجوما منسقا على الموصل آخر مدينة كبيرة يسيطر عليها تنظيم "داعش" الارهابي في العراق مستهدفة الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يقسم المدينة.
وكانت وحدة مكافحة الارهاب التابعة للجيش العراقي أوقفت تقدمها الاسبوع الماضي بعد أن أحرزت تقدما على الارض أسرع من القوات على جبهات أخرى حتى يتسنى لبقية القوات تضييق الفجوة والاقتراب من المدينة.
وفي تطور لاحق، قال قائد بالقوات الخاصة العراقية إن الجيش على بعد مئات الأمتار من الموصل وقد يدخل المدينة خلال ساعات. فيما أعلن جهاز مكافحة الإرهاب، اليوم الاثنين، أنه حرر مدينة بزوايا ورفع العلم العراقي على مبانيها ويستمر بالتقدم باتجاه الساحل الأيسر لمدينة الموصل.
وكان بيان عسكري أفاد في وقت سابق أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتقدم باتجاه الموصل من الجهة الشرقية وتقتحم قرية بازوايا، التي تفصل الموصل عن ناحية برطلة. في المقابل كشف مسؤول محلي في محافظة نينوى عن أن داعش يجبر سكان ناحية حمام العليل القريبة من القوات العراقية للتوجه صوب الموصل عبر باصات جلبها من هناك.
وبدأت قوات الأمن العراقية وقوات البشمركة الكردية الهجوم يوم 17 أكتوبر (تشرين الاول) بدعم جوي وبري من تحالف تقوده الولايات المتحدة لقتال التنظيم المتطرف.
وانضمت ميليشيا الحشد الموالية لايران للقتال يوم السبت بهدف قطع الطريق بين الموصل والرقة المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.
وتتطور المعركة من أجل استعادة الموصل لتصبح واحدة من أعنف المعارك في العراق خلال اضطرابات مستمرة منذ عشر سنوات بعد غزو قادته الولايات المتحدة في عام 2003 أطاح بحكم صدام حسين.
وقال بيان عسكري "انطلقت جحافل قوات مكافحة الارهاب والفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث في الفرقة الاولى وفرقة مشاة 16 بالتقدم باتجاه الساحل الايسر لمدينة الموصل من ثلاثة محاور"، مشيرا الى الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يتدفق من الشمال الى الجنوب.
وقال بيان آخر انه تمت السيطرة على خمس قرى شمال الموصل حيث يجري نشر أيضا مقاتلين من البشمركة.
ويرد مقاتلو تنظيم داعش على الحملة التي بدأت من أسبوعين بهجمات انتحارية بسيارات ملغومة ونشر القناصة واطلاق قذائف المورتر. فيما ويقول مسؤولون من الأمم المتحدة وقرويون تحدثوا لـ"رويترز" ان المتطرفين أحرقوا أيضا آبار نفط لتغطية تحركاتهم ونقلوا آلاف المدنيين من القرى الى الموصل لاستخدامهم كدروع بشرية.
وتشير أسوأ توقعات للامم المتحدة الى احتمال تشريد مليون من السكان بسبب القتال الذي تقول المنظمة الدولية انه دفع بالفعل نحو 17500 شخص للفرار ولا يشمل هذا العدد الذين جلبتهم فلول قوات المتطرفين المتقهقرة الى الموصل.
من جهة أخرى، قال ضابط رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب لوكالة الصحافة الفرنسية قرب مدينة برطلة التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها مؤخرا، إن بلدتين فقط تفصلان القوات عن الموصل.
وأشار الضابط وهو برتبة مقدم، إلى أن "الهدف هو استعادة بزوايا وقوج علي، آخر بلدتين قبل الموصل". وأضاف "إذا تمكنا من ذلك، فسنكون على بعد مئات الأمتار فقط من الموصل".
وفيما قصفت طائرة ما يشتبه بأنه موقع للتنظيم يستخدم لإطلاق قذائف الهاون، أطلق موكب الضابط المؤلف من آليات هامفي النار باتجاه منطقة صناعية ما زالت بأيدي المتطرفين.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة التي تنسق الحرب على التنظيم في العراق، إن قوات مكافحة الإرهاب والجيش اطلقا عملية "للتقدم باتجاه الساحل الأيسر لمدينة الموصل من ثلاثة محاور".
ويمر نهر دجلة في وسط الموصل ويقسمها إلى قسمين، لذا يسمي العراقيون القسم الشرقي من المدينة بالساحل الأيسر، والغربي بالساحل الأيمن.
ودخلت عملية استعادة مدينة الموصل أسبوعها الثالث، ويواجه بضعة آلاف من المتطرفين الموجودين في كبرى مدن شمال العراق حاليا جبهات جديدة.
على صعيد متصل بالاحداث، عادت المواقع التراثية العراقية التي سبق وتعرضت لحملة تدمير من التنظيم إلى واجهة الخطر مجددا في سياق المعارك الجارية حاليا لطرد المتطرفين.
وكان تنظيم "داعش" أقدم على تخريب متحف الموصل بعد دخوله إلى المدينة في العام 2014، وهاجم مواقع عدة بينها مدينتا الحضر ونمرود الأثريتان ونشر أشرطة فيديو على الانترنت متفاخرا بعمليات التدمير.
وتحاصر القوات العراقية حاليا مدينة الموصل، لكن مسؤولين أشاروا إلى أن التنظيم نشر مسلحين له داخل أو قرب مواقع أثرية، ما يجعلها عرضة لمزيد من الدمار في المعارك المقبلة.
وأنشأ التنظيم معسكرا تدريبيا في مدينة الحضر الأثرية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، وما زال لديه مسلحون موجودون فيه، بحسب قائممقام المنطقة علي صالح ماضي.
وفي نمرود، أقدم التنظيم على تفخيخ مبان وقام بتفجير الموقع، لكنه ما زال موجودا على مقربة من المكان، وفق ما أفاد مدير الناحية أحمد الجبوري.
ولم يتسن تأكيد عدد مسلحي التنظيم المنتشرين في المواقع الأثرية من مصدر مستقل.
وعندما انطلقت عملية استعادة الموصل في السابع عشر من أكتوبر الحالي، دعت رئيسة منظمة اليونيسكو جميع أطراف النزاع إلى حماية المواقع الأثرية.
وقالت إيرينا بوكوفا "أدعو جميع المشاركين في العمل العسكري إلى حماية التراث الثقافي والامتناع عن أي استخدام عسكري أو استهداف للمواقع الثقافية والأثرية".
وأعلنت اليونيسكو ووزارة الثقافة العراقية أنهما وزعتا قوائم بالمواقع الأثرية وإحداثياتها الجغرافية على الأطراف الرئيسية في النزاع.
والحضر ونمرود مدرجتان على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، على غرار أكثر من 70 موقعا آخر في محافظة نينوى.
وأوضح وكيل وزارة الثقافة لشؤون الآثار والتراث قيس حسين رشيد لوكالة الصحافة الفرنسية أن القائمة التي وزعتها الوزارة تحدد المواقع التي يوجد فيها التنظيم، مشيرا إلى أن "داعش يضع الأسلحة وفي بعض الأحيان يدرب مسلحيه في المناطق الأثرية.
ويمكن لتلك القوائم أن تساعد في الحد من الضربات الجوية في المناطق الحساسة ودفع القوات البرية إلى ممارسة ضبط النفس، لكنها غير قادرة على كبح التنظيم.
القوات العراقية على بعد أمتار من الموصل وقد تدخلها خلال ساعات
مستمرة بالتقدم باتجاه الساحل الأيسر للمدينة
القوات العراقية على بعد أمتار من الموصل وقد تدخلها خلال ساعات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة