لبنان: انتهاء الشغور الرئاسي في جلسة اليوم وبداية تحديات حكومة العهد الجديد

الراعي يدعو لعدم وضع العراقيل أمام تشكيلها.. وباسيل: لا إقصاء أو إلغاء لأحد

لبنان: انتهاء الشغور الرئاسي في جلسة اليوم وبداية تحديات حكومة العهد الجديد
TT

لبنان: انتهاء الشغور الرئاسي في جلسة اليوم وبداية تحديات حكومة العهد الجديد

لبنان: انتهاء الشغور الرئاسي في جلسة اليوم وبداية تحديات حكومة العهد الجديد

في الجلسة الـ46 لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ينتهي اليوم فراغ في موقع الرئاسة الأولى استمر أكثر من سنتين ونصف السنة وذلك بانتخاب النائب ميشال عون بتأييد من معظم الكتل النيابية وبأكثرية قد تفوق الثلثين من الدورة الأولى. وفي وقت يتخوف البعض من عوائق سياسية قد تؤدي إلى تعثّر تشكيل الحكومة التي من المتوقع أن يرأسها رئيس تيار المستقبل، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ناشد البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس الكتل السياسية الإسراع في تشكيل الحكومة بعد انتخاب الرئيس وعدم وضع عراقيل أمامها وتجنب السلطة الإجرائية الصراعات المعطلة والتجاذبات الحزبية والمذهبية. وقال أمين سرّ «تكتل التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان، إنه «بعد المواقف المعلنة، وبنتيجة الاتصالات القائمة، المعطيات تشير إلى إن عون قد ينتخب من الدورة الأولى بأصوات تناهز التسعين صوتا».
وأكّد رئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية جبران باسيل أنه لن يكون هناك إقصاء أو إلغاء لأحد، قائلا في عشاء «هيئة قضاء زحلة» السنوي: «نحن نريد بناء الدولة لا تهديمها، وهذه المسيرة فيها تضحيات واعتراف بالآخر وتبادلية وطنية وسوف تبدأ مسؤولية النضال الأكبر للتيار لكي نحقق فعلا الميثاقية والشراكة الوطنية».
وقال في كلمة له: «قضينا عامين ونصف العام نناقش ماهية الرئيس القوي الميثاقي، واليوم أتأمل في أن يكونوا قد فهموا أن الرئيس الميثاقي هو الذي يولد من مكونه وطائفته بتمثيل واسع ويحصل على تأييد واسع من بقية اللبنانيين ونحن هكذا تصرفنا».
واعتبر أنها هذه «هي الميثاقية والأكثرية الوطنية التي تريح لنا ضميرنا وتجعلنا نعرف أننا نحن من قوتنا ومن بقية اللبنانيين. نسعى إلى أن نحول المزرعة إلى وطن، وهذه مهمة لا يمكننا أن نقوم بها وحدنا، بل مطلوب من كل اللبنانيين المشاركة بها».
من جهته، أكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «حزب القوات اللبنانية» ملحم رياشي في حديث تلفزيوني أن «الحريري وعون سيكونان يدا بيد لتشكيل الحكومة بشكل سريع، مع التشاور مع كل الكتل النيابية وعلى رأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري»، مشيرا إلى أن «خطاب القسم سيكون مطمئنًا وجامعا لكل اللبنانيين».
وشدد على «أن العرقلة التي سيواجهها رئيسا الجمهورية والحكومة المقبلان لن تكون عائقًا أمام تشكيل الحكومة الذي سيحتاج إلى شهر كحد أقصى»، مؤكدًا أن القوات اللبنانية ستسهل عملية تأليف الحكومة، على أن تبقى اليد ممدودة للجميع.
في المقابل، وفي حين لا يزال بري على موقفه المعارض لانتخاب عون، إلى جانب رئيس تيار المردة، الذي كان مرشحا لرئاسة الجمهورية، وبعض الأطراف السياسية، اعتبر رئيس كتلة ما يسمى «حزب الله» النائب محمد رعد أن «قبول الجانب الآخر بوصول من دعمنا ترشيحه منذ بداية الأزمة إلى سدة الرئاسة بعد أن كان رافضا أن يوصله إليها وأوقع البلاد في فراغ على مستوى المؤسسات طيلة سنتين ونصف السنة وقوله إننا جئنا لنملأ الفراغ وإن هاجسه هو ألا يستمر البلد في الفراغ، إنما هو من باب أن يصل متأخرا خير من ألا يصل».
وفي كلمة له، خلال احتفال تأبيني أقيم في بلدة بيت ليف الجنوبية، أوضح رعد «أننا اليوم نكاد أن نتقدم خطوة على المستوى الداخلي، ولكننا نمضي فيها حذرين، لأننا نشعر بأن هناك تداخلا في الساحة لكثير من السياسات، وبالتالي لا يغرنا مسكنة تصدر على لسان مسؤول هنا أو طموحات ونزاهة يعرضها مسؤول هناك، بل ما يعنينا هو دراسة الواقع والمعطيات الدقيقة التي بين أيدينا»، مشددًا على أن «التفاهم الكامل والقائم بين الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وبين (حزب الله) وحركة (أمل) تجاه طريقة التعاطي مع هذا الاستحقاق، هو بهدف الوصول إلى حفظ المكاسب لشعبنا المقاوم وعدم المس بما أنجزه وما أصبح حقا مكتسبا له، وبإبقاء الطريق مفتوحا أمام المقاومة وخيارها في هذا البلد، وبالتالي هناك أمور نتفهمها ونتبادل المواقف الكل على طريقته من أجل أن نحقق الأهداف التي تصلح لوطننا وشعبنا، ونتباين في هذا الطريق الفرعي لنلتقي في الساحات العامة التي تحقق أحلام وتطلعات شعبنا، وتدفع به إلى مزيد من الاستقرار وتحقيق الإنجازات».
في غضون ذلك، يستعد «التيار الوطني الحر» للاحتفال في مختلف المناطق اللبنانية اليوم الاثنين بعد جلسة الانتخاب. وفي حين رفعت الصور واللافتات المرحبة بانتخاب عون في المناطق المحسوبة على تياره والتي ستشهد احتفالات اليوم، من المتوقع أن ينظم احتفال مركزي مساء، في منطقة ضبية، شرق بيروت، أو وسط العامة، يحييها عدد من الفنانين.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».