«من لا يكره بغداد» آخر نتاج الراحل أحمد المهنا

أحمد المهنا  -  غلاف  الكتاب
أحمد المهنا - غلاف الكتاب
TT

«من لا يكره بغداد» آخر نتاج الراحل أحمد المهنا

أحمد المهنا  -  غلاف  الكتاب
أحمد المهنا - غلاف الكتاب

للزميل الراحل أحمد المهنا، المحرر السابق في جريدة «الشرق الأوسط»، الذي ساهم في تأسيس جريدة «العالم» العراقية ورأس تحريرها، صدر كتاب بعنوان «من لا يكره بغداد»، عن دار «نون» في الإمارات العربية المتحدة.
كتب مقدمة الكتاب صديق الراحل الصحافي العراقي عامر بدر حسون. ومما جاء في المقدمة: أقترح على القارئ أن يعتبر نفسه، أولاً، في خلاف مع أحمد المهنا، ثم يقرأ له صفحات هذا الكتاب! هذه طريقة مجربة لتجنب «خيبة الأمل» في كاتب لم «يعبر عن آمال الجماهير بالطريقة السائدة في الكتابة العربية». لكن أحمد المهنا هنا هو من سيبادر ويأخذك للخلاف معه، فهو يستخدم مقالاته معولاً يحاول أن يحطم به الأصنام النائمة في العقول؛ كل مقالة تحاول أن تزعزع قناعة ما، وأن تقلق نومة هنية في عسل اليقين العقائدي والاجتماعي والسياسي والفكري، ولا شيء يثير الخلاف والحفيظة والخصومة مثل محاولة تحطيم أصنام العقل.
وشخصيًا، سأضع هذا الكتاب قرب وسادتي، بين الكتب التي أقرؤها، فلا أدري متى سأحتاج إلى التأكد مما إذا كان عقلي قد استكان لجنّة القناعات المسبقة. إن هناك طريقة واحدة لخدمة العقل والقناعات هي ملاحقته يوميًا بالأسئلة والشكوك، وكتاب أحمد المهنا هو من مثيرات الأسئلة.
مقالات أحمد المهنا التي يراها القارئ في هذا الكتاب، هي شغل من ذلك الحلم؛ محاولة لانبعاث صوت الموسيقى أو تحرر الفكر، وإذا ما رأى القارئ بعضًا من التناقض، أو ما يعتقد أنه تناقض، فهو من وحي وطبيعة حركة الفكر التي على هدوئها وعزلتها النسبية حركة صاخبة تصنع الحياة الجديدة.
ومن الكتاب، نقتطف المقطع التالي: «يا عراق! منذ انحسرت الخيول عن طرقك الترابية، ونهض قطار الحديد، تخلخلت الروح، خسرت الهدوء، فقدت السلامة. الدواب كلها تسترق النظر إلى القطار، وتتساءل: لماذا يمضي مسرعًا في هذه الاندفاعة العمياء بين التواضع والغرور، وبين عبور وآخر تدلهم السماء، وتتدفق موجات مليئة بالرعب.
الشعراء يتغزلون بالقطار الجميل الغريب القادم من قلب الأزمنة الحديثة كأنما يتوسلون عبثًا أنسنته، ثم ينسحبون، ليبقى هو (قطار الموت) في مركز الصورة، والدواب كلها فزعة منه.
للتاريخ وللأسطورة أعمال كثيرة في بغداد، في العراق، وللجغرافيا كذلك. ومن هذه الأعمال يتركب مصير البلد يا برج بابل.. ألم تستنفد السماء ثأرها منك؟».
ولد أحمد المهنا في قضاء المحمودية التابع لمحافظة بغداد، عام 1954، وأكمل تعليمه الأولي فيها، وبدأ النشر مبكرًا وهو في المرحلة الثانوية. وهو حاصل على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها بتقدير «امتياز» من كلية الآداب - الجامعة المستنصرية، عام 1978. اضطر للهجرة من العراق عام 1979. وامتهن الصحافة، وتنقل للعمل في عدة منابر فيها، بين بيروت ودمشق ونيقوسيا وأبوظبي ولندن، حيث عمل في جريدة «الشرق الأوسط»، ثم عاد إلى بغداد عام 2003، حيث عمل مديرًا تنفيذيًا لقناة الحرة - عراق (2004 – 2007). ثم أسس وترأس تحرير صحيفة العالم البغدادية عام 2010. وعمل في عدد من الصحف العراقية، وكان له عمود يومي معروف باسم «أحاديث شفوية». وصدر له: «الأمر رقم 1 - قصة اجتثاث البعث في العراق» (2011)، و«الإنسان والفكرة»، طبعة أولى عام 2000، ثم طبعة ثانية 2014.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.