أجرت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، مشاورات أمس مع كبار المسؤولين الإيرانيين في إطار التحرك الأوروبي لبحث السبل السياسية لإنهاء الأزمة السورية، مطالبة طهران بالتعاون للخروج من الأوضاع الحالية في المنطقة. وناقشت موغيريني في لقاءات منفصلة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف الأوضاع في سوريا والمنطقة، وتعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإيران، في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي.
المنسقة الأوروبية حثت روحاني خلال اللقاء على التجاوب مع المساعي الدولية والتعاون مع الاتحاد الأوروبي على غرار الاتفاق النووي لحل الأزمات في المنطقة، وخصوصا الأزمة السورية، كما أعربت عن ثقتها حيال التجربة الدبلوماسية وتأثيرها في وضع نهاية للأزمة السورية، وفق ما ذكر موقع روحاني الرسمي.
الجدير بالذكر، أن موغيريني وصلت إلى طهران بعد يومين من إعلان مسؤول هيئة حقوق الإنسان في القضاء الإيراني محمد جواد لاريجاني رفض بلاده فتح مكتب للاتحاد الأوروبي في طهران، واصفًا المكتب الذي ينوي الاتحاد فتحه بـ«وكر فساد». وقبل وصولها إلى طهران، أعلنت موغيريني عبر حسابها في «تويتر» أنها تتوجه إلى طهران لإجراء مشاورات مع وزير الخارجية الإيراني حول سوريا. وفي هذا السياق، يتوقع أن تقوم موغيريني بزيارة عدد من دول المنطقة خلال الأيام المقبلة، في إطار مساعي الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة السورية. ومن جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي، أول من أمس، أن مشاورات ستجري في سياق القرار الذي اتخذ الأسبوع الماضي في لجنة العلاقات الخارجية بالاتحاد لبحث الأزمة السورية مع دول مؤثرة في المنطقة، ومن المقرر أن تشمل جولة موغيريني الرياض وأنقرة بعد طهران. كذلك، أكد بيان الاتحاد الأوروبي أن الجولة الجديدة من زيارات المنسقة الأوروبية لدول المنطقة تأتي بناء على زيارات سابقة لمتابعة الأزمة في سوريا. ويذكر أن إيران واجهت إدانات عربية وإسلامية واسعة بسبب دورها في العنف بسوريا، وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وترفض المعارضة السورية مشاركة إيران في المفاوضات؛ بسبب إرسالها قوات عسكرية وأسلحة دعما لقوات نظام بشار الأسد.
من جانبه، أعلن روحاني استعداد إيران للتعاون مع الاتحاد الأوروبي لـ«حل مشكلات المنطقة وتعزيز الأمن فيها»، مشيرًا إلى أن «على الجميع أن يدرك أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، وأن هذه الأزمة تحل من خلال السبل السياسية والدبلوماسية». وللعلم، كان المرشد الإيراني علي خامنئي قد رفض بعد الاتفاق النووي مع واشنطن أي تعاون بين طهران والدول الغربية خاصة حول القضايا الإقليمية.
وقال روحاني: «إذا لم تكن هناك معركة جادة لمكافحة الإرهاب في المنطقة، سنرى في المستقبل عددا من الحكومات والكيانات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، على حد تعبيره. واعتبر رئيس النظام الإيراني أن «الأولوية يجب أن تعطى في سوريا والعراق لمحاربة الإرهاب»، وقال إن «تعزيز الاستقرار ومكافحة الإرهاب واحترام السيادة الكاملة للبلد وضمان مستقبل سوريا يتحقق من خلال احترام رأي الشعب السوري»، لكن روحاني لم يتطرق في كلامه إلى دور القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها في سوريا والعراق. وفي حين تشارك قوات إيرانية في فرض الحصار على المدنيين حلب، لفت روحاني إلى الأوضاع الإنسانية في سوريا، مشددًا على ضرورة سعي جميع الدول لإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق.
الاتحاد الأوروبي يحث إيران على التعاون في سوريا.. وطهران تكرر الكلام عن ضرورة «محاربة الإرهاب»
موغيريني أجرت مشاورات مع روحاني وظريف لإنهاء الأزمة
الاتحاد الأوروبي يحث إيران على التعاون في سوريا.. وطهران تكرر الكلام عن ضرورة «محاربة الإرهاب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة