عكس نجاح قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، وتحركات الجيش اليمني، حالة من الارتداد لدى ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح على المدنيين، بأساليب استغلال أصبحت متزايدة في وضع المدنيين داخل دائرة الخطر.
وفي ضوء تلك المنهجية الانقلابية، ووفقا لتصريحات التحالف، فإن القوات تسعى إلى تجنيب المدنيين أي خسائر مادية أو في البنية التحتية، وكذلك الفوقية المتمثلة في المرافق الخدمية، من مستشفيات ومساجد وخلافها، رغم لجوء الحوثيين ومعاونيهم إلى محاولة وضع الشعب اليمني بين خيارين: حكمهم أو هدمهم.
ففي وقت كانت التقارير اليمنية ومنظمات حقوقية قد كشفت أن ميليشيا الحوثي تختار وقت تحليق طائرات التحالف العربي لتوجّه ضربات لأحياء سكنية ومنشآت مدنية، للإيهام بأن الطائرات هي مصدر القصف، وذلك أملا في تأليب الرأي العام ضد العملية العسكرية الداعمة للشرعية في اليمن.
وعلى مدار الأشهر الماضية، استغل الحوثيون المساجد وعددا من المرافق الدينية والتعليمية والطبية لوضع منصات إطلاق صواريخ سكود التي يقصفون بها مناطق حدودية سعودية، وأخرى داخل اليمن، لوضع التحالف في موقف رد الفعل، ومحاولة الترويج لذلك باستهداف المدنيين، في تعمد من قبل الانقلابيين لإلحاق أقصى دمار بالبنى التحتية، تنفيذا لأسلوب «الأرض المحروقة»، تحت طائلة اليأس من الانتصار في الحرب.
فكما هو الحال في استغلالهم لتلك المرافق ذات القداسة الدينية والإنسانية، تتسم ردود فعل الحوثيين بالمزيد من العصبية، خصوصا إزاء المدنيين، بعد انقطاع إمداداتهم بالأسلحة الإيرانية، حيث يوجهون فوهات مدافعهم وأسلحتهم صوب التجمعات السكانية في عدد من مناطق اليمن، خصوصا تلك المناطق المحررة من قبضتهم والمدن التي استعصت على السيطرة عليها.
علاوة على ذلك، وخلال أيام ممتدة، يمارس الانقلابيون انتهاكات للمعالم والمزارات الدينية العتيقة في تعز والحديدة والمكلا وغيرها، باستهدافها وهدمها وتفجيرها، في تطور جديد يمارسه الحوثي وصالح يجعلهما في قفص الاتهام وتنفيذ الأوامر من خارج اليمن لإطالة أمد الأزمة اليمنية، عبر اختلاق فتنة طائفية بين السنة والشيعة.
ولا تستثني ميليشيات الحوثي أي وسيلة للضغط على المدنيين في عموم اليمن، بما في ذلك قطع صلة المحافظات بالعالم الخارجي، حيث عمدت إلى تفجير الجسور وبعض المرافق الحيوية التي يرون أنها قد تعيق تقدم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعومة من التحالف العربي.
وذلك الأمر ما تؤكده تقارير وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية التي أشارت إلى أن «جماعة الحوثي واللجان العاملة معها على الأرض تغلق طرق الإمداد، وتواصل إعاقة توصيل الإمدادات الإنسانية الطارئة لمدينة تعز، في ظل نقص في المستشفيات المدمرة»، في خطوة تعكس محاولة الانقلابيين لكسب الوقت، دون النظر للعوامل الإنسانية، في إطار حرصهم على أن تكون الميليشيا الانقلابية حزبا مسلحا قادرا على الحضور السياسي.
إن منهج الحوثي وصالح عنوانه الأساسي هو «حرب إبادة»، حيث يعملون في اليمن وفق أجندة موضوعة بدقة لا يمكن لجماعة فوضوية مثلهم أن تتمكن من صياغتها والتخطيط لها إلا بمساعدة قوة إقليمية لها مطامع على المدى البعيد، وتريد التموقع في قلب العالم العربي. فلا تكاد تفشل مبادرة إقليمية متعلقة بالأزمة اليمنية، إلا وينعكس ذلك ميدانيا، بالعودة إلى الاشتباكات المسلحة على الحدود السعودية، والأمر الأكبر تأثيرا استهداف المدنيين.
تحويل المساجد لمنصات صواريخ.. الجريمة إيرانية والتنفيذ حوثي
انقلابيو اليمن استخدموا المستشفيات والمدارس لتخزين الأسلحة
تحويل المساجد لمنصات صواريخ.. الجريمة إيرانية والتنفيذ حوثي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة