القاهرة تعلن عن انفراجة قريبة بشأن عودة حركة الطيران مع روسيا وبريطانيا

رئيس البرلمان المصري: نطبق أعلى إجراءات تأمين المطارات

القاهرة تعلن عن انفراجة قريبة بشأن عودة حركة الطيران مع روسيا وبريطانيا
TT

القاهرة تعلن عن انفراجة قريبة بشأن عودة حركة الطيران مع روسيا وبريطانيا

القاهرة تعلن عن انفراجة قريبة بشأن عودة حركة الطيران مع روسيا وبريطانيا

في وقت أعلن فيه وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي، أن هناك أخبارا جديدة وإيجابية ستعلن قريبا بشأن عودة حركة الطيران بين القاهرة وروسيا وبريطانيا إلى سابق عهدها قبل حادثة الطائرة الروسية، قال علي عبد العال رئيس مجلس النواب في مصر خلال جلسة محادثات مع فالنتينا ماتفينكو رئيسة المجلس الاتحادي الروسي في جنيف إن «إجراءات التأمين للطيران والسائحين المطبقة في مصر هي نفسها المطبقة في كل دول العالم».
وعلق عدد من الدول الغربية على رأسها روسيا وبريطانيا رحلات الطيران مصر عقب حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي وسط شبه جزيرة سيناء ومقتل جميع ركابها وعددهم 224، وتعتقد روسيا ومعظم الدول الغربية أن الحادث وقع نتيجة عمل إرهابي؛ إلا أن اللجنة التي شكلتها مصر للتحقيق في سقوط الطائرة أكدت خلاف هذا الكلام.
وتسعى القاهرة لاستئناف حركة الطيران مع هذه الدول واستعادة السياحة التي تمثل دعما قويا للاقتصاد المصري والعملة الصعبة. وقال وزير الطيران المدني إن «الوزارة منشغلة حاليا بعدد من الملفات الهامة على رأسها تجديد أسطول شركة مصر للطيران، إضافة إلى تعزيز البنية الأساسية كركيزة لاستعادة حركة الطيران إلى سابق عهدها بين مصر والدول التي تشكل أساس حركة السياحة».
مضيفا في تصريحات له لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية على هامش مشاركته أمس في أعمال المؤتمر الوطني الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ أن هناك عدة أطراف دولية على رأسها الجانب الروسي والبريطاني تأخذ وقتها في اتخاذ القرار بشأن عودة حركة الطيران بينها وبين مصر إلى سابق عهدها.
وزار القاهرة في أغسطس (آب) الماضي وفد روسي لحسم الموقف من عودة رحلات الطيران بين البلدين.. وتبدي مصر استعدادا لـ«قبول أي إجراءات أمنية لا تمس بسيادتها». كما شهدت مصر زيارات متكررة لوفود أمنية روسية وبريطانية وألمانية لتفقد الإجراءات التي تلتزم بها السلطات المصرية في مطاراتها.
وعقد رئيس مجلس النواب المصري والوفد المرافق له جلسة محادثات مع رئيسة المجلس الاتحادي الروسي على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حاليا بجنيف، وتناولت المحادثات عودة الطيران الروسي لمصر، وخاصة شرم الشيخ المقصد الأول للسياح الروس.
وما زالت أزمة الثقة في سلامة الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية تلقي بظلالها، خاصة عقب ما قام به شخص مصري متزوج قبرصية مؤخرا من اختطاف طائرة مصرية تعمل في رحلات الخطوط الداخلية والتوجه بها إلى قبرص بعد إيهام طاقمها بأنه يحمل حزاما ناسفا، كما تسبب تحطم طائرة تابعة لشركة مصر للطيران في مايو (أيار) الماضي في رحلة عودتها إلى مصر قادمة من مطار «شارل ديغول» في فرنسا في تبديد الجهود المصرية لعودة حركة الطيران إلى طبيعتها.
وقال الدكتور عبد العال إن هناك تعاونا وثيقا بين سلطات مصر روسيا، وإن وفدا روسيا قد زار مصر مؤخرا ووقف على إجراءات التأمين للطيران والسائحين المطبقة في مصر، لافتا إلى أن «هذه الإجراءات هي نفسها المطبقة في كل دول العالم».
وأعلنت تركيا في سبتمبر (أيلول) الماضي استئناف رحلات الطيران بين إسطنبول وشرم الشيخ لأول مرة بعد توقفها لنحو عام، وقالت مصادر برلمانية مصرية إن «الحكومة تبذل جهودا كبيرة لزيادة إجراءات التأمين في المطارات، وإن الزيارات المتبادلة بين وفود الدول الغربية للبرلمان المصري من أجل طمأنة الدول الغربية على سلامة مواطنيها الذين يزورون مصر».
وأضاف عبد العال - ردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط عقب المحادثات - إن الجانب الروسي كان لديه بعض المطالب تمت تلبية معظمها، مؤكدا أن التعاون التجاري بين مصر وروسيا كبير جدا، وسيتوج بإنشاء المفاعل النووي في الضبعة، فضلا عن تنسيق المواقف السياسية بين البلدين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.