حماسة دولية لتحرير الرقة.. وغموض حول هوية الجهات التي ستخوض المعركة

مصدر يكشف عن مباحثات بين الأكراد و«أحرار الشام» لدخول الثانية إلى المدينة

عربة عسكرية لمقاتلين من {درع الفرات} بريف حلب ويبدو خلفها دخان يتصاعد من مدينة الباب التي يسيطر عليها {داعش} (رويترز)
عربة عسكرية لمقاتلين من {درع الفرات} بريف حلب ويبدو خلفها دخان يتصاعد من مدينة الباب التي يسيطر عليها {داعش} (رويترز)
TT

حماسة دولية لتحرير الرقة.. وغموض حول هوية الجهات التي ستخوض المعركة

عربة عسكرية لمقاتلين من {درع الفرات} بريف حلب ويبدو خلفها دخان يتصاعد من مدينة الباب التي يسيطر عليها {داعش} (رويترز)
عربة عسكرية لمقاتلين من {درع الفرات} بريف حلب ويبدو خلفها دخان يتصاعد من مدينة الباب التي يسيطر عليها {داعش} (رويترز)

رغم زحمة المواقف الداعمة لمعركة الرقة والإعلان عن اقتراب ساعة الصفر لتحريرها من تنظيم داعش لا تبدو لغاية الآن هوية الأطراف التي ستتولى هذه المهمة واضحة وتحديدا العمليات البرية التي ستترافق مع دعم جوي من التحالف الدولي. إذ أنه وفي حين تبدي تركيا حماسة لافتة في هذا الإطار، مؤكدة على لسان رئيسها رجب طيب إردوغان أن الرقة ستكون المحطة الثانية بعد معركة ريف حلب الشمالي، رافضا مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» أو من يمثلهم عسكريا، يعتبر الأكراد أنّهم الطرف الوحيد القادر على القيام بهذه المهمة انطلاقا من كل المعارك التي خاضوها ضد «داعش»، مؤكدين أنهم يلقون الدعم الأميركي في هذا الإطار، وهذا ما أعلنه أحد المسؤولين العسكريين قبل يومين.
ومن الناحية العملية، يرى خبراء أنه وانطلاقا من الوقائع على الأرض، لا يبدو أن فصائل المعارضة ومن خلفها تركيا التي تشارك في معركة درع الفرات في الشمال قادرة على خوض معركة بهذا الحجم، كما أن دخول الأكراد أو «قوات سوريا الديمقراطية» في المعركة سيكون لصالح التنظيم نتيجة حساسية المنطقة ذات الغالبية السنية.
في المقابل، كشفت مصادر من «داخل الرقة» لـ«الشرق الأوسط» أنه وفي موازاة التحضيرات العسكرية المستمرة من قبل «وحدات حماية الشعب الكردية» في محيط الرقة، عن مباحثات قد تؤدي إلى اتفاق يتم بموجبه السماح لـ«أحرار الشام» وفصائل معارضة بينها مجموعات من أهالي الرقة، ككيان موحّد، للدخول إلى الرقة عبر تلّ أبيض بموافقة «وحدات حماية الشعب» التي من المتوقع أن تتولى هي المعركة من جهة الغرب، والفصائل من الشمال والشرق. وفي حين أشارت المصادر إلى أن التوجّه يبدو إلى قبول الأكراد بهذا الطرح لأن رفضهم له سيضعهم أمام مواجهة مزدوجة في الوقت عينه، مع «داعش» والفصائل، أكّد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» حصول مباحثات بين فصائل في المعارضة والأكراد للتنسيق في معركة الرقة، لافتا في الوقت عينه إلى أن «وحدات حماية الشعب» لا تزال ترفض هذا الأمر مشترطة توقّف القصف والتقدم التركي في ريف حلب الشمالي.
من جهته، يؤكّد مصدر مسؤول في «قوات سوريا الديمقراطية» «أنه واستنادا إلى ما حققته هذه القوات التي تزال تلقى كل الدعم الدولي، فإنها هي المخوّلة للمشاركة في تحرير الرقة» معتبرا أن نتائج معركة ريف حلب الشمالي هي التي تحدّد خريطة معركة الرقة والجهة التي ستخوضها.
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن «التصريحات الأميركية خلال الأيام القليلة الماضية واضحة في هذا الإطار وهذا ما تؤكده التحضيرات الجارية اليوم في الرقة والريف والمناطق المجاورة، على أن تنطلق العمليات العسكرية خلال أسابيع قليلة».
واعتبر أن معركة ريف حلب الشمالي اليوم هي «محاولة للي الذراع» ونتائجها ستنعكس على الرقة. قائلا: «ما يحدث اليوم في الشمال سيغيّر الخريطة في المستقبل، ومن سيفرض سيطرته على ريف حلب الشمالي سيفرض وجوده في معركة الرقة، وبالتالي السيطرة على مدينة الباب، من قبل قوات سوريا الديمقراطية أو درع الفرات، تشكّل خطا مفتوحا في شمال سوريا وصولا إلى الرقة». واعتبر أن تقدم «درع الفرات» في هذه المنطقة لم يتحقّق من دون دعم تركي بري في وقت تتولى «قوات سوريا الديمقراطية» المهمة بنفسها على الأرض ولا تعتمد إلا على السلاح الجوي الأميركي أو من التحالف، وهو ما يجعلها الأكثر جدارة لتولي مهمة تحرير الرقة.
وانطلاقا من الوقائع على الأرض، يرى الخبير الاستراتيجي العسكري، نزار عبد القادر أنه من غير الواضح كيف ستجري معركة الرقة ومن هو الطرف الذي سيخوضها على الأرض، وإن كان التحالف الدولي جاهزا لتقديم الدعم الجوي، وذلك في ظل حساسية المنطقة السنية بالنسبة إلى «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية أو بالنسبة إلى تركيا التي لا يبدو أنها جاهزة لخوض معركة بهذا الحجم، كما أنه ليس واضحا إذا كان التفويض الروسي لتركيا يشمل أيضا الرقة».
ويوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «دخول الأكراد إلى الرقة يثير الريبة وقد يلقى رفض السكان أنفسهم لا سيما بعدما كانت قد حدثت عمليات تهجير ضد السنة في المناطق التي دخلوا إليها، وهذا الأمر من شأنه أن يكون لصالح تنظيم داعش بدل أن يكون ضدّه». كذلك، لا يرى أن الحماسة التركية لدخول الرقة التي عبّر عنها مرات عدة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، واقعية، وذلك نظرا لغياب قوات جاهزة وقادرة على القيام بهذه لمعركة، بما فيها «الفصائل التي تخوض معركة درع الفرات» في الشمال، إضافة إلى أن العلاقة بين أميركا وبقية الفصائل في شمال حلب وإدلب ليست على ما يرام مؤكدا أن معركة مثل الرقة تتطلب ما لا يقل عن 30 ألف مقاتل مدربين ومجهزين، وهو ما ليس متوفرا لغاية الآن، إلا إذا حدث اتفاق بين تركيا وأميركا بهذا الشأن في وقت لاحق.
وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية حليفة لها في القتال ضد «داعش» لكن تركيا تعتبرها منظمة إرهابية بسبب صلاتها بالمتشددين الأكراد الذين يخوضون تمردا منذ ثلاثة عقود في تركيا.
وأعلنت بريطانيا وأميركا، عن أن معركة الرقة باتت قريبة، وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر ونظيره البريطاني مايكل فالون أول من أمس، أن الهجوم لاستعادة مدينة الرقة السورية من «داعش» سيبدأ «في الأسابيع المقبلة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.