الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بـ«حماية القدس»

توغل إسرائيلي بقطاع غزة واعتقال 13 فلسطينيًا بالضفة الغربية

الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بـ«حماية القدس»
TT

الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بـ«حماية القدس»

الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بـ«حماية القدس»

طالبت الخارجية الفلسطينية في بيان اليوم (الأربعاء)، المجتمع الدولي بـ«اتخاذ إجراءات فورية لحماية القدس» المحتلة من «التصعيد الإسرائيلي الخطر»، خصوصًا في ظل تكثيف رئيس الحكومة الإسرائيلية دعواته أخيرًا إلى زيادة الحفريات تحت المسجد الأقصى.
وحمّلت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، نتنياهو مسؤولية هذا التصعيد بالكامل، مشيرة إلى تواصلها المستمر مع «الدول والمنظمات والمجالس الدولية المختصة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي»، لحشد الدعم اللازم في هذا الشأن.
وأدانت الخارجية هدم الجرافات الإسرائيلية صباح اليوم، 3 منازل بينها بناية عمرها 17 عامًا في بلدة سلوان جنوب الأقصى، بحجة البناء من دون ترخيص، ما أدى إلى تشريد 30 فردًا وتركهم في العراء، كذلك أدانت اقتحام الجيش البلدة القديمة في القدس، واعتقال عشرات الشبان المقدسيين، بمن فيهم حراس الأقصى، والتضييق على طلبة المدارس، واقتحام سلطة الآثار الإسرائيلية المقابر، والتوصية التي رفعتها شرطة الاحتلال بالسماح لأعضاء الكنيست بدخوله.
وفي سياق متصل، طالب رئيس وفد المجلس الوطني الفلسطيني في جنيف عزام الأحمد، في وقت سابق، مجلس العموم البريطاني بـ«إلزام حكومته الاعتراف الكامل بدولة فلسطين، وتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بحق الفلسطينيين عام 1917»، في إشارة إلى «وعد بلفور»، مجددًا بذلك دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في سبتمبر (أيلول) الماضي، بريطانيا إلى الاعتذار عن الوعد.
جاء ذلك خلال كلمته أمام ممثلي أكثر من 140 برلمانًا عالميًا اجتمعوا تحت شعار «انتهاكات حقوق الإنسان نذيرٌ للصراع: البرلمانات من أوائل المستجيبين»، ودعا في الوقت ذاته بقية البرلمانات الأوروبية إلى متابعة تنفيذ قرارات الاعتراف بدولة فلسطين وفق قراراتها، انسجامًا مع الشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة، مطالبًا بدعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي لإنقاذ عملية السلام على أساس حل الدولتين الذي فشلت الرباعية الدولية في تحقيقه.
وطالب الأحمد الاتحاد البرلماني الدولي بـ«إعلان 2017 عامًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وليس عامًا لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور»، الذي أيدت فيه الحكومة البريطانية حينها إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
في قطاع غزة، توغلت عدة آليات عسكرية للاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، لمسافات محدودة داخل الحدود الشرقية للقطاع، بمحاذاة مخيم البريج (وسط).
ونقلاً عن شهود عيان، فإن خمس جرافات عسكرية دخلت القطاع انطلاقًا من موقع أبو قطرون بغطاء من طائرات الاستطلاع.
يذكر أن آليات الاحتلال تنفذ عمليات توغل محدودة بشكل شبه يومي على طول الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم، حملة مداهمات واعتقالات في مناطق مختلفة من الضفة، طالت 13 فلسطينيًا من بينهم قيادي في حركة المبادرة الفلسطينية بمدينة رام الله وسط الضفة.
وفي جنوب الضفة، أفادت مصادر محلية بأنّ قوّات الاحتلال اقتحمت محلاً تجاريًا في مدينة دورا، ووجدت القوّات لعدّة ساعات في منطقة كريسة بعد أن اعتقلت صاحبه، وسلمت عدة مواطنين بلاغًا لمقابلة مخابراتها.
واعتقلت فلسطينيًا آخر من بلدة بيت أمر شمال الخليل بعد اقتحام منزل عائلته في البلدة، ونقلته إلى جهة مجهولة.
أما شمالاً، فاعتقلت القوات الإسرائيلية عدة فلسطينيين خلال مداهمات بعدة مناطق جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، بعد تفتيش منازلهم.
كما اعتقلت القيادي في حركة المبادرة الفلسطينية صلاح الخواجا (45 عامًا) من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
يشار إلى أن الخواجا من أبرز قيادات حركة المبادرة في رام الله، كما أنه ناشط في مجال مقاومة الجدار والاستيطان ومعتقل سابق أمضى في سجون الاحتلال قرابة سبعة أعوام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.