أنقرة تطالب الأمم المتحدة بتعزيز التضامن الدولي في مكافحة الإرهاب

انفجار في أنطاليا يخلف 10 مصابين والسبب غير معروف

أنقرة تطالب الأمم المتحدة بتعزيز التضامن الدولي في مكافحة الإرهاب
TT

أنقرة تطالب الأمم المتحدة بتعزيز التضامن الدولي في مكافحة الإرهاب

أنقرة تطالب الأمم المتحدة بتعزيز التضامن الدولي في مكافحة الإرهاب

دعت أنقرة الأمم المتحدة إلى لعب دور أكثر تأثيرا في تعزيز التضامن الدولي في مواجهة الإرهاب. وعبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أمله في أن تلعب المنظمة الدولية دورا رياديا في تعزيز التعاون والتضامن الدولي لمحاربة الإرهاب في الذكرى الواحدة والسبعين لتأسيسها. وشدد إردوغان في بيان صدر أمس (الثلاثاء) عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية التركية، بمناسبة ذكرى تأسيس الأمم المتحدة على ضرورة التضامن من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في محاربة جميع التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش، وحزب العمال الكردستاني وذراعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي، وتنظيم الكيان الموازي في إشارة إلى حركة الخدمة التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو (تموز) الماضي، بحسب ما جاء في البيان. ولفت إردوغان إلى أن تركيا، التي تعد أحد المؤسسين للأمم المتحدة، تعتبر كذلك من أشد المدافعين عن قيم المنظمة الدولية، ورأى أن تطبيق الأمم المتحدة الأهداف الأساسية لتأسيسها بالشكل اللائق، مرتبط بإصلاح مجلس الأمن الدولي من أجل تلبية الاحتياجات الراهنة. كما جدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم دعوته للمجتمع الدولي للتعاون في محاربة الإرهاب في ذكرى تأسيس الأمم المتحدة، في رسالة نشرها بهذه المناسبة. وشدد يلدريم على إدانة بلاده لجميع التنظيمات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار البشر، وجدد دعوته للمجتمع الدولي لإقامة تعاون لمكافحة الإرهاب في ذكرى تأسيس منظمة الأمم المتحدة. في سياق مواز، أصيب 10 أشخاص في انفجار وقع صباح أمس الثلاثاء بمبنى غرفة التجارة والصناعة في مدينة أنطاليا السياحية جنوب غربي تركيا.
وأفاد رئيس بلدية أنطاليا مندرس تورال بأن الانفجار لم يسفر عن وقوع قتلى وأنه قد لا يكون عملاً إرهابيًا قائلا: «تشير البيانات الأولية إلى أنه لا توجد أي إصابات خطيرة تهدد حياة أي من المصابين». وأعلنت ولاية أنطاليا إصابة 10 مواطنين بسبب تناثر قطع زجاجية بالمناطق المحيطة بالانفجار. والأسبوع قبل الماضي أطلق مجهولون صاروخين على أرض فضاء في أنطاليا ولم يتم التوصل إلى هوية من أطلقوا الصواريخ التي كانت تستهدف على الأرجح قافلة تجارية على الطريق بين مدينة أنطاليا ومنتجع كمر السياحي.
في سياق آخر، قتل جندي تركي وأصيب آخر في انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع أثناء عبور مجموعة من الجنود كانوا يتفقدون الطريق بالقرب من قرية يني يازي التابعة لبلدة جنش بمدينة بنجول شرق تركيا.
وانفجرت العبوة الناسفة أمس أثناء عبور مجموعة من الجنود كانوا يواصلون عمليات البحث والتمشيط بالقرب من قرية يني يازي في بلدة جنش.
وأسفر الانفجار عن مقتل جندي وإصابة آخر. وأعلن مسؤولون أن إصابة الجندي لا تشكل خطرا على حياته بينما بدأت قوات الأمن عملية عسكرية بالمنطقة للقبض على منفذي الهجوم. وشهدت بنجول أول من أمس تفجيرا بسيارة مفخخة أثناء مرور مركبة للشرطة ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة 19 آخرين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.