مفتي الأردن لـ «الشرق الأوسط»: ندعم السعودية في حربها ضد الإرهاب

الخصاونة قال ما تقوم به جماعات العنف من تفجيرات وقتل ونحر يخالف العقيدة

مفتي الأردن لـ «الشرق الأوسط»: ندعم السعودية في حربها ضد الإرهاب
TT

مفتي الأردن لـ «الشرق الأوسط»: ندعم السعودية في حربها ضد الإرهاب

مفتي الأردن لـ «الشرق الأوسط»: ندعم السعودية في حربها ضد الإرهاب

أكد الشيخ عبد الكريم الخصاونة، مفتي عام الأردن، دعم بلاده للمملكة العربية السعودية في حربها ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة، مضيفا: «لا يمكن إنكار ما تتعرض له الشعوب العربية والإسلامية من عنف مدبر من قبل جماعات الإرهاب، ومن الجماعات التي نصبت أنفسها مدافعة عن الدين الإسلامي، والإسلام منهم براء، والسعودية تبذل جهودا كبيرة لمحاربة الإرهاب والتحذير منه، والدفاع عن الدول في ذلك».
وقال الخصاونة، في حوار مع «الشرق الأوسط»، في القاهرة على هامش مشاركته في أحد المؤتمرات بمصر مؤخرا، إن الدور الذي تقوم به السعودية في العالم العربي وفي فلسطين وفي سوريا يجعلها في مكانة الأم للدول العربية، وتشجيعها للوحدة العربية يعطيها مكانة كبرى بين دول العالم، لافتا إلى أنه لا يوجد في الإسلام عبادة تأمر بإيذاء النفس البشرية، ولو حتى على سبيل إقامة الحد، كالجلد فقد شرع وفق ضوابط فقهية، مشيرا إلى أنه للأسف، ظهر خلال الفترة الماضية «دخلاء» على الفتوى وليسوا أهلا لها من غير العلماء، ينساقون إلى النص دون الغوص في المعنى وحكمة التشريع.
وإلى أهم ما جاء في الحوار:
* المملكة العربية السعودية تقوم بدور كبير في المنطقة العربية.. كيف ترى هذا الدور؟
- الدور الذي تقوم به السعودية من أبرز الأدوار ما يجعلها في مكانة الأم للدول العربية، فرعايتها لمصالح وأحوال المسلمين في كل بقاع الأرض، واهتمامها بكل قضايا ومشكلات الدول العربية، واهتمامها بمشاركة كل الدول العربية وتشجيعها للوحدة العربية يعطيها مكانة كبرى بين كل دول العالم، أضف إلى ذلك ما تقدمه من جهود للقضية الفلسطينية والسورية، وكذلك الأقليات الإسلامية في دول العالم، وكذلك دعمها للمنظمات والجمعيات الخيرية والإسلامية، كإنشاء رابطة العالم الإسلامي، وتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك المساعدات والحملات الإغاثية المقدمة لكثير من الشعوب الإسلامية الأخرى، وسعيها لتعزيز الوحدة بين الدول العربية، ودعم ونشر العلم والثقافة الإسلامية، فالمملكة العربية السعودية هي تاريخ طويل في خدمة قضايا الأمة الإسلامية والعربية.
* وما المجالات الأخرى التي كان للمملكة جهود رامية فيها في خدمة القضايا العربية والإسلامية ونجحت من وجهة نظرك؟
- المملكة العربية السعودية ساهمت مساهمة كبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين في كل بقاع العالم، كما كان لها دور كبير في دعمها لقضايا الفلسطينيين وما زالت تدعمهم، بجانب إسهاماتها الواضحة في دول شرق آسيا، ودول الجوار، وإسهاماتها في مجال الإغاثة لجميع البلدان الإسلامية، ولا يمكن لنا أن ننسى منظمة المؤتمر الإسلامي التي أنشأتها المملكة العربية السعودية من أجل مساندة الفلسطينيين دفاعا عن قضيتهم ولم شمل الأمة العربية.
* وكيف ترى جهود المملكة في محاربة التطرف والإرهاب؟
- لا يمكن إنكار ما تتعرض له الشعوب العربية والإسلامية من عنف مدبر من جماعات الإرهاب، والجماعات التي نصبت أنفسها مدافعة عن الدين الإسلامي، والإسلام منهم براء، والسعودية تبذل جهودا كبيرة لمحاربة الإرهاب والتحذير منه والدفاع عن الدول في ذلك، وهي قادرة على محاربة التطرف والإرهاب، وندعمها بقوة في حربها ضد الإرهاب.
* وهل ترى أن الأفعال التي تقوم بها الجماعات المتطرفة من تفجيرات وقتل وسبي تخالف عقيدة أهل السنة؟
- بالطبع تخالفها، فما يقوم به هؤلاء لا يمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد، والسنة بعيدة تماما كل البعد عن هذه الأعمال، فالإرهاب والعنف لا يفرق بين مكان مقدس ومكان غير مقدس، والإسلام بريء من تلك الأعمال الإرهابية.
* وهل يدخل إطار إيذاء النفس بوصفه طقسا من الطقوس في هذه الأفعال؟
- بكل تأكيد، فالإسلام يأبى مثل هذه الأفعال، ولا يوجد في الإسلام عبادة تأمر بإيذاء النفس البشرية، ولو حتى على سبيل إقامة الحد كالجلد، فقد شرعت إقامتها وفق ضوابط فقهية.
* جماعات العنف تستند لفتاوى مغلوطة لتبرير أفعالها الإجرامية.. كيف ترى ذلك؟
- للأسف، ظهر خلال الفترة الماضية «دخلاء» على الفتوى، وليسوا أهلا لها وليسوا من العلماء، ينساقون إلى النص دون الغوص في المعنى وحكمة التشريع، فضلا عن أن تعدد جهات الفتوى وتعدد من يفتون بغير وجه حق، ساهم في إيجاد نوع من التضارب في الفتوى، فظهرت هذه الكوارث وكونت أرضية صالحة للطعن والتشكيك بصورة قاسية لا تليق بأدب الحوار والاختلاف بين العلماء، بالإضافة إلى استغلال بعض الجماعات للفتوى في أمور سياسية من أجل تحقيق المصالح، ومن أجل تحقيق مطامع في الدول، مستخدمة في ذلك كل الأمور التي تخدم مصالحها.
* وكيف تقيّم الدور السعودي في خدمة العلم ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة؟
- هو دور رئيسي للمملكة العربية السعودية في نشر العلم الشرعي والثقافة الإسلامية، فهي قبلة المسلمين وقبلة الإسلام، ومهد أرض النبوة، ومهد الخلافة الإسلامية، ومهبط القرآن الكريم ومهد حياة النبوة، ولهذا، فإن للمملكة العربية السعودية دورها في نشر الثقافة الإسلامية وخدمة الإسلام والعلم الشرعي.
* بعض الجماعات الإرهابية تسعى للنيل من الطوائف الأخرى غير الإسلام ويسندون أفعالهم إلى نصوص يفسرونها حسب رغباتهم.. كيف ترى ذلك؟
- الإسلام لم يحارب الطوائف والقوميات، ولم يلغها؛ بل اعترف بها وأفسح لها مكانا في دولته لتتعايش وتتعاون، فما يحاربه الإسلام تحديدا هو أن تتعصب هذه الطوائف والقوميات ضد بعضها، فالإسلام لم يحارب القومية؛ لكنه يحارب التعصب القومي والديني والعرقي والمذهبي، فالإسلام أجاز حرية العقيدة والعبادة لقوله تعالى: «لا إكراه في الدين»، فلا يكره أحدا على اعتناقه، وإن كان يدعوه إلى ذلك، فالدعوة إلى الإسلام شيء، والإكراه عليه شيء آخر، فالأول جائز والثاني ممنوع.
* «داعش» وغيرها من التنظيمات تمارس القتل والسبي ضد غير المسلمين.. حدثنا عن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على التعايش؟
- أكدت النصوص الشرعية على حماية غير المسلمين، وأنه يجب رد أي اعتداء يقع عليهم وتوفير الحرية الشخصية لهم، وقد تمثلت حقوق الإنسان في الإسلام، خصوصا مع غير المسلمين، في رعاية المسلمين لحقوق غير المسلمين ورعايتهم لمعابدهم وكنائسهم، وحسن الجوار، وحسن القضاء، وحماية ورعاية أهل الكتاب، وتوفير حرية الرأي، والمساواة أمام القانون.. فالإسلام أقر بوضوح تام حرية الاعتقاد لقوله تعالى: «لا إكراه في الدين»، لا إجبار ولا إكراه لأحد على الدخول في دين الإسلام، والدعوة واجبة من غير إكراه، وأمر بها ربنا تبارك وتعالى، لقول الله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، أي ادع يا محمد - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى دين الله وشريعته القدسية بالأسلوب الحكيم واللطيف واللين بما يؤثر فيهم وينجح، لا الزجر والتأنيب والقسوة والشدة، وجادل المخالفين بالطريقة التي هي أحسن من طرق المناظرة والمجادلة بالحجج والبراهين.
* ما تقوم به الجماعات الإرهابية من أفعال بعيدة كل البعد عن الرحمة؛ رغم أن الإسلام حثنا على التسامح.. بماذا ترد؟
- الإسلام ربى أتباعه على التسامح وعلى رعاية حقوق الآخرين وعلى الرحمة بالناس جميعا، بغض النظر عن عقائدهم وأجناسهم، ويجب على المجتمع الإسلامي أن يؤمن لغير المسلم كل وسائل الحماية، يقول ابن حزم الأندلسي: «إن من كان في الذمة وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه وجب علينا أن نخرج لقتالهم، حتى نموت دون ذلك صونا لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم»، لأن تسليمه من دون إذنه إهمال لعقد الذمة، فلقد ضمن الإسلام الحرية الشخصية لغير المسلمين بناء على القاعدة التي قررها فقهاء المسلمين «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، وقد ظفر غير المسلمين بقسط كبير جدا من الرعاية والحماية في الشريعة الإسلامية، وأوضح أن جميع المواطنين في الإسلام سواسية كأسنان المشط لا فرق بين فرد وفرد، ولا بين مسلم وغيره، فالكل يظفرون بعدالة القضاء والمساواة أمامه.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.