الأطفال النازحون من مناطق القتال يروون حكاياتهم

«اليونيسيف» تزور أحد مخيماتهم في أربيل

الأطفال النازحون من مناطق القتال يروون حكاياتهم
TT

الأطفال النازحون من مناطق القتال يروون حكاياتهم

الأطفال النازحون من مناطق القتال يروون حكاياتهم

هناك أكثر من 16.000 طفل في مخيم ديبكة بإقليم كردستان ممن نزحوا من مناطق مختلفة في شمال العراق. عاش العديد منهم تحت حكم تنظيم "داعش" الإرهابي. بعد ان قطعوا مسافات بعيدة سيراً على الأقدام لساعات طويلة مع عائلاتهم ليصلوا الى بر الأمان.
هؤلاء الاطفال النازحون يروون بعضا من حكاياتهم حسب ما نقل تقرير أعدته منظمة اليونيسيف للطفوله، التي زار وفد منها أحد المخيمات الخاصة بهم خلال هذا الأسبوع لتفقد أوضاع المدرسة ومراكز التلقيحات والمساحات الصديقة للطفل. فسارع الأطفال إليهم يمسكون بأيديهم للفت انتباههم، وهم يتكلمون دون انقطاع. لقد آن الأوان لكي نستمع إليهم، وهذه بعض من رواياتهم.
* ماهر، 14 عاماً، قَدِم الى المخيم منذ 15 يوماً مضت. وصف ماهر لنا كيف كانت رحلته هو وأخته الصغرى، زهراء، مع والديه، شاقةً سيراً على الأقدام لمدة تزيد عن 15 ساعة متواصلة ليصلوا الى هذا المخيم، مشيراً الى قدميه ونعليه المهترئين. "لقد بدأنا المشي منذ أذان صلاة الفجر وحتى أذان صلاة العشاء، وكنت ألبس هذين النعلين".
* هيثم، 12 عاماً، قال إنه لم يذهب الى المدرسة منذ حوالي السنتين. "لم يكن بامكاني الذهاب الى أي مدرسة سوى مدرسة داعش"، "إنهم يريدون تعليمنا كيفية استخدام السلاح فقط"، يُضيف هيثم وهو يقلد مقاتلاً يمسك السلاح بيديه "لكني لم أرد أن أتعلم ذلك، لا أريد استخدام السلاح، ولا أحب السلاح". يقول هيثم إن كل ما يريده هو الذهاب الى مدرسة عادية.
* أخبرنا حَسن، الصبيٌ المشاكس في التاسعة من عمره وهو يدفع بنفسه بين حشد الأطفال مصمماً على سرد روايته كذلك، كيف أضْطُر هو وعائلته الى ترك ديارهم بسبب العوز ونفاد ما لديهم من طعامٍ ومال. وأضاف "لم يكن لدينا سوى الباذنجان لنأكله"، وهنا قاطعته زهراء قائلة "كان لدينا البرغل أيضاً!".
* سناء، التي لا يبدو أن عمرها يزيد على 18 سنة، أرادت أن تتحدث أيضاً. تقول سناء، التي تغطي وجهها، بأن كان لديها ثلاثة أطفال "لقد مشيت لساعات طويلة جداً وأنا أحمل بناتي الاثنتين"، ولم تذكر سناء شيئاً عن طفلها الثالث مرة أخرى.
لقد كانت حكايات الأطفال مليئة بالمعاناة، رغم صغر سنهم وإن "العديد منهم في حالة من الصدمة. انهم بحاجة الى مكان آمن للعب والتعلم والتطلع للمستقبل، وأن يعودوا الى طفولتهم مرة أخرى" كما قال بيتر هوكينز ممثل "اليونيسف" في العراق.
ثمة 4.7 مليون طفل تأثر مباشرة بالنزاع في عموم العراق، و3.5 مليون طفل خارج المدرسة.
وتشير تقديرات المنظمة إلى وجود أكثر من نصف مليون طفل داخل الموصل. تلتزم "اليونيسف" بتوفير الدعم والمساعدة لهم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.