في آخر مناظرة تلفزيونية (الثالثة)، بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، لم يتغير ترامب منذ المناظرتين السابقتين. ظل متشددا، وعبوسا، ومناكفا. تغيرت كلينتون قليلا، بناء على توصيات مستشاريها، وزادت من هدوء المناظرتين السابقتين، وأضافت عليه ابتسامات رزينة، أفادتها.
إذا زاد ترامب شيئا عن المناظرتين السابقتين، فقد زاد تشدده. ليس فقط في طريقة كلامه، ولكن، أيضا، في آرائه. رفض، في جرأة تدعو للاستغراب (وللأسف)، الالتزام بقبول نتيجة الانتخابات إذا خسرها.
من بين الذين استغربوا (وأحسوا بأسف واضح)، مدير المناظرة، كريس والاس، مذيع تلفزيون «فوكس». لم يصدق ما قال ترامب. وطلب منه أن يؤكد للحاضرين، والمشاهدين، والتاريخ، أنه سيقبل نتيجة الانتخابات. أجاب ترامب (في عنجهية): «سأخبرك عندما يأتي الوقت». وواصل ترامب في المناظرة، التي عقدت في لاس فيغاس (ولاية نيفادا) حملته القاسية ضد كلينتون. وكرر نظرته الرجولية الاستعلائية إليها. ووصفها بأنها «امرأة تدعو للقرف».
عكس المناظرتين السابقتين، لم يتصافح المرشحان قبل المناظرة، وبعدها. وكانا أعلنا ذلك مسبقا. ومهدا، بذلك، الطريق لنقاش اتسم بالصوت العالي، ومقاطعة كل واحد للآخر (ترامب قاطع كلينتون ربما بمعدل أربع مرات مقابل مرة واحدة).
في إعلان ربما شبه جديد، ولكسب أصوات المحافظين في الحزب الجمهوري، تعهد ترامب بتعيين قضاة في المحكمة العليا (التي تفسر الدستور) لهم «ميول محافظة». وقال إنه يتوقع منهم أن يفعلوا شيئين هامين:
أولا: يغيرون القانون الذي أصدرته المحكمة العليا نفسها (قبل خمسة وأربعين عاما) والذي يسمح بالإجهاض (حتى الشهر السادس).
ثانيا: يؤكدون «التعديل الثاني» في الدستور، الذي يسمح لكل مواطن أن يحمل سلاحا.
وكرر آراء كان قالها سابقا، منها:
أولا: ترحيل المكسيكيين الذين ليست لديهم وثائق قانونية.
ثانيا: فحص المسلمين الذين يريدون دخول الولايات المتحدة.
ثالثا: بناء حائط على الحدود مع المكسيك.
في الجانب الآخر، كررت كلينتون آراءها الليبرالية. ومنها:
أولا: تأييد حقوق المثليين جنسيا.
ثانيا: الدفاع عن حق الإجهاض.
ثالثا: مساعدة الطبقة الوسطى.
رابعا: مساواة المرأة بالرجل في الرواتب.
واستغلت كلينتون، في ذكاء، تصريح ترامب عن عدم الالتزام بنتيجة الانتخابات. وقالت:
«هذا شيء مخيف. يشوه هذا سمعتنا، ويقلل ديمقراطيتنا، ويهدد استقرارنا». وأضافت: «يصيبني اشمئزاز أن يقول هذا مرشح واحد من حزبينا الكبيرين».
أثارت، بعد المناظرة، تصريحات ترامب كثيرا من الانتقادات. وجاء بعضها من قادة في الحزب الجمهوري. قال السيناتور ليندسي غراهام: «يسيء ترامب للحزب، وللبلاد، وهو يكرر بأن نتيجة الانتخابات خارجة عن سيطرته، ويمكن أن تكون مزورة ضده».
وقالت نيكول ولاس، في تلفزيون «سي بي إس»، وكانت مستشار السيناتور الجمهوري جون ماكين خلال حملته الانتخابية في عام 2008: «دق ترامب، في هذه اللحظة، مسمارا في نعشه، وأطلق النار على نفسه».
وانتقدت كلينتون «الود الغريب» بين ترامب والرئيس الروسي بوتين. وقالت إن بوتين يريد انتخاب ترامب «لأنه يريد أن يكون رئيس الولايات المتحدة دمية».
ولم يقصر ترامب في الرد عليها، وعلى الرئيس باراك أوباما (ظل يربطهما معا، كجزء من خطته لإثارة الأميركيين، خاصة البيض، ضد أوباما، مع نكهة عنصرية غير مباشرة). وقال إنهما «نسقا العنف الذي حدث في التجمع الجماهيري لأنصاري في شيكاغو» في بداية هذا العام.
لم يكن سجل كلينتون السلبي خارج النقاش. وكرر ترامب اتهامين:
أولا: «فساد» كلينتون (وزوجها) بجمع ملايين الدولارات من خطب أمام حفلات بنوك وشركات أميركية وأجنبية. وسألها ترامب عن خطابها أمام موظفي بنك في البرازيل، مقابل مليون دولار. وعن تعهدها في الخطاب بتجارة مفتوحة، وحدود مفتوحة. لدغها نقد ترامب، وترددت. ثم قالت إنها كانت تتحدث عن الطاقة، ولم تجب مباشرة على النقد.
ثانيا: «سرقة» كلينتون لوثائق وزارة الخارجية عندما كانت وزيرة. وكرر ترامب أنها «سرقت» ثلاثة وثلاثين ألف وثيقة (هي قالت إنها مسحتها خطأ، مع وثائق شخصية). وكرر ترامب تهديده بأنه، إذا فاز برئاسة الجمهورية، سيشكل لجنة تحقيق، وأنها ستدخل السجن.
وعندما افتخرت كلينتون بخبرة 30 عاما في العمل السياسي، قاطعها ترامب وقال: «كانت 30 عاما من الخبرة السيئة جدا»).
وعن اتهامات الاعتداء الجنسي على عدد من النساء، قال ترامب إن الاتهامات «مزيفة بطريقة فاضحة». وردت كلينتون: «دونالد يعتقد أن تقليل شأن المرأة يجعله رجلا أكثر أهمية». ورد ترامب في تحدٍ: «لا يوجد شخص يحترم النساء أكثر مني».
وسمعت أصوات في القاعة وهم يضحكون غير مصدقين ما قال.
8:17 دقيقة
في المناظرة الأخيرة: ابتسامة كلينتون تنتصر على عبوس ترامب
https://aawsat.com/home/article/767791/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B8%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%AA%D9%88%D9%86-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%B3-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8
في المناظرة الأخيرة: ابتسامة كلينتون تنتصر على عبوس ترامب
لم يتصافح المرشحان ومهدا الطريق لنقاش اتسم بالصوت العالي.. ومقاطعة كل واحد للآخر
- واشنطن: محمد علي صالح
- واشنطن: محمد علي صالح
في المناظرة الأخيرة: ابتسامة كلينتون تنتصر على عبوس ترامب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة