أربع مباريات خارج الديار انتهت كلها بالهزيمة وتلقت فيها شباكه تسعة أهداف، هذا هو رصيد المدرب الإسباني غوسيب غوارديولا في المباريات، التي لعبها في إسبانيا، منذ أن غادر برشلونة سواء مع بايرن ميونيخ الألماني أو مع مانشستر سيتي الإنجليزي.
ويبدو أن الأندية الإسبانية تتمتع بمناعة ذاتية ضد غوارديولا، ولكنها تتميز في الوقت نفسه بالخصوصية، فلم تواجه هذه الأندية، مثل ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وبرشلونة، غوارديولا بأسلوب لعب واحد بل لجأت لوسائل وأساليب مختلفة. وكانت آخر هذه المواجهات مساء الأربعاء الماضي، عندما اكتسح الفريق القديم (برشلونة) للمدرب الإسباني مانشستر سيتي برباعية نظيفة في بطولة دوري أبطال أوروبا. وقال غوارديولا عقب المباراة: «لا يزال ينقصنا الكثير»، مطالبًا الجماهير بالتحلي بالصبر حتى يتبلور مشروعه الجديد مع الفريق الإنجليزي.
ورحل المدرب الكتالوني عن برشلونة في 2012 بعد أن صنع معه تاريخًا مضيئًا، وبعد عام من الراحة، قبل العرض المقدم له من بايرن ميونيخ، ومن هنا بدأت مواجهاته مع الفرق الإسبانية. وكانت مواجهته مع ريال مدريد على ملعب سانتياغو بيرنابيو هي مباراته الأولى في بلاده، والتي أقيمت في أبريل (نيسان) عام 2014 في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، وهي المباراة، التي انتهت بفوز النادي الإسباني بهدف نظيف أحرزه اللاعب الفرنسي كريم بنزيمه. وقدم بايرن ميونيخ مباراة جيدة آنذاك ولكنه لم يكن يتمتع بالشراسة الهجومية في مناطق الخصم، وهو الأمر الذي تكرر بنفس الطريقة خلال الأعوام التالية.
وتعد مباراة العودة الكابوس الأكبر في حياة غوارديولا، حيث نجح ريال مدريد في تحقيق فوز عريض على النادي البافاري برباعية نظيفة في ميونيخ، بفضل الهجمات المرتدة المتقنة للنادي الإسباني، والتي عجز غوارديولا عن توفير أدوات لمواجهتها. وقال غوارديولا بعد تلك المباراة: «لقد كانت الهزيمة الأسوأ لي». وفي الموسم التالي وضع القدر غوارديولا في مواجهة برشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال، وفاز الفريق الإسباني بمباراة الذهاب في مايو (أيار) بثلاثية نظيفة على ملعبه، سجل منها ليونيل ميسي هدفين، فيما سجل نيمار الهدف الثالث.
وعاد برشلونة مع ميسي الأربعاء الماضي للتغلب على غوارديولا مرة أخرى، فقد أصبح اللاعب الأرجنتيني كارثة بالنسبة لمدربه السابق، بعد أن سجل خمسة أهداف وصنع هدفين في المباريات الثلاث، التي جمعته بالفرق، التي دربها غوارديولا بعد رحيله عن برشلونة. وقال غوارديولا عقب لقاء سيتي: «ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بعمل مماثل، أهنئه على المباراة الكبيرة، التي قدمها».
وفي مباراة الأربعاء، لجأ برشلونة إلى طريقة لعب سلسة بعض الشيء، حيث إنه لم يرتكب أي خطأ في التمرير وأحسن استغلال الغريزة التهديفية لميسي، الذي خلق أربع فرص للتهديف سجل منها ثلاثة أهداف، وتسبب في ركلة جزاء لصالح فريقه، أضاعها نيمار. وكان أتلتيكو مدريد ثالث الفرق الإسبانية، التي نجحت في التغلب على غوارديولا، وهو ما حدث هذا العام وتحديدًا في أبريل (نيسان) الماضي، ومرة أخرى في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا، عندما فاز الفريق المدريدي بهدف نظيف على بايرن ميونيخ، سجله اللاعب الشاب ساؤول. وسنحت الكثير من الفرص للنادي الألماني في مباراة العودة، ولكنه اصطدم بالحائط الدفاعي لأتلتيكو مدريد، وعاد مرة أخرى للاستسلام للعب السلبي.
وحاول غوارديولا أمام مانشستر سيتي تجربة شيء كان يلجأ إليه خلال، الفترة، التي قضاها في تدريب برشلونة، وهو اللعب من دون مهاجم صريح. وترك المدرب الإسباني المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو على مقاعد البدلاء في قرار مثير للجدل ودفع بالكثير من لاعبي وسط الملعب، ولكن ميسي عاد مرة أخرى ليثبت أن المهارات الفردية، التي يمتلكها، يمكنها أن تصيب أي خطة بالخلل. ولا يزال يعاني غوارديولا من التخبط والشكوك في إسبانيا.
الأندية الإسبانية والمناعة الذاتية ضد غوارديولا
أربع مباريات خارج الديار انتهت كلها بالهزيمة
الأندية الإسبانية والمناعة الذاتية ضد غوارديولا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة