تونس: آلاف المحامين يتظاهرون ضد مشروع قانون المالية

أبدوا استعدادهم للجلوس على طاولة الحوار لإيجاد أرضية للتوافق

تونس: آلاف المحامين يتظاهرون ضد مشروع قانون المالية
TT

تونس: آلاف المحامين يتظاهرون ضد مشروع قانون المالية

تونس: آلاف المحامين يتظاهرون ضد مشروع قانون المالية

نظم نحو 11 ألف محام تونسي أمس في محاكم البلاد كافة أول احتجاج للتصدي لمحتوى مشروع قانون المالية لسنة 2017، وذلك بمشاركتهم في «يوم الغضب» وفي ووقفة احتجاجية دعت لها عمادة المحامين، ورفعوا شعارات منددة بالنظام الجديد للضرائب المطبقة على المهن الحرة، ومن بينها قطاع المحاماة.
وكان مجلس الهيئة الوطنية للمحامين قد قرر تنفيذ إضراب عام عن العمل، وإقفال جميع مكاتب المحامين والحضور بمقرات المحاكم أمس احتجاجا على الإجراءات التي شملت قطاع المحاماة في قانون المالية 2017.
وعبر مجلس الهيئة عن رفضه القطعي والنهائي للإجراءات التي تضمنها مشروع قانون الماليّة، واصفا إياها بـ«المجحفة في حق المحامين».
في هذا الشأن، قال عامر المحرزي، عميد المحامين التونسيين، إن «الاحتجاج كان ناجحا واستجاب فيه أصحاب العباءة السوداء لقرار الهيئة الوطنية للمحامين»، مضيفا أن «المحامين مستعدون للجلوس على طاولة الحوار من أجل إيجاد أرضية للتوافق».
وسيعرض قانون المالية الجديد على أنظار مجلس نواب الشعب (البرلمان)، ولجنة من المحامين الخبراء في الشأن الجبائي بهدف بلورة مقترحات ترضي المحامين من ناحية، والحكومة من ناحية ثانية.
وطرحت الهيئة مقترحات تعديلية لجباية المحامي، وذلك بتعديل النظام المتعلق بجباية المحامي ليتلاءم مع خصوصية المهنة، ودعت إلى إرساء قانون يعنى بالنظام الجبائي للمهن غير التجارية «يضمن العدالة والمساواة بين الخاضعين للضريبة مع مراعاة خصوصية كل مهنة على حدة»، على حد تعبير رئيس عمادة المحامين.
وكان وزراء من حكومة الوحدة الوطنية، التي يرأسها يوسف الشاهد، قد وجهوا اتهامات للمحامين بالتهرب الضريبي نتيجة استفادتهم من النظام الجبائي التقديري، مقابل مساهمة الأجراء والموظفين بنسبة مهمة في المداخيل الضريبية. ووفق إحصائيات قدمتها وزارة المالية، فإن أصحاب المهن الحرة (المحامون والأطباء على وجه الخصوص) يساهمون بـ97 مليون دينار تونسي (نحو 45 مليون دولار) من الضرائب سنويا، فيما يساهم التجار والعاملون في قطاع الخدمات والصناعيون بنسبة ضئيلة تقدر بـ24 مليون دينار، في حين يساهم الأجراء بما قيمته الـ1. 5 مليار دينار في السنة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.