دعت الحكومة الأميركية حكومة جنوب السودان إلى الامتثال لالتزامها بوقف إيواء ودعم الجماعات المعارضة المسلحة السودانية، وفقا لقرارات مجلس الأمن والاتفاقات الموقعة بينها وبين حكومة السودان. بيد أن حكومة جنوب السودان قطعت بعدم دعمها لأي جماعة مسلحة سودانية، واعتبرت الأمر امتدادًا للضغوط الأميركية الرامية إلى إسقاط حكومة جنوب السودان.
وأورد بيان صادر عن نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، أن تقارير موثوقة أشارت إلى أن حكومة جوبا لا تزال تأوي وتدعم وتقدم المساعدات لمجموعات المعارضة المسلحة السودانية. وجاء في البيان، أنه «على الرغم من التزاماتها بموجب القانون الدولي والاتفاقات المتكررة بين حكومة جمهورية جنوب السودان وحكومة السودان لإنهاء مثل هذا الدعم، فإن تقارير موثوقة تشير إلى أن حكومة جمهورية جنوب السودان لا تزال تقوم بإيواء وتقديم المساعدة لمجموعات المعارضة المسلحة السودانية».
من جهتها، نفت حكومة جنوب السودان بشدة ما أوردته الخارجية الأميركية؛ إذ قال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوي لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن حكومته لا تأوي أو تدعم أي معارضة مسلحة، واعتبر التقارير الأميركية مجرد إنتاج لما أسماه «القصة القديمة» عن علاقة الحركة الشعبية – الشمال بجنوب السودان.
وشن الوزير ماكوي هجومًا عنيفًا على الإدارة الأميركية، واتهمها بالسعي لخلق فتنة بين البلدين لتحقيق هدفها بإسقاط حكومة جنوب السودان، وإيجاد المبررات لدخول القوات الدولية لبلاده، وقال بهذا الخصوص «واشنطن تريد تطبيع علاقتها مع حكومة السودان بعد أن فشلت في إسقاطها؛ لذا لجأت لمحاولة خلق فتنة بين السودان وجنوب السودان».
وحثت الخارجية الأميركية في البيان الصحافي قادة جنوب السودان على أسمته «مضاعة الجهود لتلبية الالتزامات التي تم التوصل إليها مع السودان أخيرًا، واتفق بموجبها الطرفان على إنهاء دعم الجماعات المعارضة المسلحة على جانبي حدود الدولتين».
لكن المتحدث باسم حكومة جنوب السودان رد بقوله «لقد دعونا قادة المعارضة المسلحة السودانية في وقت سابق، وقلنا لهم بوضوح اذهبوا وتفاوضوا مع حكومة السودان، وسنساعدكم على ذلك، وحين ذهبوا دخلوا في مفاوضات أديس أبابا ووقعوا مع حكومة الخرطوم اتفاقية خريطة الطريق»، وأضاف موضحا أن «السودان هو الذي يأوي المعارضة المسلحة الجنوبية، ورياك مشار أعلن الحرب من الخرطوم، وقادته السياسيون في الخرطوم، وكان بالأحرى للأميركان أن يدعوا حكومة السودان لوقف إيواء ودعم تمرد مشار الذي يرفض السلام والالتزام بالاتفاقية التي وقعها».
وأوضح ماكوي، أن حكومة بلاده ملتزمة بما وقعته مع حكومة الخرطوم، وأنها لن تسمح لما أسماه «المحاولات الأميركية» الرامية إلى إفساد العلاقات بين السودان وجنوب السودان.
ودعت حكومة الولايات المتحدة جوبا للالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 2046 لعام 2012، الذي قضى بوقف إيواء أو تقديم الدعم للجماعات المسلحة، ودعت إلى ضمان جعل الجماعات المسلحة في وضع لا يمكنها من القيام بعمليات مسلحة في جنوب السودان، أو السودان عبر الحدود.
وقالت الخارجية الأميركية، إن وجود جماعات المعارضة السودانية المسلحة في جنوب السودان، وإشراكهم في النزاعات الداخلية في جنوب السودان، يساهم في زعزعة استقرار كلا البلدين، و«علاوة على ذلك، يشكل انتهاكًا لشروط اتفاق لتسوية النزاع في جمهورية جنوب السودان».
وحثت واشنطن كلا من الخرطوم وجوبا على الالتزام باتفاقية الترتيبات الأمنية الموقعة بينهما في عام 2012، وسحب قواتهما خارج المنطقة الآمنة منزوعة السلاح على حدود الدولتين.
تقارير أميركية: حكومة جنوب السودان تدعم المعارضة المسلحة السودانية
وزير إعلامها قال إن واشنطن ترغب في إسقاط حكومة بلاده
تقارير أميركية: حكومة جنوب السودان تدعم المعارضة المسلحة السودانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة