الاتحاد الأوروبي: الهدنة في اليمن ستتيح فرصة وصول المساعدات

رحَّب بوقف إطلاق النار واعتبره تمهيدًا لاستئناف المفاوضات

الاتحاد الأوروبي: الهدنة في اليمن ستتيح فرصة وصول المساعدات
TT

الاتحاد الأوروبي: الهدنة في اليمن ستتيح فرصة وصول المساعدات

الاتحاد الأوروبي: الهدنة في اليمن ستتيح فرصة وصول المساعدات

أعرب الاتحاد الأوروبي عن ترحيبه بالهدنة التي بدأت في اليمن لمدة ثلاثة أيام، واعتبرها فرصة لإدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين من جراء الأحداث التي تشهدها البلاد، والذين هم في أشد الحاجة إليها.
وفي بيان صدر عن مكتب منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أشاد الاتحاد بالجهود التي يقوم بها المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ، والتي انتهت إلى التوصل لهذه الهدنة. وأشارت موغيريني من خلال البيان إلى أن «الهدنة المؤقتة يجب أن تكون الخطوة الأولى التي تمهد لاستئناف مفاوضات السلام بقيادة الأمم المتحدة»، قائلة إن «المفاوضات هي الوسيلة الوحيدة الفعالة لوضع حد لنزاع طويل الأمد». وناشدت جميع الأطراف المتحاربة احترام وقف إطلاق النار، لتهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات.
وكررت المسؤولة الأوروبية وقوف الاتحاد إلى جانب الشعب اليمني، معتبرة إياه «الضحية الأولى للأزمة في البلاد». كما أكدت على استمرار الاتحاد في دعم جهود الأمم المتحدة في اليمن، من خلال تقديم الدعم الإنساني لكل ضحايا النزاع. وكانت الأطراف المتحاربة، والداعمون لها، قد توصلوا إلى اتفاق هدنة بواسطة الأمم المتحدة.
وفي مطلع أغسطس (آب) الماضي، قال الاتحاد الأوروبي، إن الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه بين الحوثيين وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي العام، لإنشاء ما يعرف باسم المجلس السياسي في البلاد، يتعارض مع التزاماتها من أجل محادثات السلام بإشراف الأمم المتحدة، ويجب الامتناع عن اتخاذ إجراءات من جانب واحد.
وقالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» ببروكسل، إن الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه، يتعارض ويخالف مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وقرارات مجلس الأمن الدولي، ولا سيما القرار 2216، وأن مثل هذه الإجراءات ستقوض فرص التوصل إلى تسوية سياسية دائمة شاملة في اليمن.
وشددت المتحدثة على أنه في ظل اشتداد الصراع في الفترة الأخيرة، فمن الضروري في هذه المرحلة الحرجة أن تنخرط جميع الأطراف وبحسن نية من أجل تحقيق تنازلات صعبة، من دون استفزازات، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية شاملة، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.