والدة أحد ضحايا «بنغازي» وأخو أوباما ضيفا ترامب في المناظرة الأخيرة

جماعات مدنية تنشر آلاف المتطوعين للتصدي لتخويف الناخبين في 8 نوفمبر

أميركيون يمرون بجانب لوحة فنية لديفيد داتونا حول الانتخابات الأميركية قرب برج ترامب في نيويورك (أ.ف.ب)
أميركيون يمرون بجانب لوحة فنية لديفيد داتونا حول الانتخابات الأميركية قرب برج ترامب في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

والدة أحد ضحايا «بنغازي» وأخو أوباما ضيفا ترامب في المناظرة الأخيرة

أميركيون يمرون بجانب لوحة فنية لديفيد داتونا حول الانتخابات الأميركية قرب برج ترامب في نيويورك (أ.ف.ب)
أميركيون يمرون بجانب لوحة فنية لديفيد داتونا حول الانتخابات الأميركية قرب برج ترامب في نيويورك (أ.ف.ب)

في الساعات التي سبقت المناظرة الثالثة والأخيرة، أمس، سعى المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى إرباك منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون قبل مواجهتها بدعوة والدة أحد ضحايا تفجير السفارة الأميركية ببنغازي عام 2012، وأخي أوباما غير الشقيق مالك الذي أكد سابقا دعمه لرجل الأعمال الثري.
وكما في المناظرتين السابقتين، استعدت وزيرة الخارجية السابقة في ولاية الرئيس باراك أوباما الأولى، لعدة أيام بعيدا عن الأنظار في فندق قرب منزلها بضاحية نيويورك، مخصصة لذلك وقتا طويلا؛ إذ يرى واضعو استراتيجية حملتها أن هذه المواجهات كان لها حتى الآن تأثير حاسم على الحملة.
أما ترامب، فواصل تجمعاته الانتخابية الاثنين والثلاثاء، مكتفيا بتخصيص بضع ساعات في اليوم للتحضير للمناظرة التي يتوقع أن يتابعها عشرات ملايين الأميركيين، ولو أنه من الصعب كسر الرقم القياسي الذي سجلته المناظرة الأولى التي شاهدها 84 مليونا.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، وقد بدأت عمليات الاقتراع المبكر حيث أدلى نحو مليوني ناخب بأصواتهم حتى الآن في عدة ولايات، بات رجل الأعمال الثري بحاجة أكثر من أي وقت مضى لعنصر جديد يحدث فرقا، ويعوض تراجعه المتزايد في استطلاعات الرأي.
وتحظى هيلاري كلينتون بشعبية متزايدة لدى النساء والأقليات؛ إذ يشير متوسط استطلاعات الرأي إلى حصولها على نحو 46 في المائة من نيات التصويت، مقابل 39 في المائة لدونالد ترامب و6.4 في المائة للمرشح الليبرتاري.
وقال الخبير في «معهد بروكينغز»، جون هوداك: «عليها أن تتفادى مهاجمته، وأن تتصرف بالأحرى مثلما فعلت في المناظرتين السابقتين، أي أن تبقى هادئة وتتفادى الهجمات وتدع دونالد ترامب يدمر نفسه».
وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها متقدمة إلى حد أن مهمتها الرئيسية تقضي بعدم القيام بأي شيء يمكن أن يعيدها إلى الخلف. وأفضل وسيلة لذلك هي اعتماد موقف هادئ بعيدا عن الصخب».
وجرت المناظرة التي أدارها الصحافي في شبكة «فوكس نيوز» كريس والاس مساء أمس في جامعة نيفادا في لاس فيغاس، وقد وصل المرشحان إلى الموقع مساء الثلاثاء. ولا شك أن دونالد ترامب استخلص العبر من المناظرتين الأوليين ليهاجم منافسته بشكل أكثر فاعلية، لا سيما بشأن سوريا وليبيا؛ الملفين اللذين سيطرحان حتما في الجدل.
ويبقى الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012 موضوعا ساخنا بنظر أنصار الجمهوريين، وهم يعتبرون كلينتون التي كانت في ذلك الحين وزيرة للخارجية، مسؤولة جزئيا عن مقتل 4 أميركيين، بينهم السفير.
ودعا دونالد ترامب والدة خبير معلوماتي قتل في الهجوم؛ باتريسيا سميث المعارضة بشدة لكلينتون، لحضور المناظرة، بحسب ما أوردته مواقع أميركية. وفي المناظرة الثانية، دعا نساء يتهمن الرئيس الأسبق بيل كلينتون بالتعدي عليهن جنسيا، سعيا لإرباك منافسته. ولم يكن الإعلان عن دعوة سميث المفاجأة الوحيدة التي فجّرها ترامب أمس قبيل المناظرة، وإنما أكد أخو أوباما غير الشقيق مالك، خلال لقاءات إعلامية أمس في لاس فيغاس، أنه سيحضرها في الصفوف الأمامية داعما لترامب. وفي مقابلة مع صحيفة «نيويورك بوست»، قال مالك، وهو أكبر من باراك أوباما بـ3 سنوات، إن «ترامب قادر على جعل أميركا عظيمة مرة أخرى». كما انتقد مالك بشدة أداء كلينتون في منصب وزيرة الخارجية الأميركية، معتبرا أنها تسببت في نشر الفوضى والعنف في الشرق الأوسط. ووصف العقيد الليبي الراحل معمر القذافي بأنه كان صديقا مخلصا، ودعا إلى مقارنة الوضع في ليبيا أثناء حكمه بالوضع الحالي في هذه البلاد.
وفي مواجهة تراجعه في استطلاعات الرأي، توقع دونالد ترامب حصول تزوير انتخابي في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وواصل الثلاثاء في كولورادو سبرينغز بولاية كولورادو (غرب) انتقاداته اللاذعة لكلينتون التي وصفها بأنها «الشخص الأكثر فسادا الذي ترشح للرئاسة في التاريخ»، فيما ردد حشد مؤيديه: «احبسوها»، وهو بات شعار مهرجاناته الانتخابية.
ومع نشر موقع «ويكيليكس» رسائل إلكترونية مقرصنة من بريد رئيس حملة كلينتون جون بوديستا، من المتوقع أن تواجه المرشحة الديمقراطية عدة أسئلة حول موقفها من «التبادل الحر» و«وول ستريت».
وذكرت أوساط كلينتون أنها سترد بالتشديد على أن عمليات القرصنة تحمل بصمات موسكو، وهي تتهم ترامب بالتودد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جهة ثانية قد يجد أنصار مرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب الذين يعتزمون مراقبة مراكز التصويت في يوم الانتخابات أنفسهم مراقبين عن كثب من قبل آلاف ناشطي الحقوق المدنية، الذين يقومون بجهد واسع لمنع حدوث اشتباكات في مراكز الاقتراع.
وكان ترامب قد قال مرارا إن الانتخابات ستُزور، وحث أنصاره على مراقبة مواقع التصويت بحثا عن أدلة على حدوث تلاعب، مما أثار مخاوف من احتمال قيام أنصاره المتعصبين بتخويف الناخبين في الانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني).
ولن يكون هؤلاء فقط الموجودين في مكاتب الاقتراع يوم الانتخابات؛ إذ قالت جماعات للحقوق المدنية إنها تعتزم نشر آلاف المتطوعين على الأرض في 27 ولاية، لضمان ألا تؤدي مضايقات أو الطوابير الطويلة إلى إثنائهم عن التصويت. وستقدم فرق من المحامين طعونا قانونية إذا دعت الحاجة لذلك.
ويقول ناشطون إنه على الرغم من أن انتخابات سابقة شابتها مخالفات، فقد تؤدي تصريحات ترامب إلى مشاكل أكبر في مراكز الاقتراع هذا العام. وقال دايل هو، رئيس مشروع حقوق التصويت في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية: «عندما يقول ترامب اذهبوا وراقبوا مناطق معينة في فيلادلفيا، فهذا إما تهور مقصود وإما دعوة مستترة بشكل طفيف للقيام بعملية تصنيف على أساس عنصري»، وتابع: «لا أعرف ما إذا كان الناس سيستمعون لذلك».
وطرحت جماعات غير حزبية برامج «حماية الانتخابات» منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها بين جورج بوش وآل غور في عام 2000، ولكنها تواجه مشهدا أكثر صعوبة هذا العام حتى قبل بدء ترامب في التحذير من «تزوير الانتخابات».
وأضعفت المحكمة العليا في 2013 قدرة الحكومة الأميركية على مراقبة النشاط التصويتي في الولايات التي لها تاريخ من التفرقة العنصرية، وأجازت عشرات من الولايات التي يقودها جمهوريون أيضا قوانين تشترط على الناخبين تقديم بطاقات هوية عليها صورهم أو تحد من التصويت بطرق أخرى.
ومع بدء التصويت مبكرا في ولايات كثيرة، بدأت جماعات لحقوق التصويت في الدعاية لخط هاتفي ساخن وإقامة خطوط اتصال مع مسؤولي الانتخابات المكلفين بحل المشكلات. وقالت ماريكا جونسون - بلانكو، وهي المديرة المشاركة لمشروع حقوق التصويت في لجنة المحامين للحريات المدنية بموجب القانون: «لم نواجه بعد وضعا نشعر فيه بأن هناك حاجة للاستعانة بالشرطة».
وبدأت هذا العام جماعات الحقوق المدنية في توسيع جهودها إلى ما هو أبعد من ساحات المعارك الدائمة، مثل أوهايو وفلوريدا، إلى ولايات محافظة مثل تكساس، حيث تعتزم نشر مائتي متطوع لمراقبة مراكز الاقتراع في مقاطعة هاريس في هيوستون.
وفي نيويورك، بدأ متطوعون من جماعة «كومن كوز» في توسيع برامجهم للمراقبة في أحياء المسلمين بمدينة نيويورك، وبعض مناطق هدسون فالي الريفية. وقالت سوزان ليرنر، المدير التنفيذي لجماعة «كومن كوز نيويورك» إن «ما دفعتنا جهود ترامب هنا في نيويورك للتفكير فيه هي الأماكن التي توجد بها تركيزات كبيرة من الناخبين الذين أكره أن أقول إنها أهداف سهلة.. نقطة جذب للمتطرفين».
وصعّد المسؤولون الديمقراطيون جهودهم أيضا. وفي أريزونا، وهي ولاية جمهورية بشكل تقليدي تشهد تنافسا هذا العام، يعتزم الديمقراطيون نشر عدد قياسي يبلغ مائتي محام للتأكد من أن كل من هو موجود في طابور عندما تغلق مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السابعة مساء سيحصل على فرصة للإدلاء بصوته، وذلك حسبما قال سبينسر شارف، مدير حماية الناخبين في الحزب الديمقراطي بولاية أريزونا.
ولكن في نهاية الأمر، لا يملك مراقبو الانتخابات سلطة حل المشكلات، وليس في وسعهم سوى إبلاغ مسؤولي الانتخابات بها.



14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

سقط ما لا يقل عن 14 قتيلاً في أرخبيل مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي الذي ضربه السبت إعصار شيدو القوي جداً، على ما أظهرت حصيلة مؤقتة حصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الأحد) من مصدر أمني.

صور التقطتها الأقمار الصناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار شيدو فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وقال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جداً، ونقلوا إلى مركز مايوت الاستشفائي، في حين أن 246 إصابتهم متوسطة.

الأضرار التي سبَّبها الإعصار شيدو في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

وترافق الإعصار مع رياح زادت سرعتها على 220 كيلومتراً في الساعة. وكان شيدو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً؛ حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرنس- ميتيو).

آثار الدمار التي خلفها الإعصار (أ.ف.ب)

وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل. ويقيم ثلث سكان الأرخبيل في مساكن هشة.